يدخل منتخبا الجزائر وتونس مواجهتين حاسمتين، بنصف نهائي كأس أمم أفريقيا، الأحد، أمام خصمين من كبار القارة السمراء، هما نيجيريا والسنغال، وعين العرب على تأهل الاثنين، من أجل “نهائي عربي خالص” هو الأول منذ عام 2004.
وتعتبر الجزائر من المرشحين الرئيسيين للتتويج باللقب القاري، ولكن انتصارها “الدراماتيكي” على كوت ديفوار، أثبت أن الفرق “المخضرمة” بالقارة، تستطيع اللعب بتاريخها واسمها، حتى إذا تراجع مستواها.
وتظل الجزائر مرشحة لتجاوز نيجيريا، ولكن منتخب “النسور” يلعب بسلاحين مهمين جدا، وهما الواقعية والخبرة، التي تساعده على الانتصار من دون “إبهار”.
المنتخب النيجيري يلعب بواقعية كبيرة، ويمارس استراتيجية التسجيل ثم الانتظار، عكس المنتخب الجزائري، الذي يستمر بالهجوم “الجذاب” حتى وأن تقدم بنتيجة 2-0.
مفاتيح اللعب الرئيسية “لمحاربي الصحراء” ستكون خط الدفاع، الذي يجب أن يوقف سرعة لاعبي نيجيريا المتمثلة باللاعبين صامويل تشوكويزي، وأليكس أيوبي، وأحمد موسى.
المهمة ستكون أصعب في حال تأكد غياب يوسف عطال، الظهير الأيمن المتميز، الذي تعرض لإصابة بالكتف في مباراة كوت ديفوار.
وسيكون دفاع الجزائر العامل الحاسم في المباراة، لأن تماسك الدفاع يعني تأهل الجزائر، خاصة مع ارتفاع احتمالية تسجيل الأهداف عبر المهاجمين، بسبب “تذبذب” مستوى دفاع “النسور”، وتألق هجوم “الخضر”.
واستقبلت نيجيريا أهدافا في 4 من أصل 5 مباريات خاضتها في البطولة، مما يعني أن خطها الخلفي ليس في أفضل أحواله، والاعتماد منصب على المهاجمين بشكل رئيسي.
التاريخ كذلك يرشح الجزائر، التي هزمت نيجيريا في 6 من آخر 7 مواجهات بينهما، رغم أن النسور خطفت من الجزائر بطاقة التأهل لمونديال روسيا.
مهمة أصعب لتونس
أما تونس، فتواجه منتخبا شرسا، يعد من الأقوى في القارة، وهو منتخب السنغال، الذي يحلم بإحراز اللقب الأول بتاريخه.
تونس بدأت البطولة بشكل متواضع للغاية، وتأهلت من المجموعة الخامسة من دون أي انتصار، إلا أن “نسور قرطاج” بدأت تحلق بتناغم، منذ دور الـ16.
المنتخب التونسي استرجع عافيته، وبدا متجانسا إلى أبعد الحدود، في لقائي غانا ومدغشقر.
منتخب تونس يعتمد بشكل كبير على “صلابته” الدفاعية، التي تعتبر مصدر قوته الرئيسية، مع الاعتماد على مهارات نجم الفريق وهبي خزري هجوميا.
وسيواجه التوانسة الاختبار الأقوى في البطولة الأحد، أمام خط هجوم لا يرحم، يقوده نجم ليفربول ساديو ماني.
ويعتبر مفتاح الانتصار لتونس الابتعاد عن الهفوات “الساذجة”، التي وقع فيها في 3 مباريات خلال البطولة، أبرزها عبر حراسة المرمى.
لاعبو الارتكاز فرجاني ساسي وإلياس سخيري وغيلان شعلالي، سيكونون عاملا رئيسيا في تحديد نتيجة المباراة، فإيقاف خط الهجوم السنغالي سيبدأ من أقدامهم، وقطع “التمويل” لماني سيعني حتما ضياع “أسود التيرانغا”.
المنتخبان العربيان على بعد خطوة واحدة فقط، من “النهائي العربي الخالص”، ولكنها خطوة كبيرة وطويلة وستستهلك مشاعر الجمهور العربي بأكمله، مساء الأحد.