الثبات.. في حكم تعدد الزوجات..
مذاق الحروف..
عماد الدين عمر الحسن
لم يكترث محدثنا كثيرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الناس في هذه الايام وطفق يحدثنا عن ماثر تعدد الزوجات من خلال الخطبة الطويلة التي ألقاها علينا قبيل إتمام مراسم عقد قران شهدته نهار الجمعة الماضية عقب أداء الصلاة ، وأخبرنا – أثابه الله – أنه لا يلزم الرجل المتزوج أن يخبر زوجه بعزمه علي الزواج بثانية ، ولا بأن يخبر اثنتين بعزمه علي الثالثة ، وبدا لي متفائلا للغايةوهو يقول ولا ثلاثة بعزمه علي الرابعة ، والعهدة عليه علي كل حال .
برر الشيخ لدعوته هذه بكثرة المطلقات في المجتمع السوداني ، وتفشي العنوسة فيه بسبب عزوف الشباب عن الزواج ، ولأن عدد النساء في الأصل يكاد يكون ضعف أعداد الرجال في هذا البلد وفي غيره ،وهو حديث أعجب عددا لا باس به من الرجال الذين كانوا حضورا لهذا العقد ، وغيرهم لما تناقلوه فيما بينهم ، فمثل هذه الاحاديثعموما تعجب الرجال ممن كان يريد تطبيقه منهم ومن لايريدممن يسمون أنفسهم ( الموحدين ) .
وعلي النقيض من ذلك تماما، فجميع النساء لا تستسيغ مثل هذه الاحاديث ويجتهدن كثيرا في إبطال كل الحجج الداعية اليه ، وما أن يدفع الرجل بقوله أن هذه سنة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ، إلا ويفحمه الرد الفوري والسؤال المباغت : ( وهل طبقت كل السنن الاخري ولم يبقي لك غيرسنة التعدد ؟ ) ، وكل النساء سواء في هذه الحساسية من التعدد علي اختلاف وعيهن ودرجة تعليمهن وجنسياتهن ، وأذكر اني قرأت قبل مدة تقريرا ودراسة أعدت بالمملكة العربية السعودية بواسطة احدي المنظمات الاجتماعية هناك أوردت أن أكثر من سبعين بالمأئة من النساء بالمملكة يفضلن موت أزواجهن علي الزواج عليهن ، وهو شعور تتمتع بمثله غالبية النساء في كل مكان ، والذي يختلف فقط هو درجة ردة فعل كل واحدة عن الاخري اذا عرفت بأن زوجها قد تزوج عليها أو يفكر في ذلك ، حيث تتفاوت ردود الافعال بين عنيفة قد تؤدي الي الانتقام والتسبب في الأذي الجسيم – كما يسميه أهل القــانون – وبين بسيطة لا تتعدي ( الحرد ) والحرمان من الوجبات وربما بعض الحقوق الطبيعية الاخري .
والغريب أن رفض النساء لوجود زوجة اخري لا يكون بالضرورة بسبب حب المرأة لزوجها وحرصها علي أن تكون هي الوحيدة في قلبة ، ولكنها في الغالب تفكر في أن هذه القادمة ستأخذ منها احدي مقتنياتها ( وهو الزوج ) ، فيكون الرفض هنا بدافع الغيرة من الاخري وليس الغيرة علي الزوج ، ولذلك فإن أول جملة تنطق بها من تكتشف كارثة إتجاه زوجها لخيار التعدد هي : ( هي أحسن مني في شنو ) .حاصرة بذلك كل القضية في هذه المقارنة بينها وبين غريمتها المرتقبة ،والنساء يعترفن فيما بينهن أن الزوج لا يحلو في عين زوجته إلا عندما يفكر في الزواج باخري أو يقومبذلك فعلا،وذلك من باب الغيرة من بعضهن البعض كما تقدم ، غير أن أبعد مراحل تلك الغيرة بدت واضحة لي في سؤال وجهته احدي السيدات في برنامج لتقديم الفتاوي علي قناة فضائية حين سألت الشيخ علي الهواء : ( يا شيخ هو لازم زوجي يعطوه حور عين في الجنة .. ؟ ) .
نقول ، التعدد كما هو معروف هو سنة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ،كذلك فلم يعرف عن واحد من أصحابه انه اكتفي بزوجة واحدة ، ولنا دون شك فيهم القدوة الحسنة ، ولكن توخي العدل هو المعيار الاول الذي يجب الاحتكام اليه ، وقد استعصي البيت الواحد علي كثيرين في هذا الزمان فكيف بالبيتين والثلاثة ،والله المستعان .
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app
