مذاق الحروف
عماد الدين عمر الحسن
الاختلاف في الرأي..يفسد كل القضايا..
لا أذكر انني غضبت من احد بسبب اختلافي معه في الرأي – سياسي كان او رياضي أو غير ذلك – ؛ حيث كانت قناعاتي- ولازالت – تقوم علي أن الاختلاف بين الناس من سنن الحياة ؛ وانه ليس بالضرورة ان أري ماتراه ، وانه لاصواب مطلق ولا خطأ مطلق ، وأن الرؤية تختلف بحسب اختلاف الزاوية التي تنظر منها ، غير اني – ولسوء الحظ – كثيرا ما اقع فريسة لهؤلاء المتعصبين الذين يتكاثرون حولي سواء بالواقع او المواقع ممن يقدسون وجهات نظرهم ويعتقدون ان كل ماسواها هراء ، فاتعرض للمقاطعة أحيانا وللاساءة احيانا اخري ، بل هددني احدهم من قبل بالقتل بسبب خلاف في الرأي السياسي . هذا النوع من الناس تجده في كل مناحي الحياة : سياسية كانت او رياضية ، بل حتي في امور الدين ، وهذ النوع الاخير هو الاخطر بطبيعة الحال لأنه سيتجه الي تكفيرك فور اختلافك معه في قضية ما ، والمؤسف ان ذلك يحدث حتي بين المشايخ والعلماء ممن يفترض فيهم القدوة للعامة .
أما في الحياة السياسية فاقرب ما يصفك به حال اختلافك معه هو الخيانة او ( القطيع ) في الدرجة التي تليها رغم ان الخلاف السياسي دائما ما يكون حول أنظمة الحكم ، او حول افراد متسلطين علي الوطن وليس حول الوطن نفسه ، وذلك ما يجهله كثيرون ممن لايستطيعون التفرقة بين الوطن وبين قضاياه ، وذلك مانعاني منه كثيرا هذه الأيام حيث يري فريق معين كل من ينادي بالسلام انه خائن حلال الدم ومجرم آثم .
الخلافات في الشأن الرياضي هي الأخف بطبيعة الحال ، وقد كفانا التدهور الكبير في هذا المجال شر التعصب الاعمي والملاسنات والمشاحنات القوية والتي كانت في السابق تؤدي الي المشاكل التي قد تصل أحيانا الي حد المقاطعة بين الاصدقاء .
نحن نحتاج ان نتعلم المرونة في خلافاتنا ، وان نتعلم احترام الرأي الاخر عندالنقاش ، بل نحتاج الي ان نسمعه قبل ان نحترمه بطبيعة الحال .