مثلت السودان خارجياً ولم تجد غير التجاهل والإهمال:
إشراقة وداعة الله : عانيت كثيراً ولم أجد الدعم والمساندة.. وللأسف الشخص يكرم بعد وفاته
أتعرض لحالة إغماء تحت أي لحظة وتكلفة العملية فاقت الـ (70) الف دولار
ترك ابنائي المدرسة بسبب الضائقة المالية واكتفوا بالجلوس معي بالمنزل
ناشدنا الوزارة والأولمبية والأندية ولم أجد غير دعم من الكاردينال بـ (50) الف جنيه
رفيدة محمد احمد
اشراقة وداعة الله الطيب واحدة من أميز لاعبات السودان حققت العديد من الانجازات في عدد من المناشط الرياضية ولكنها كانت أكثر تميزاً في كرة السلة كواحدة من لاعبات الموردة ومثلت السودان خارجياً وهي تعشق فريق الهلال ورغم تميزها الرياضي في المناشط لم تجد الاهتمام من قبل المسئولين عن الرياضة ولا حتي الدولة علماً بأنها كانت إحدى لاعبات السلة في الدورة المدرسية بالصومال وتوج فيها السودان بطلا للمنافسة وعادوا حاملين الكأس للسودان قبل سنوات وتعرضت اشراقة لمرض التليف في الكبد وفاقت تكلفة العملية الـ (70) الف دولار ولم تجد احداً يقف بجانبها غير ابنائها الذين تركوا الدراسة وفضلوا الجلوس معها بالمنزل.. حالة اشراقة يقول بعض الاطباء انها كلما تأخرت ازدادت تعقيدا وخطورة ولازالت تنتظر يد العون والمساندة. ولمعرفة حالة اشراقة سجلنا زيارة اليها بمنزل الاسرة بحي بانت واستمعت لاشراقة ودار الحوار التالي :
بداية الرياضة
قالت اشراقة وداعة الله ان بدايتها مع الرياضة جاءت منذ الصغر بجانب المشاركة في الدورات المدرسية في منشط كرة اليد والكرة الطائرة والسلة بالاضافة للسباحة مشيرة الى مواصلتها للكرة الطائرة بنادي المجد وكرة السلة بنادي الموردة وقالت ان اختيارها لمنتخب السلة جاء اثناء تواجدها مع نادي الموردة واضافت قائلة : كنت لاعبة المنتخب لاكثر من ثماني سنوات ومن أميز المشاركات الخارجية مشاركة السودان في بطولة مدرسية اقيمت بالصومال وتوج السودان بطلا للمنافسة ونحن كلاعبات سلة نفتخر بذلك مشيرة الى ان الرياضة في فترة الثمانينيات كانت تجد الاهتمام والدعم لذلك تحققت الانجازات في شتى ضروب الرياضة وكانت الاندية قوية في ذات الوقت وتهتم بالمناشط الرياضية واشارت الى الى ان نادي الموردة كان يشرف على تدريبهم المدرب التاج عوض ويشرف على المنتخب عباس خوجلي ويساعده التاج مشيرة الى انها اول حكم للسلة بالنسبة للسيدات وادارت عدداً من المباريات التي تقام حتى لو كانت تجمع بين فرق الرجال بجانب طوافهم على الاقاليم والمساهمة في التأهيل والمشاركة في المباريات وهذا ساهم في تطور منشط السلة في ذلك الوقت.
المرض والمعاناة
تحدثت اشراقة عن معاناتها مع المرض مشيرة الى ان المرض بدأ منذ عام 2003 ولم تتضح الرؤية منذ البداية وبعد سنوات تم اكتشاف التليف في الكبد وكل الفحوصات التي تمت كانت داخل السودان بمتابعة كل من دكتور جلال وحاتم محمد يوسف وقالت اشراقة: لمزيد من الاطمئنان نصحني البعض للسفر للقاهرة وقالت :عندما سافرت وجدت ذات النتائج وتأكد وجود تليف بالكبد عقب ذلك ناشدت عددا من الجهات خاصة الجهات الرياضية لأنني اعتبرت نفسي واحدة منهم وسبق وان مثلت السودان خارجيا وفي مقدمة تلك الجهات كانت وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية السودانية وعدد من الاندية خاصة وان تكلفة العملية (70) الف دولار لاجراء العملية بمصر و(150) الف دولار تكلفة العملية بالهند ولم نجد غير دعم من اشرف الكاردينال(50) الف جنيه وحتى العلاجات التي أواصل فيها حاليا اكثر من 13 نوعاً وتكلفتها باهظة الثمن وتقدمت اشراقة بالشكر لابناء المنطقة بحي بانت بامدرمان لدعمهم ومساندتهم لها اثناء المحنة مشيرة الى انها تتعرض الى حالة اغماء في أي لحظة وبتعاون الاهل ببانت يتم اسعافي لاقرب مستشفى واضافت: نحمد الله على كل حال وكل شئ مقدر ومكتوب.
وعود باجراء العملية
أشارت اشراقة الى وجود بعض الاشخاص شجعوها للسفر الى القاهرة لاجراء العملية على أمل ان يوفروا لي المبلغ المطلوب مع اقرب شخص مشيرة الى انها سافرت وكانت مهيأة للعملية وتابعت الفحوصات وعندما جاء تحديد موعد العملية تفاجأت بعدم ارسال المبلغ وكانت وعود فقط وبعدها رجعت السودان بدون اجراء العملية وبعد عودتنا للسودان بشهر جاءنا دعم الكاردينال الـ (50) الف جنيه وكل هذا المبلغ ذهب مع الفحوصات وحالات الاغماء المتعددة التي تأتي في اي لحظة وقالت لم أشعر بأي تحسن حالياً بل الحالة ماشة للاسوأ على حسب حديث الاطباء واشارت اشراقة الى وجود شخص يعمل بأحد البنوك حاول مساعدتي لاجراء العملية بتايلند ولكن تفاجأنا بتغيير رأيه ولا ندري ماهي الاسباب !!
وقالت اشراقة :حتى السلة التي عشقتها ومثلت السودان فيها لم أجد منها شئ يذكر لا اتحاد السلة ولا حتى الموردة وقالت عدت للسودان بعد ان اجريت الفحوصات بالقاهرة وفشلنا في دفع رسوم العملية في شهر فبراير وكان مفترض أرجع شهر مايو ولكن الظروف حالت دون ذلك والحمد لله على كل حال.
التكريم بعد الوفاة
تحدثت اشراقة بحسرة مشيرة الى ان لديها ثلاثة ابناء ولد واثنين بنات ذكرى ومناف ومعاوية تخرجت ذكرى من ادارة اعمال وترك مناف ومعاوية الدراسة وهم في المرحلة الثانوية رفضوا المواصلة بسبب الضائقة المالية وفضلوا الجلوس معي بالمنزل وقالت :المال كان سببا في عدم اكمال تعليمهم واضافت قائلة :للاسف الشخص في السودان يكرم بعد وفاته وهذا ليس في الرياضة فقط وانما يحدث ذلك في الفن والدراما وغيرها من الاشخاص الذين قدموا للسودان الكثير وقالت: لكن طالما انت على قيد الحياة لاتجد غير الاهمال.. وتحدثت بألم عن ابنائها وقالت الظروف جعلت ابنائي اكبر من سنهم وتركوا المدرسة من أجلي واتمنى ان يحفظهم الله ويحميهم لأنهم هم الاهم بالنسبة لي والمرض امتحان من رب العالمين والحمد لله على كل شئ ..
وفي ختام حديثها ناشدت وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية السودانية والاتحادات الرياضية بالوقوف معها خاصة وانهم قدموا الكثير ويحتاجون لقليل من الاهتمام والرعاية والمساندة وتقدمت بالشكر لكل من وقف بجانبها في هذه المحنة متمنية لهم دوام الصحة والعافية.
ربنا يشفيها ويعافيها ويسهل لها العملية ، هذا هو السودان أهمال لكل المبرزين ـ وحسبنا الله ونعم الوكيل في حكومة السجم والرماد