صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

اصح يادكتور حمدوك

24

افياء

ايمن كبوش

# ضجت السوشيال ميديا وهاجت مواقع التواصل الاجتماعي بخطاب لا أجزم بصحته، وإن كنت ملماً ببعض وقائعه المتعلقة بالسوق العربية المشتركة. الخطاب الضجة صادر من مدير المكتب التنفيذي للسيد مدير عام الشركة السودانية لنقل الكهرباء المحدودة.. حيث أشار الخطاب إلى طلب بتصديق “نثرية مستردة” من بند السفريات الخارجية.. علماً بأن السيد المدير سافر، حسب زمان الفعالية، على رأس وفد عالي الرشاقة والتقشف لم يتعدَ الستة أفراد، إلى جمهورية مصر لمدة 3 أيام فقط، بينما لم تتجاوز النثرية مبلغ 600.000 بالجنيه السوداني لكامل أفراد الوفد، علماً بأن الوفد المحترم ضم الست السكرتيرة بجانب المدير الذي حصل على 200 ألف جنيه، فيما حصل بقية أفراد الوفد على 100 ألف جنيه بمن فيهم السكرتيرة التي نسأل السيد المدير هل أن درجتها الوظيفية تخول لها صرف نثرية بهذا المبلغ 100.000 جنيه، علماً بأن النثرية نفسها وحسب الخطاب لم يتم تصديقها لحظة سفر الوفد، ولكن لا بأس من أن يأتي صرفها لاحقاً من باب حسن الظن والثقة الوافرة.
# المدير العام في شركة الكهرباء معني بالتوضيح والإجابة على ما جاء في الخطاب الصادر بتاريخ 17 أكتوبر 2019 تحت عنوان “نثرية مستردة”.. “بالإشارة إلى الخطاب أعلاه.. وتنفيذاً للمأموريات الخارجية المبرمجة خلال الفترة القادمة والتي تستمد أهميتها في إكمال عمليات الربط الكهربائي بين السودان ومصر، وكذلك استعادة الربط مع دولة إثيوبيا وحضور فعاليات حوكمة السوق العربية المشتركة، الرجاء التكرم بتصديق نثرية مستردة على النحو التالي…”، ذكر الخطاب أسماء الموفدين الستة ثم حدث ما حدث بخصوص الأموال.. ولكن لم يشر الخطاب لتاريخ المشاركة ولا فترة مكوث الوفد، إلا أن مقربين قالوا إنها ليالٍ ثلاث، علماً بأن منتدى السوق المشتركة تجري فعالياته هذه الأيام بالفعل في العاصمة المصرية القاهرة.
# هب أن سعر الليلة الواحدة لأجعص فندق فيك يا مصر 250 دولاراً، فذلك يعني أن السيد المدير لن يكلف خزينة الدولة أكثر من ألف دولار، زائداً التذكرة والإعاشة فيصبح مبلغ الـ1500 دولار مناسباً جداً، حال كانت الإقامة في أجعص فندق فيك يا مصر.. ولكن هذا بطبيعة الحال لن يحدث وعلى ذلك يتم القياس.
# أهدر الإنقاذيون على البلد مليارات الدولارات في سفريات “هايفة” لم يكن الغرض منها إلا جيوبهم وكروشهم وأمنياتهم الخائبة.. لذلك هم ليسوا قدوة لكي يسير قادة التغيير على نهجهم في إهدار موارد البلد والعبث بالمال العام.. ماذا فعلت لنا وبنا الحوكمة والسوق العربية المشتركة ونحن نسمع بها طوال السنوات الماضية ولا نراها في واقعنا الكئيب الجديب.. مازلنا رهن انشغالنا بأحلامنا البسيطة في جودة الخدمات التي تقدمها لنا الدولة بجزمتها القديمة.. في الصحة والتعليم ومعاش الناس والكهرباء.. لن نتحرك إلى الأمام أيها السادة طالما أن الوظيفة العامة مازالت هي المطية التي نستخدمها كفاحاً لكي تنقلنا إلى رحاب الرفاهية الخاصة.. السيارات والفارهات والسفر ولا عزاء للوطن الجريح.. أي سفرٍ إلى الخارج وجنيهنا العجوز المعذب يواصل السقوط على عتبات الثمانين خريفاً مقابل الدولار الأمريكي الواحد.. اصْحُ يا دكتور حمدوك.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد