•اقتربت إدارة الهلال الحالية برئاسة كاردينال من اكمال ست سنوات بعد ان تسلم الرجل قيادة النادي لاول مرة في العام 2014 , وكانت فترته حافلة بالاخفاقات والتخبطات على جميع المستويات .
في ذلك العام عندما جاء الرجل لرئاسة النادي كان الفريق لازال يضم مجموعة من ركائز وعناصر خبرة من الجيل المميز الذي بدأ ظهوره من عام 2007 وخلال تلك الفترة كانت عملية بناء الفريق تسير بشكل صحيح .
اي ادارة عندما تستلم مهمة لابد ان تضع اهدافا ويكون لها خطة عمل واضحة فيما يخص فريق الكرة , ويكون هنالك تسلسل زمني , ووضع الاهداف يكون بالتنسيق مع الاجهزة الفنية بطبيعة الحال .
فترة ست سنوات تعتبر كافية لاي ادارة حتى لو بدأت بناء فريق من الصفر ناهيك من فريق شبه جاهز كان موجود بالهلال وكان بحاجة فقط الى اضافات بسيطة على صعيد المحترفين الاجانب .
ومايؤكد ان ادارة كاردينال استلمت فريقا جاهزا وحصلت على فرصة ذهبية للتتويج بدوري ابطال افريقيا وصول الهلال الى نصف نهائي عام 2015 وكان بالامكان افضل مما كان لو تم استغلال الفرصة بالشكل الامثل .
كاردينال يملك الامكانيات المادية الكبيرة , لكنه افتقر للعقل المدبر ومن يخطط له بالشكل الصحيح اضافة الى تدخلاته في كل صغيرة وكبيرة وهو غير مؤهل لادارة ملف كرة القدم وتقييم المدربين او اللاعبين فنيا .
خرج الرجل عن الخط الذي كان يفترض ان يلتزم به كرئيس للنادي وبات يتدخل في كل صغيرة وكبيرة , بات هو الناهي والامر يعين المدربين ويقيلهم وفقا لمزاجه الخاص .
كرة القدم ابسط من اي تعقيدات وتحتاج الى عناصر معروفة لتحقيق النجاح اهما وجود فريق اداري يعرف حدود واجباته ليرسم الخطة والطريقة المناسبة للاجهزة الفنية واللاعبين .
اهدر الرئيس وقتا طويلا وهو يدور في دائرة وحلقة مفرغة يحاول ان يوهم نفسه انه قادر على صناعة فريق بهذه الطريقة ولكن بات الحقيقة الواضحة انه لو استمر لعشرين سنة اخرى لن ينجز اي شئ .
يرفض الرجل التعاقد مع محترفين اجانب مميزين بسبب اسعارهم , ويريد لاعبين باسعار اقل , ولديه قناعة بوضع سقف مالي محدد وهو خطأ كبير انجب انصاف محترفين لم يقدموا اي اضافة .
المنافسة الافريقية تتطلب وجود لاعبين بجودة معروفة وليسوا اشباح ومجرد كمالة عدد يوهم بهم رئيس النادي الجماهير كما فعل كثيرا , ومن الطبيعي ان تكون نتيجة التعاقدات الفاشلة نتائج مماثلة على الصعيد القاري .
الفكر الاداري غائب عن الهلال الذي لازال يلعب في البطولة الافريقية باسمه وهيبته السابقة بدليل مشواره في الموسم الحالي الذي استطاع فيه رغم كل الاجواء الغير صحية ان يصل الى مرحلة المجموعات وينافس حتى اللحظات الاخيرة .
الاصرار والعناد بالاستمرار بذات الطريقة والمنهجية في التعامل مع ملفات الفريق الاول هي اهدار للوقت واضاعة لسنوات من عمر الهلال الذي يستحق الافضل نظرا لاسمه ونتائجه السابقة .
لايحتاج الهلال سوى استقرار فني واجواء صحية وبئية محفزة للاعبين وتعامل اداري راقي بدلا من هضم حقوق اللاعبين والمدربين وفوق كل ذلك الاخلاص وليس اعتبار النادي جسر لكسب وضع اجتماعي .
وجهة نظر اخيرة …
الادارة القوية والفاهمة هي العقل المدبر لاي ناد , وفي الهلال تعتبر الحلقة الاضعف على مر السنوات الست الماضية في ظل وجود زاد بشري من افضل اللاعبين المحليين الذين ينقصهم محترفين اجانب على مستوى عال ومدرب مميز .
