مواجهات المريخ و الخرطوم الوطني دوماً ما تأتي ساخنة و عامرة بالبذل و العطاء بالاضافة للعمل الفني الواضح من واقع أن الفرقتين يمتلكان ذخيرة هائلة من خيرة النجوم الذين ينشطون بمنافسة الدوري الممتاز.
و لقاء الأمس صاحب الرقم (٥٠) لم يخرُج من سياق اللقاءات السابقة.. لهذا أتي قوياً و شيقاً و إن انتهي بغير ما نشتهي بالتعادل السلبي.
الشوط الأول كان سجالاً بين الفريقين حيث تقاسما السيطرة مع تفوق طفيف للمريخ الذي عانده الحظ كثيراً في تحريك النتيجة.. و إن تمنينا أن يحدُث ذلك مبكراً خوفاً من دخول اللاعبين في ضغوطات مرور الزمن و سرابيل دهاء ابراهومة في شوط المدربين.
و للأسف فقد حدث ما تخوفنا منه في الشوط الثاني الذي شكلت دقات ثوانيه ضغطاً هائلاً أضاع علي الفريق كل الفرص السانحة للتسجيل.
القراءآت الفنية من علي الدكة لم تكن كما يجب.. و ابو عنجة يسحب تيري المتحرك ليعوضه بأحد لاعبي الشباب عديمي التجربة.. ثم يردفه بتغيير آخر أكثر غرابة بإخراج أنشط لاعبيه حركة (السماني الصاوي) ليدفع بالصادق شلش!!
دخول عبدالحميد موسي و الصادق شلش لم يشكل أي اضافة فنية بقدر ما أنه خصم كثيراً من نجاعة و قوة الفريق الهجومية ليلعب المريخ آخر ثلث ساعة و هو منزوع الأنياب.
أطراف الملعب في المريخ كانت هي الأسوأ كالعادة.. حيث لم يفتح الله علي التاج و أم بده بعكسية وحيدة صحيحة طيلة التسعين دقيقة ليظهر الفريق و هو مقصوص الأجنحة و يستفيد الداهية ابراهومة من هذا الوضع فيعمد علي تكثيف الوجود أمام مرماه لتفوز الكثرة علي المهارات الفنية و نشهد تحطم الهجمات المريخية و تكسرها كل مرة علي حدود المنطقة الخطرة لأبناء الخرطوم الوطني الذين قضوا الشوط الثاني بأكمله في بناء الساتر الدفاعي بدون أن يهددوا مرمي أبو عشرين.
التعادل نتيجة غير عادلة قياساً علي عطاء أغلب النجوم.. و خبرات لاعبي الوطني رجحت كفتهم لقيادة المباراة لبرّ الأمان في ظل الغيابات العديدة التي يعاني منها الأحمر و الضعف البائن علي خط مقدمته.
و عموماً نتمني أن يستفيد الجهاز الفني من دروس المباراة.. و ليعلم القائمين علي الفريق حوجتنا الماسة للاعبي طرف متخصصين و رأس حربة ماهر في التسجيلات القادمة قريباً.
*نبضات متفرقة*
الحكم صبري محمد فضل حرمنا من ركلة جزاء صحيحة في الشوط الثاني.
النتيجة أبقت الأحمر بموقعه في المركز الرابع بــ14 نقطة و قللت كثيراً من حظوظ الفريق في اعتلاء الصدارة قريباً.
الفريق يدفع ثمن خطل القرار الاداري العشوائي بإقالة ابراهومة و الذي اتخذه أحد الاداريين المبتدئين بجرة قلم قضت علي الاستقرار الفني للأحمر.
عماد الصيني كان الافضل (للمباراة الثانية توالياً) حيث أدي واجباته الدفاعية و الهجومية علي أكمل وجه.
الصيني يلعب بقوة و بسالة تشبه المريخ.. نتمني أن يحذوا بقية اللاعبين حذوه.
أسعدتنا جداً عودة الماكوك ضياء الدين لقيادة خط الوسط الأحمر.
منظر الملعب كان كئيباً و الاستاد ككل تعرض للاهمال و الاوساخ في كل مكان.
لجنة الاستئنافات لم تخيب أملنا بالأمس و هي تعيد لاعب الهلال كادوقلي ايزي لناديه السابق حيدوب الدمازين.
لا نريد ظُلم نادي حيدوب او سلبه حقوقه القانونية.. و لكننا نؤكد بأن مخطط استعادة النقاط للمدعوم يمضي علي قدمٍ و ساق.
لجان الدعم حاضرة حالياً لمنح الهلال ثلاث نقاط جديدة.. و الكرة الآن في ملعب لجنة المسابقات بعد الباص البيني الانفرادي من لجنة تعاونية.
ننتظر من لجنة المسابقات عقد مؤتمر صحفي و عرض شكوي الهلال الموقعة من مراقب المباراة و المبين عليها تأريخ و زمن تقديمها.
ما نطلبه ليس مستحيلاً و لا سابقة جديدة.. ففي العام الماضي عقدت نفس اللجنة مؤتمراً صحفياً عرضت فيه شكوي المريخ في مريخ الفاشر أمام الكافة.
نريد أن نري متي اشتكي الهلال؟ و من وقع علي الشكوي؟ و هل تم اخطار قائد الفريق المنافس قبل بداية المباراة؟
لن نقبل بأي حكم في الشكوي بدون عرضها علي الملأ.. و نتمني أن نسمع صوتاً من مجلس الفشل حول سحب الفريق حال تمت كلفتة الشكوي.
أكثر ما نخشاه هو أن يطاطي المجلس رأسه خوفاً من غضب الاتحاد العام نصيره الحالي في كلفتة جمعية النظام الأساسي!!
الواقع يقول بأن مجلسنا لن ينبس ببنت شفه حول أي أمر يخص الاتحاد و مبروك النقاط للهلال و مبروك الدوري مقدماً فالمهم عند ادارتنا هو النظام الاساسي و الحوكمة الرشيدة و باقي الهراء الذي يدور الآن.