اصبروا دا ما وقتو
العمود الحر
عبدالعزيز المازري
## **”العليقي على الكرسي، وريجيكامب على الملعب: مسرحية استثمارية وفنية كوميدية، والهلال جمهوره ضحية العرض!”**
متى يحين الحساب؟
متى يحاسب مدير القطاع نفسه؟
أم أن كل التركيز يقع على التدريب والمدرب، في حين يغير الفريق جلده كل موسم؟
هل يجرؤ أحد على تقييم صاحب المشروع الوهمي الاستثماري، بينما يُلقى اللوم على المدرب والتسجيلات والانتقالات؟ هذا كله يغطي على الفشل ويعمي المشجعين.
حارس ضعيف وباك أيسر أضعف، وناشئون ينتظرون التسجيل، ولاعبون تجاوزوا العمر الافتراضي واستُنزفوا، بينما لاعبين شباب معارون بلا فرص للعودة. كيف يمكن قياس الوضع؟
صحيح أن ريجيكامب يمثل أساسًا، لكنه مجرد نسبة ضئيلة من صاحب المشروع الحقيقي. إذا كان هناك تقييم أو مساءلة، فليبدأوا بمن يقود المشروع، لا بالمدرب.
ريجيكامب ظهر في ست مباريات فقط، بينها مواجهة الجاموس السابعة، محققًا انتصارًا وحيدًا أمام الجش، تعادلًا، وهزيمة أمام سينغيدا التنزاني، دون أي تغيير حقيقي في شكل الهلال. المدرب معروف وحدوده الفنية، ومنطق الصبر على فشله قبل تقييمه حيلة لإخفاء الفشل الحقيقي.
استلم فريقًا جاهزًا مثل رقعة شطرنج، ولم يعرف كيف يستخدم أدواته.
الهلال فقد هويته؛ محترفون أفارقة يأتون ويذهبون، والوطنيون استنزفوا منذ ثلاث سنوات بلا فرص للتألق، بينما الخبرات الوطنية والإدارية تُقصى. عشرات اللاعبين الوطنيين تعرضوا للاستهلاك النفسي والبدني، ولا يعود أحد منهم من الإعارات ليأخذ فرصته.
فلوران لم يقدم شيئًا يُذكر، لكن العليقي فرض ريجيكامب بسيرته غير المبشرة بعد مماطلات، مستمرًا في فرض سيطرته، مع إقصاء مدير الكرة الوطني الذي كان يدعم الفريق معنويًا وإداريًا، وهو ما دمّر التوازن النفسي والمهني للفريق. كما استغنى العليقي عن الإداريين الخبراء، وجلب من يضمن ولاءه الشخصي، مكررًا سيناريوهات فاشلة مثل إعادة محجوب والجعلي بلا أي رؤية فنية.
من يزين الصبر ويقول “مرحلة بناء” يغطي على واقع مؤلم: ثلاث سنوات من التخدير، التجريب، البيع والشراء ليست بناءً، بل سراب. القرار الحاسم لم يكن يومًا للمدرب، بل للعليقي، الذي يبيع ويشتري ويغيّر المدربين ويستأثر بالقرار منذ ثلاث سنوات، كأن الهلال مشروعه التجاري الشخصي.
ريجيكامب؟ الجواب واضح: يمتلك فريقًا ولا بصمة، دخل أنصار الهلال في رعب أمام فرق التمهيدي. الاستمرار يجب أن يكون بقرار لجنة فنية مستقلة، لا بيد شخص واحد.
الأمثلة العالمية واضحة: الأهلي المصري أقال **خوسيه ريفييرو** بعد 7 مباريات، منتخب مصر أقال **إيهاب جلال** بعد 3 مباريات، بوروسيا مونشنغلادباخ أزاح **جيراردو سيواني** بعد بداية كارثية، وشيفيلد يونايتد استغنى عن **روبن سيلز** بعد 5 جولات فقط. القرار مرتبط بالنتائج لا بالوعود أو الصبر.
أكثر ما يدمر الهلال هو نوعية بعض المشجعين الذين يستكثرون النقد ويهاجمون الأقلام الحرة. نقول لهم: من حق المشجع ومن حق الإعلام أن ينتقد، هذه أصوات الهلال، ومن حقهم التعبير، وأي محاولة لإسكاتها نوع من الدكتاتورية الفردية الجديدة.
الهلال يحتاج لجنة فنية مستقلة لتقييم المدرب وإعادة التوازن، وليس ترك كل شيء بيد شخص واحد منذ ثلاث سنوات. الصبر على العليقي صبر على وهم.
**وخز بالإبر –**
* الصبر على ريجيكامب يغطي على الفشل الحقيقي.
* التقييم الحقيقي يجب أن يكون على العليقي، سلطان الهلال منذ ثلاث سنوات.
* يغيّر المدربين، يبيع اللاعبين، ويستأثر بالقرار دون رقابة.
* ثلاث سنوات من التخدير التجاري والهلال خسر هويته.
* من يزين الصبر ويطالب بعدم التقييم يغطي على عجز الإدارة.
* الهزائم والتعادلات ليست أمثلة للفشل المؤقت، بل ثمرات المشروع الاستثماري المشوّه.
* كل قرار فردي للعليقي يترك الهلال في دوامة، بلا رؤية أو هوية.
**كلمات حرة**
* من يردد “اصبروا” شريك في الجريمة.
* من يزين الفشل بأوهام البناء يضلل الجماهير.
* والهلال لن ينهض بلا محاسبة العليقي.
**كلمة حرة أخيرة**
“العليقي ورياضته الاستثمارية، وريجيكامب وفن الضياع على الملعب: ثنائي الأحلام الكارثية، كل من يصدقهما يحتاج خوذة حماية قبل دخول الملعب!”