لم أصدق عند سماعي حديث عن تهديد لمحمد جعفر قريش وأسرته بالقتل، وإحراق ممتلكاته، ولم أصدق أن يصدر هذا التهديد من عناصر محسوبة على نادي المريخ، وظننت في البداية أن الأمر لايخرج من المبالغة في إطار الصراع (المريخي المريخي)، وأنه حديث فض مجالس لا أكثر ولا أقل، إلى أن إستضفت أمس المهندس هاشم محمد سعيد القيادي البارز بتحالف المريخ من خلال برنامج زمن إضافي عبر إذاعة هلا96 أمس، والذي أكد كل تفاصيل هذه المعلومات الخطيرة، والتي خرجت بالرياضة إلي عالم آخر هو عالم الإجرام، فمن يطلق مثل هذه التهديدات بالقتل وحرق الممتلكات في شأن رياضي أو غير رياضي هو مجرم، يجب البحث عنه وفتح بلاغات في مواجهته، والقبض عليه لتقديمه إلى المحاكمة.
لن أناقش الأمر على أنه حديث في لحظة غضب، أو تعبير جبان لشخص أو أشخاص موجودون في مكان ما داخل أو خارج السودان، او أنه مجرد (تهويش) لأن مجرد وصول هؤلاء لفكرة القتل يضعهم في خانة المجرمين الذين يجب معاقبتهم، لا أستطيع تصور أن يصل الأمر بشخص طبيعي دعك من أن يكون رياضي لهذا المستوى من التفكير، الذي حول الرياضة إلى ساحة حرب تتم فيها تصفية الحسابات بالقتل والحرق، الرياضة التي نعرف تنافس شريف مكانه الملعب يخسر فيه من يخسر ويفوز من يفوز، يتصدر المنافسة ويصعد لمنصات التتويج من يصعد، ويهبط للدرجات الدنيا من يهبط، ويختفي من الخارطة الرياضية من يختفي، هذه طبيعة الرياضة، لايوجد فيها نادي أو فريق له قدسية،لايوجد نادي أو فريق عقيدة، وكرة القدم في النهاية ومهما قيل عن أنها صناعة او تجارة، تبقي لعبة مجرد لعبة للمتعة والإثارة والتشويق.
كنت أظن وبعد الظن إثم أن الأمر لن يخرج حالات الشغب والتفلتات،وكلها اشياء السيطرة عليها سهل بالقوانين الرياضية الصارمة القادرة على حسم أي شكل من أشكال الفوضى في الملاعب الرياضية،ولكن أن يصل إلى المطالبة العلنية بالقتل والحرق من خلال مواقع التواصل الإجتماعي عبر فهذا مالايمكن تخيله.
كرة القدم التي دخلها مجرمون محرضون على الفوضي والإنفلات تدعو للسلام والمحبة وتحارب نشر الكراهية، بتوقيعها لأقسي العقوبات لدعاة التمييز العنصري والديني والسياسي، تحتاج عندنا إلى عملية تنظيف واسعة، لناشري ثقافة الجهل والكراهية الذين جعلوا من كرة القدم ساحة للإستقطاب والصراع من أجل السلطة، لنعيش حالة من الإحتقان الذي اصبح جزء من تكوين الوسط الرياضي عندنا.
مجلس إدارة نادي المريخ الحالي (منتخب) من جمعية عمومية، له كامل الحقوق في إدارة النادي، ولاتستطيع أي قوة مهما كانت سواء بمثل هذه الأساليب الجبانة أو غيرها أن تطيح به، ولن يسقط إلا عبر جمعية عمومية في إنتخابات قادمة بعد إكمال فترته القانونية. دخول الصراع في المريخ لهذا المنعطف الخطير سيرفع من أسهم المجلس المنتخب، ويزيد من الإلتفاف حوله، بعد أن فاحت الرائحة الكريهة.