صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

البَطَل الشّـرفِي في زمن الكوليرا!!

135

صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد

البَطَل الشّـرفِي في زمن الكوليرا!!

 

أن تُحقِّق لقباً (شرفياً)، وأن تكون (البطل الشرفي)، في زمن تُنتهك فيه (الأشراف) ويُدنّس فيه (الشرف)، ويموت فيه الناس كمداً أو عمداً، أمرٌ يرفع من قيمتك أكثر ويثبت أنك حتى في مثل هذه الظروف تقاتل بـ(شرف)، وتنافس بـ(شرف) وتلعب بـ(شرف)، وتفوز بـ(شرف)، وتخسر بـ(شرف)، ربما لو كان اللقب (رسمياً)، ما أفرحنا بهذه الصورة والهلال يُتوّج في بطولة الدوري الموريتاني (البطل الشرفي)، تلك الرسالة يجب أن يفهمها السِّياسيون والقادة والرعاع والبلاد تجر إلى تلك الحرب اللعينة وتنزف حَـدّ الموت.
هذا هو اللقب الوحيد الذي يُقدّم للسودان وهو يحمل اسم (البطل الشرفي)، والسودان مُحاصرٌ ومُحاربٌ حتى من دول الجوار.. أمريكا تعاقب السودان، والاتحاد الأفريقي يعاقبه، والمجتمع الدولي يعاقبنا والهلال يخرج من هذا الحطام وتلك الصعاب بلقب (البطل الشرفي)، هو لقبٌ يحمل مليون رسالة لو كانوا يفقهون، وهو فرحة في زمن الركام لوطن يحترق وشعب يموت، لم ينتسب الهلال أو يُعرف باسم (نادي الحركة الوطنية) من فراغ، حتى الأقدار والأيام تثبت ذلك، فالهلال هو (البطل الشرفي) في بلاد أنهكتها الحرب، مات مواطنوها في معتقلات الدعم السريع بعد أن أصبحوا (هياكل عظمية)، من لم يمت منهم بالرصاص مات بالقهر والتعذيب والحسرة والاختطاف.
تخيّل في بلاد يوجد فيها أكبر عدد من الأنهار في العالم، ولا تنقطع سماء السودان من هطول الأمطار ولا تقف، في بلاد تغرقها الفيضانات وتجرفها السيول يموت فيها الإنسان (عطشاً) في معتقلات الدعم السريع، بل البعض يموت عطشاً في بيته.
أصبح الهلال هو (البطل الشرفي)، والبيوتات في بلادنا يُنتهَك (شرفها) وتُسرَق أموالها وتُسلَب ممتلكاتها.. ويبقى الهلال هو (البطل الشرفي)، في وطن غاب عنه السلام والأمن والطمأنينة والكهرباء والماء، وطن يموت أهله بالكوليرا والفقر والإهمال، وتُدمّر فيه المنشآت وتُستهدف محطات المياه والكهرباء، وطن يسلبه أهله ويظلمه أهله ويتقاتل فيه أهله، ويأتي بعد كل ذلك ليكون الهلال هو (البطل الشرفي) لدوري طويل من 30 جولة، استمر لأكثر من 8 أشهر،(244) يوماً، هي ليسـت بطولة لمباراة أو اثنتين، هي بطولة يلعب فيها 16 نادياً، ويلعب كل فريق ثلاثين مباراة، بطولة أخلص فيها الجهاز الفني بقيادة فلوران رغم الحملات التي وُجِّهت له وشكّكت فيه، وأحسنت فيها دائرة الكرة بقيادة عبد المهيمن الأمين (جمل الشيل)، في وقتٍ كان يمثل فيه عبد المهيمن الأمين الإدارة والجهاز الفني والجمهور والإعلام وكل شئ، إلى جانب الذين أخلصوا في عملهم، وقدموا الممكن والمستحيل ولم يُقصِّروا أو يتأخّروا في شئٍ، ياسر الجعلي والفاضل حسين. مع إشراقات المكتب الإعلامي للهلال بقيادة أنس محمد أحمد والمصور المبدع محمد دفع الله وهم يضعونا في قلب الحدث ونحن نبعد عنهم آلاف الأميال وبيننا وبينهم مسافات وفضاء من الفيافي والصحاري والجبال والبحار.
بطولة فاز بها الهلال بعد ملاحم قوية، ومشاركات مختلفة للاعبي الهلال مع فريقهم ومع منتخبات بلادهم وظروف صعبة تعرّضت لها أسر أولئك اللاعبين.
الهلال هو البطل الشرفي في زمن الكوليرا.. هو البطل الشرفي في زمن الحرب.
نعم إنّه (الحب في زمن الكوليرا).
تقول الديباجة التعريفية لتلك الرواية (الحب في زمن الكوليرا (بالإسبانية: El amor en los tiempos del cólera)‏ هي رواية للكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل. نُشرت الرواية لأول مرة باللغة الإسبانية في عام 1985. نشر ألفرد أ. كنوبف ترجمة بالإنجليزية في عام 1988، وتحوّلت إلى فيلم باللغة الإنجليزية في عام 2007).
وقصة الرواية حسب ما جاء في الموسوعة الحرة (تروي أحداث الرواية قصة حب رجل وامرأة منذ المراهقة، وحتى ما بعد بلوغهما السبعين، وتصف ما تغير حولهما وما دار من حروب أهليه في منطقة الكاريبي وحتى تغيرات التكنولوجيا وتأثيراتها على نهر مجدولينا في الفترة من أواخر القرن التاسع عشر حتى العقود الأولى من القرن العشرين).
ونحن نحمل حبنا للهلال، منذ أن كنا في المهد، ونحن أطفالٌ، ونحن كبار بذلك الولَــه الذي صوّرته الرواية.. نحمل تلك المشاعر بذلك العشق للهلال.. في الكوليرا في الحرب، في أي زمان وأي مكان.
الشبه بين ما يحدث الآن وما يحدث في الرواية يتجسّـد في ذلك ـ تقول الموسوعة الحرة (أحداث الرواية الأخيرة تدور في سفينة نهرية، حيث يدعو (فلورنتينو اريثا) حبيبته لرحلة نهرية على سفينة تمتلكها شركته فتوافق، وهناك يقترب منها أكثر وتدرك بأنها تحبه رغم شعورها بأن عمرها (70 عامًا) لا يصلح للحب ولكن هذا ما كان يمنع (فلورنتينو اريثا) من الاستمرار بالأمل والسعي لراحتها فيتخلص من المسافرين الآخرين بخدعة أن السفينة عليها وباء الكوليرا لكي لا تنتهي الرحلة ويكون الفراق ويثبت أنها خدعة غير موفقة مع الحجر الصحي وتدخل السلطات).
هل هذه الكوليرا خدعة؟ أم أنّها وسيلة جديدة من أسلحة الصراع والدمار للشعب السوداني؟
كثير من الأمراض تنقلها السياسة، الكوليرا وحمى الضنك والملاريا والضغط والسكري والسرطانات والسكتات القلبية و.. و..
لقد جربوا في أجسادنا كل شئ، بما في ذلك جعلوها عرضة للكوليرا، ترعى فيها كما تشاء.
لا أعرف.. ولكني أجد تشابُهاً بين (الحب في زمن الكوليرا) والتي راجت أيضاً في فترة حروب وبين تحقيق الهلال للقب (البطل الشرفي) الذي تحقّق في زمن الكوليرا التي انتشرت أيضاً في فترة الحرب.
في الرياضة إذا شعرت أنّ منافسيك محلياً وخارجياً، أغضبهم فوزك أو بطولتك، وشعرت أنّ فرحتك تكيدهم، سوف تفرح أكثر، وهذا ما شعرنا به من المريخ ومن نواذيبو اللذين ذهب إعلامهما وجماهيرهما للتقليل من إنجاز الهلال الذي تحقّق على حسابهما بفارق (23) نقطة عن المريخ و(6) نقاط عن نواذيبو!!
لا يمكن أن يقلل المريخاب من هذا الإنجاز أو يطعنوا فيه وهو إنجازٌ تحقّق في منافسة كانت معنية بالتنافس بين الهلال والمريخ على وجه التحديد، فكان الفارق بين الهلال والمريخ (23) نقطة، لا يُعقل من بعد ذلك أن تتحدّث عن ضعف الدوري الموريتاني وأنت تحتل فيه المركز السادس وتخسر فيه عشر مباريات وتتجرّع الهزيمة أمام أندية غادرت وهبطت من المنافسة (الحرس الوطني)، وتفقد آخر مبارياتك في الدوري الموريتاني 0 / 4 أمام فريق يحتل المركز الثامن وهو يلعب أمامك بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 37 من بداية المباراة!!
أمّـا الحديث عن الظروف التي يلعب فيها المريخ في الدوري الموريتاني، فهي مثل الظروف التي يلعب فيها الهلال، الأخير تصدّر الدوري وفاز به، والثاني جاء في المركز السادس، بل إنّ ظروف الهلال كانت أصعب من ظروف المريخ بسبب الضغط والإرهاق الذي تعرّض له نتيجة الوصول لمراحل متقدمة في البطولة الأفريقية، إلى جانب مشاركة عدد كبير من لاعبي الهلال مع منتخبات بلادهم بصورة أساسية.
بعيداً عن المكايدات والتراشق بين الهلال والمريخ حول اللقب، تبقى فرحتنا بهذا الإنجاز ناتجة في أنّ هذا الإنجاز أو هذا الشرف غير قابل للتكرار، ليس للهلال فقط، بل لكل الأندية الأفريقية والعربية، وحتى العالمية من الصعب أن يحدث ذلك في المستقبل إن لم يكن من المُستحيل.
قبل خمسين سنة أو عشرين أو عشر أو قبل ثلاث سنوات لو قلت لزول الهلال سوف يشارك في الدوري الموريتاني وسوف يفوز به ح يقول ليك يا زول إنت مجنون البخلي الهلال يمشي يلعب في الدوري الموريتاني شنو؟ وحتى لو مشى ولعب في الدوري الموريتاني كيف سيفوز الهلال باللقب في دوري صعب وأندية شرسة؟!
ما حدث الآن أشبه بالحُلُم، الهلال يشارك في الدوري الموريتاني ويفوز بالدوري وفي وجود المريخ كمان الذي جاء في المركز السادس ويبعده عن الهلال البطل 23 نقطة!!
فرحتنا بهذا الإنجاز ناتجة من أنه لقبٌ مستحيلٌ، لقبٌ مجنونٌ، لم يحدث من قبل ولا أعتقد أنه سوف يحدث بعد ذلك.
المَغَصَـة التي دخلت في نواذيبو بعد تحقيق الهلال للقب، سوف تجعلهم يفعلون كل شئ في المستقبل من أجل أن لا يفوز فريقٌ ضيفٌ على الدوري الموريتاني به وإن كان ريال مدريد ولو كان ذلك بمنع مشاركته في الدوري!!
الطريف أنّ إعلام المريخ عندما انطلق الدوري الموريتاني قال إنّ مجلس المريخ صاحب الفكرة، وإنّ المريخ سبق الهلال في المشاركة في الدوري الموريتاني، بل قالوا إنّ الهلال يشارك في الدوري الموريتاني (صحبة راكب)، ليحقق صحبة الراكب اللقب ويفوز به بفارق 23 نقطة من الراكب الذي يصاحبه الهلال، (فضيحة السواد)!!
إن سبق المريخ الهلال في المشاركة في الدوري الموريتاني، فإنّ الهلال سبق المريخ في جدول الترتيب النهائي للدوري بـ23 نقطة.
صاحب فكرة المشاركة في الدوري الموريتاني جاء في المركز السادس ومن شارك في الدوري (صحبة راكب) جاء في المركز الأول وحقّق لقب (البطل الشرفي).
بعدين هو الهلال لو ما قدّمكم كدا وورّطكم بالمشاركة هل كان يمكن للمريخ أن يشارك في وجود الهلال بعد أن انسحب المريخ من سيكافا بسبب الهلال، وانسحب من الملعب أمام الهلال في السوبر السوداني؟!
الهلال قدّم المريخ للدوري الموريتاني وفـاتُـه، وليس هنالك شكٌ في أنّ مشاركة المريخ في الدوري الموريتاني أعطت فوز الهلال بالدوري الموريتاني كبطل شرفي له مُتعة وحلاوة أكثر، خاصةً بعد أن أصبح الفارق 23 نقطة بين الهلال والمريخ.
بمناسبة (البطل الشرفي) خلوني أحكي ليكم حكاية عن المشاركة (التشريفية)، وأحلى من الشرف مفيش كما يقول توفيق الدقن في أشهر إفيهاته.
القصة بتقول شنو؟ حسب قوقل (في إحدى المباريات التي شرفها الرئيس الراحل جعفر نميري وبمعيته وفد وزراء إماراتي، دخلوا لمصافحة اللاعبين، فانفجرت جماهير الهلال بالهتاف باسم قاقارين وتغنت: أبوكم مين.. علي قاقارين، بدلاً من الهتاف المُحبّب للرئيس: أبوكم مين.. نميري).
وفي ذلك قبل أن نخوض في الهدف الذي نتمثل فيه بتلك الواقعة كتب الأستاذ أمير شاهين وهو يتحدث عن القرارات المشار إليها أعلاه بتفاصيل أكثر دقة: (تلك القرارات التي أصدرها الرئيس الأسبق جعفر نميري في 28 أبريل من العام 1976م والتي بموجبها قام بحل جميع الأندية الرياضية وتجميد كل المنافسات الرياضية، وبالتالي إلغاء الدوري الأكبر وقتها “دوري الدرجة الأولى الخرطوم”، وإيقاف سفر كل الوفود الرياضية إلى الخارج، ما عدا المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية وأن تصبح الرياضة جماهيرية تمارس فقط في الأحياء).
هل تعلمون أن أشهر قرار في تاريخ الكرة السودانية والأقوى فيها تأثيراً على مدى التاريخ والمستقبل القادم أيضاً، وهو تأثيرٌ (سلبي)، صدر بسبب مباراة (ودية) ـ مباراة (تشريفية) جمعت بين الهلال والمريخ فانفعل بسببها الرئيس نميري له الرحمة والمغفرة، المعروف بتعصبه للمريخ، فأصدر تلك القرارات الكارثية والتي مازلنا ندفع ثمنها حتى الآن، كل ذلك كما أشرت حدث بسبب مباراة واحدة (تشريفية).
يقول الأستاذ أمير شاهين: (وكانت تلك القرارات الكارثية كردة فعل من نميرى تجاه أحداث مباراة بين الهلال والمريخ على كأس ما يُسمى بالثورة الصحية في يوم 24 أبريل 1976م، حيث وقعت أحداث شغب في تلك المباراة التي جرت باستاد المريخ والتي كان الرئيس نميرى يحضرها مع ضيفه الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الإمارات العربية، وقد وقعت تلك الأحداث نتيجة اشتباك بين لاعبي الفريقين أدت إلى توقُّف المباراة لمدة من الزمن وبعدها استكملت المباراة بعد اتخاذ حكم المباراة المرحوم محمود حمدي قراراً بطرد حارس مرمى المريخ الطيب، وقد انتهت المباراة بفوز الهلال بهدف أحرزه علي قاقارين في الدقيقة 70 من عمر المباراة، وقاقارين كان وقتها صاحب الشعبية الكبرى ومحبوب جماهير الهلال والتي كانت تطلق عليه لقب الرمح الملتهب، وما أثار غضب نميري وحنقه هو هتاف جماهير الهلال بعد المباراة (أبوكم مين ؟… علي قاقارين) وكان هذا الهتاف تحريفاً لهتاف (أبوكم مين؟… نميري).
قصدت من ذلك أن أقول إنّ المريخاب الذين يُقلِّلون من فوز الهلال بالدوري الموريتاني بعد 30 مباراة بسبب أنّ مشاركة الهلال والمريخ في الدوري الموريتاني كانت مشاركة (تشريفية)، هم لا غيرهم ساطوا البلد وكانوا سبباً في دمار الكرة السودانية بسبب هزيمة تعرّض لها المريخ من الهلال في مباراة ودية، مباراة شرفية جعلت رئيس الجمهورية وقتها يغضب بسبب هتاف الجماهير للرمح الملتهب رحمة الله عليه دكتور علي قاقارين، الذي جرّد الرئيس من الهتافات التي كان يسمعها وكان يُحظى بها.
حدثت تلك القرارات التي جرت، كل ذلك الدمار والخراب على الكرة السودانية في مباراة كانت من أجل الثورة (الصحية)، يعني مباراة من أجل الحقنة والدِّرِب والإسبرين والبنادول جعلت الرئيس يخرج من طوره ويلغي الرياضة الجماهيرية.
المُدهش أنّ الكثير من أهل المريخ يتحدّثون عن ثورة جماهير الهلال في بعض المباريات وعن انفعالاتهم وتعصبهم الشديد لفريقهم، ويذكرون دليلاً على ذلك هدف مامون صابون، أو مامون بمبان الذي جعل جماهير الهلال تثور، وهذا أمرٌ عاديٌّ في كرة القدم، حيث شهدت ومازالت الملاعب في كل أنحاء البلاد، انفعالات وثورات الجماهير، الغريب هو أن تكون الانفعالات والغضب من رؤساء وشخصيات تمتلك القرار، وقد دفع السودان أو الرياضة السودانية الثمن غالياً بسبب تعصب الرئيس لفريقه الذي جعله لا يحتمل هتاف جماهير الهلال للاعبه الذي سجّل في مرمى المريخ.
لن أتوقّف عند هذا الأمر، فهو متفقٌ عليه وقرارات لا خلاف من تدميرها للرياضة في السودان، ليس كرة القدم وحدها، بل الرياضة كلها، حدث ذلك بسبب مباراة ودية تُعرف بكأس الصحة.. ويطلع واحد بعد دا كان بدك حصة العربي وبزوغ من حصة الرياضيات ويقول ليك ناس الهلال مفروض ما يحتفلوا بلقب الدوري الموريتاني عشان اللقب، لقب شرفي!!!
طيِّب إنتوا ونواذيبو زعلانين ليه وقت شرفي؟!
والله نحتفل جنس احتفال ـ قول ما احتفلنا باللقب، أربعاتكم دي يفوتوها كيف؟!
….
متاريس
التركيز يجب أن ينصب الآن نحو بطولة السوبر السوداني.
عشان نجمع بين دوريين في بلادين مُختلفين في موسم واحد.
شرفي ورسمي!!
..
ترس أخير: 23 نقطــة دي بتعمــل كــم دولار؟

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد