صابنها
محمد عبد الماجد
التلقائية والطرشي..في (ردم) فرفور وانصاف مدني وإيلاف وسجاد
• (المخلل من التخليل (خلّله) أي وضعه في مادة تخلّله فالخيار مثلاً ينقع في الماء والملح في إناء مضغوط ومسحوب منه الهواء لفترة أسبوع مثلاً وبعدها يصبح هذا الماء الموجود في الإناء بنكهة الخل والخيار يصبح طريًا شهيًا ويمكن عمل مخلل من خضراوات عديده مثل الزهرة والكرنب والباذنجان والجزر والفجل والبصل والليمون والزيتون والفلفل الحار و الفاصوليا).
• هذا التعريف اعلاه – هو ليس عن (الحرية والتغيير) ، ولا هو تعريفا لتجمع المهنيين السودانيين. بعد ان اصبح (التجمع) هو (التفرق) ،فقد صمت (الاصم) دهرا ونطق بعد ذلك كفرا !! – ما علينا دعونا لا نخرج من الموضوع، اذ نأتي بذلك التعريف من (الموسوعة الحرة) لما يعرف شعبيا عند الناس بـ (الطرشي)…وهو اكثر انتشارا في (موائد) شمال الوادي من جنوبه.
• اعرف انكم لن تصمدوا كثيرا وسوف تدلفوا الى تساؤل اخر ، وتقولوا ما علاقة (التلقائية) بـ (الطرشي) حسب ما جاء في عنوان المقال وهذا ما سنأتي له في الاسطر القادمة ، نسألكم فقط من الصبر الذي يبل (الابري) ،بعد ان تأكد لنا ان صبر يبل (الكيزان) ما عندنا!!.
• في ايام شهر رمضان المبارك وفي برامج العيد في الفضائيات السودانية سمعنا وشاهدنا تصريحات (مشاترة) كثيرة صدرت من اهل الوسط الفني ومن فئة نطلق عليها فئة (الفنانين)…فئة تتقدم ركب المقدمة بما تملكه من (ابداع ونجومية) تجعلها (قدوة) للشباب ، و(اسوة) لهم.
• ما وقع في عيني من مشاهدات لبعض الحوارات في الفضائيات السودانية لفنانين وفنانات في جانب (اللغة) و (الردحي) لم اشاهده في (افلام المقاولات) التى تلعب بطولتها فيفي عبده وعايدة رياض ودينا.
• لم اكن اتوقع ان يكون المستوى (الفني) وصل عندنا الى ذلك الحد الذي نسمع فيه بتصريحات لفنانين وفنانات بما يستوجب علينا حفاظا للذوق العام ان نستبدل الصوت بـ (تيت) ، كما يقول الصديق (ضفاري) مثلما يحدث في برنامج (رامز جلال) عندما يخرج الضيف من النص ويتفوه بكلمات غير لائقة.
• القنوات السودانية في حاجة الى استعمال ساتر (تييييييت) عندما تستضيف (مطرب اومطربة) في برامجها مراعاة للسادة المشاهدين.
• بعض الفنانين يفهمون (التلقائية) على شكل خاطئ – التلقائية عندهم شيئا من الوقاحة والسخف وقلة الادب ، صحيح ممكن بعض الاسئلة التى توجه لهم من مقدمي البرامج تكون (مستفزة) لهم ، ولجمهورهم لكن ذلك لا يعطيهم (الجواز) للخروج من النص او الاساءة لمقدم البرنامج والتفوه بكلمات لا نجدها حتى في (جداريات) حمامات الداخليات التى يسكنها فئة عمرية في مرحلة (المراهقة).
• الفنان عليه الانتباه الى استعمال (الكياسة) و (الدبلوماسية) ، وهي شيء لا تعني (النفاق) كما يعتقد غلاة مثيري الجدل الذين يبحثون عن كل ما يثير (الجدل) ويجعلهم في المقدمة ولو كان ذلك عن طريق (زبد البحر). لا يهمهم ذلك كثيرا – هم يريدوا ان يكونوا في (الصدارة) ، يتحدث الناس عنهم دوما ايجابا او سلبا لا يعنيهم ذلك في شيء.
• المهم هو ان يكونوا في الصورة.
• للفنانين والمبدعين (جمهور) او (متابعين) على الاقل وجب التعامل معهم بـ (احترام) – كل من يتعامل مع (العامة) ولو في (مركبة عامة) عليه ان يلتزم بالأدب والوقار ، هناك شروط تضع لاختيار الموظفين الذين يتعاملون مع الجمهور يشترط فيها المظهر اللائق وعدم الاستجابة للاستفزازات والقدرة على التحمّل والصبر والتعامل بادب ووقار – لهذا قيل لتلك الفئة (الزبون دائما على حق) حتى لو وقع منه الخطأ.
• المبدع عليه ان يكون اكثر التزاما بمواصفات (الادب) التى يشترطها صاحب العمل على (الكاشير) ان كان صاحب كافتريا او سوبر ماركت.
• مواقع التواصل الاجتماعي افرزت اولئك (النجوم) الذين تصنعهم (المشاترة) و تقدمهم (التفلتات) للناس بما تثيره (الوقاحة) من حالة شد وجذب وجدل مستمر – حيث اصبح الناس لا يلتفتون إلّا لمن يخالف الذوق العام ، بعد ان اصبح التماشي مع الذوق العام والتصالح معه امر في غاية الصعوبة.
• هؤلاء (النجوم) لم يجدوا ما يقدموه للناس من (ابداع) و (انتاج) فاتجهوا الى اثارة الناس ولو كان ذلك بشيء من (الغضب) و (السماجة) التى تجعلهم يتصدرون (تريندات) مواقع التواصل الاجتماعي المحلية.
• انصح اولئك الذين يعجزوا عن جمح (حصين) غضبهم ، وعدم القدرة على السيطرة على (فلائق) ألسنتهم ان يدخلوا لكورسات تأهيل لترقية الذوق وحسن التفاعل والتعامل مع الاعلام والجمهور لكبت (تفلتاتهم) وتهذيب دواخلهم (المبعثرة) ، غير المنضبطة وترتيب اشيائهم الخاصة قبل اظهارها للناس ونشرها للجميع.
• اذكر اني مرة استعملت كلمة (خارجة) بعض الشيء ، حسبتها لا حرج فيها في نقد سلطة (الانقاذ) قبل سقوط النظام ، فوجدت الفنان ابوعركي البخيت غاضبا ومعترضا وهائجا على تلك (الكلمة) التى استعملتها في نقدي، وهي تخدش (الذوق العام) قبل ان تخدش (السلطة الحاكمة) والتى كان الفنان الكبير ابوعركي البخيت اكبر معارضيها.
• الكلمة لا اريد ان اذكرها لكم الآن فاحدث بها خدشا عليكم – بعد ان تعلمت الدرس من استاذنا ابوعركي البخيت ادام الله فضله وفنه.
• احفظوا غسيلكم القذر – بعيدا عن المنصات الاعلامية.
• ليس في ذلك حرج – الشخصيات العامة يفترض ان تفعل ذلك وتكتسب هذا (الترقي) ان كانت تفقده – عليهم ان يهذّبوا انفسهم وان يدربوها على الاحتمال والحلم. الدبلوماسية والإنسانية نفسها اصبحت علم لا بد منه للشخصيات العامة في مدرسة صناعة (النجم).
• النجوم الذين تأتي بهم الصدف والحظوظ والمفارقات ومواقع التواصل الاجتماعي في حاجة الى اعادة تشييد من جديد – ليس كل صاحب (موهبة) مؤهلا ان يكون (نجما) ان لم يرتق لذلك بحسن السلوك وجميل الادب.
• انصاف مدني – وايلاف عبدالعزيز – ريان الساتة – وعشة الجبل وسجاد وحتى جمال فرفور وغيرهم من الفنانين قدموا لنا في الشهر الفضيل وايام عيد الفطر المبارك ما يجب ان يدخلهم الى الحجر (الثقافي) ، هم في حاجة للعزل الصحي – الحديث عن تلقائية هؤلاء الفنانين وصراحتهم وجرأتهم وعدم التوقف عند ما تفوهوا به هو مشاركة في (الجرم) الذي قدموه لنا في منابر عامة ومنصات اعلامية معروفة.
• الغريب ان اولئك الفنانين رفضوا (الردم) الذي تعرضوا له من الجمهور في مواقع التواصل الاجتماعي – كما قالوا ،في الوقت الذي (ردموا) فيه زملاء لهم في المهنة!!.
• الفنان ليس ملك نفسه – ولا يعطي لهم (الانحدار) العام الذي حدث في الساحة والذوق الحق ليكونوا بذلك (السقوط). وذلك لأنهم اصحاب (ابداع) وهم يملكون احداث (التغيير) الثقافي بما يملكونه من مواهب وجمهور.
• بالمناسبة الابداع والأدب والثقافة والفنون هي الاشياء التى نصلح بها (الذوق العام) ، وليس (الاعلام) – ونحن ليس لنا غير انتقاد تلك الصورة التى فرضت نفسها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي واصبح من الصعب علينا ان نتجاهلها او نتجاوزها.
• دورنا ان نرفض ذلك – وللاخرين حق ان يرفضوا منّا هذا.
• الذي يمارس (التدخين) في منطقة منعزلة وفي مكان خاص به يضر نفسه ويهلك صحته ، ولنا ان نرشده بذلك وان ننوه لخطورة ذلك وان كانت (مضار التدخين) تكتب على (علب السجائر) نفسها – فكيف لنا بمن يمارس التدخين في مكان عام او في مستشفى خاص ، ان ضرره هنا يمتد لغيره ، وما بدر من اولئك الفنانين في برامج الفضائيات في الفترة الماضية تعد ضرره انفسهم او مجتمعهم الخاص او حتى جمهورهم وامتد ضرر ذلك الى عامة الناس – امتد ذلك الى خراب (ممنهج) للذوق العام…لهذا لا يدخل قولهم ولبسهم وفنهم في حيّز (الحريات الشخصية) التى يفهمها البعض على هواه.
• نجوم الفن في السنوات الماضية كانوا يقدمون الاسوة الحسنة في انتاجهم وتصريحاتهم وسلوكهم وابداعهم ، وكانوا يلتزمون بوقارهم في اناقتهم ومظهرهم ولبسهم الخاص.
• احمد المصطفي وابراهيم عوض وعثمان حسين كانوا نماذجا للتحضر السلوكي في الشكل والمضمون.
• كانوا بحق يشكلون لنا سفراء للسودان ، خارج حدود الوطن وداخله.
• الحقد والحسد امور موجودة ويجب التعامل معها بادب ، غير هذا الذي اتى به بعض الفنانين عندما اصبحوا يصفون بعضهم بالحقد والحسد والقذارة والوسخ.
• تلك الامور التى يشتكى منها بعض الفنانين و (الحفر) الذي يعانوا منه – اشياء طبيعية من طبيعة البشر والنفس البشرية وهي اشياء توجد في كل المهن وبين جميع الناس ويمكن ان توجد بين الاقارب والإخوان – ليس هي شيئا يمكن ان يجيز كل تلك (التفلتات) والخروج عن (النص).
• قابلوا مثل هذه الامور بكياسة وأدب…من لا يحتمل ذلك عليه ان يجلس في بيته.
• لإيلاف وسجاد وهو فنان يبحث عن الوجود والظهور بمثل هذه (التفاهات) ،وقد قال في ذلك انه طالما كان (منبوذا) ومرفوضا لهذا الحد فذلك يعني انه موجودا وانه (ناجحا)…كأن وردي والجابري ومحمود عبدالعزيز وصلوا لنجوميتهم ومكانتهم بذلك الطريق الذي يرصفه سجاد لنفسه الآن.
• سجاد يظن ان الهجوم عليه دليل على نجاحه – وهو لا يرى غضاضة ان يكون حديث الناس ولو كان ذلك في الاتجاه (السلبي).
• يبحث عن ذلك باللايفات التى اصبحت في الفترة الاخيرة لا تتابع إلّا بمقدار ما فيها من سخف وتفاهة وبفتح لون بشرته.
• هؤلاء الفنانين لو انهم كانوا حريصون على (ابداعهم وفنهم) مثل حرصهم على تغيير (لون بشرتهم) لاستطاعوا ان يقدموا الكثير.
• الرهان على لون البشره ، هو رهان نقبله في مسابقات اخرى – لا يعنينا ذلك من فنان يعطي (لون بشرته) من الاهتمام اكثر مما يعطيه لأغنياته.
• الكلمات والإلحان والأداء كلها اصبحت تدور حول (لون البشره) ، كأن حناجرهم توجد في لون بشرتهم – انهم يغنون بلون البشره.
• الفنان من اولئك الفئة اصبح يشارك في الحفلات الغنائية وكأنه يشارك في (حفلة تنكر) من شدة ما احدثه من تبديل وتغيير في لونه وشكله.
• يا ايلاف عبدالعزيز ويا سجاد والذي شاهدته والله العظيم واستمعت له لأول مرة في هذا العيد وعن طريق ذلك (السخف) الذي قدمه واظن انه لو لم يفعل ذلك لما سمع به الناس لذلك هو (يخمج) في ذلك الضرب – اقول لهما انتما في الفن ما زلتم في مرحلة (التمهيدي) .ما زلتم تقدموا اغنيات الغير وترددوا فيها ، ان كان ليس لكم شيئا تقدموه من الاغاني والإبداع ، احرصوا على إلا تقدموا مع اغنيات الغير التى ترددونها لهم ذلك (السخف) – احترموا اغنيات الغير ولا تقرونوها بسخفكم هذا.
• اغنيات وردي وعثمان حسين وحسن عطية والكاشف يجب ان تقدم من منصة (محترمة).
• ابراهيم عوض وعبدالعزيز داؤود وعائشة الفلاتية وفاطمة الحاج وصلوا لمكانتهم تلك بابداعهم ، وليس بـ (الردم) او (لون البشره).
• لم تتواتر عن عائشة الفلاتية من طرائفها التى خرجت فيها من النص وحسبت لها من (الطرف) غير (انا واخوي والكاشف) ، وهي وابراهيم الكاشف لم يتعلما القراءة والكتابة ، مع ذلك علما السودان كله وهذبه وجدانه بروائع فنهما البديع.
• الخلاعة والبنطال القصير والحلق والحلاقات غير اللائقة والجرأة غير الحميدة امور لا تصنع (النجم) – ابراهيم الكاشف كان (نجارا) وهو الذي احدث نقلة لو اجتمع كل النجارين في العالم لما احدثوها في الفن السوداني..ما فعله الكاشف في الفن (نجار في خشب ما عمله).
• ابراهيم عوض مع ما عرف عن اناقته وتسريحته التى احدث بها (موضة) في السودان كان (حدادا).
• عثمان حسين كان (ترزيا) فحاك اجمل الالحان.
• التنقاري وحسن الدابي وابراهيم ابو دية وابرهيم حسين كلهم كانوا (ترزية).
• عوض جبريل اعطي للاغنية الشعبية (الحكمة) وكان مجرد (طلبة) يخلط الاسمنت والخرسانة والرمل بعد ان خلط لنا اجمل الكلمات.
• محمد بشير عتيق بكل روائعه كان (براد) في السكة الحديد.
• حسن خليفة العطبراوي اعظم من قدم الاغنية الوطنية كان (جزارا) وكان محمد احمد عوض الذي ابتكر (الاغنية الشعبية) ايضا (جزارا).
• هؤلاء المبدعين لم تكن تهمهم لون بشرتهم ، فقد كانت (يد) ابراهيم عوض تتورم وأنامله تنتفخ بسبب (الحديد) وهو بين المطرقة والسندان – لكنه مع ذلك كان اكثر الفنانين اناقة ورقة ، حتى انه يعود له فضل مدرسة (الاغنية الخفيفة) بكل طربها الجميل.
• لمن يعتقد ان لكل جيل زمنه ، وأسلوبه وطريقته – نقول له ان المبادئ والمثل والقيم والاحترام والوقار يجب ان تبقى كما هي في كل الازمنة والأمكنة مع قبول بعض التغييرات التى لا تؤثر في (الجوهر) ولا تهز صورته.
• علينا على الاقل في ظل ذلك السفور – الخروج ضد فرفور وانصاف مدني وإيلاف وسجاد. علينا ونحن في هذا الموقف ان نذكر محاسن ابراهيم الكاشف وعائشة الفلاتية وابراهيم عوض ومحمد وردي وعثمان حسين ورمضان حسن.
• على اقل الفروض علينا ان نقول للفئة المنفلتة : لا…وهذا اضعف الايمان.
• ………….
• ترس اخير /
• اطلق على انصاف مدني لقب (ملكة الدلوكة) وعلى حسين الصادق (الامبرطور) واطلق على طه سليمان لقب (السلطان) وهناك (الدكتور) و (الملك) – من حقنا في ظل هذا التضخيم ان نحدث شيء من (التوازن) في الاتجاه المعاكس – حتى لا يصدق هؤلاء انفسهم.
• عوض جبريل الذي يغني له محمد احمد عوض وخلف الله حمد وبادي محمد الطيب و كمال ترباس وعبدالوهاب الصادق وعبدالله محمد وعائشة الفلاتية وفاطمة الحاج و محمود علي الحاج واحمد الجابري وابوعركي البخيت ومحمود عبدالعزيز وكل جوقة الفنانين الشباب الآن ، حتى موعد رحيله من هذه الدنيا كان يركب (المواصلات) ، وكان يكتب من فوق (السقالة)…وكان بنوم القوا.
• لم يخلد لنا التاريخ (خليل فرح) الذي رحل في ثلاثينات القرن الماضي وعمره لم يتجاوز الـ 38 سنة لأن لونه كان (فاتح).
• ولم يبق (كرومة) حتى وقتنا هذا ، وهو الذي رحل في الاربعينات لأنه كان (بتردم) في سوق القش عندما كان يلعب مع الهلال.
ريمونتادا الرياضية