خارطة الطريق
ناصر بابكر
* قبل انطلاقة الموسم الحالي .. تناولنا في هذه المساحة كل أخطاء المجلس المنتخب سواء المتعلقة بعلاج المصابين أو الإعداد أو ملف الطاقم الفني، وأشرنا لأن تلك الأخطاء الجوهرية في إدارة تلك الملفات يمكن أن تتسبب في خروج المريخ مبكراً من البطولة الإفريقية، وعندما حدث ما كان متوقعاً وغادر الأحمر من الدور التمهيدي لم نتردد في تحميل المجلس المسئولية الكاملة للخروج المبكر عطفاً على سوء إدارته لتلك الملفات.
* لكن بالنسبة لي، تلك الأخطاء لا يمكن أن تكون سبباً أو مبرراً مقبولاً في مباريات الدوري الممتاز لأن جل أندية الممتاز تلعب في نفس الظروف وفي الغالب أسوأ بكثير، إذ بدأت الكثير من الأندية إعدادها بعد المريخ بما في ذلك مريخ الفاشر الذي يتصدر المجموعة الثانية حيث بدأ إعداده بعد المريخ بأكثر من أسبوع وهنالك أندية بدأت إعدادها بعد أسبوعين كما أن ظروف معسكرات الأندية المحلية ليست أفضل حالاً من معسكر المريخ إن لم تكن أسوأ.
* أما بالنسبة للوضع المادي والظروف المالية فحدث ولا حرج، ويكفي أن الراتب الشهري لأغلب لاعبي الممتاز لا يتجاوز ألفين جنيه بما في ذلك لاعبي الأهلي الخرطوم الذين هزموا المريخ الأسبوع الحالي، كما أن الرواتب والحوافز ومستحقات لاعبي التسجيلات في أغلب الأندية تتأخر لعدة أشهر بما في ذلك الهلال الذي يرأسه الكاردينال، وافتقاد مجموعة من العناصر بداعي الإصابات أيضاً وضع تشترك فيه كل الأندية المحلية.
* أما الحديث عن فقدان المريخ لخدمات بعض العناصر الأساسية على غرار العقرب والغربال وإعارة السماني واتخاذ هذا الأمر كذريعة للخسارة أمام الأهلي فهو برأيي حديث فيه إساءة للمريخ الذي لو لم يكن قادرا علي التفوق على أندية تعاني في كل الجوانب بغياب ثلاثة أو أربعة من عناصره الأساسية فعلي الدنيا السلام، مع الإشارة لأن الأهلي الخرطوم نفسه خسر خلال فترة الانتقالات الأخيرة أكثر من 80% من توليفته الأساسية التي كانت تلعب الموسم الماضي (ابراهيما، عمر سليمان، الريح علي، موسي الزومة، حماد بكري، بله جابر، خليفة ومحمد موسي).
* مؤسف جداً أن يصل البعض في سبيل تصفية الحسابات مع زيد أو عبيد للتقليل من قيمة المريخ، ومؤسف جداً الزج بفريق كرة القدم كوسيلة وأداة ضغط في الخلافات الإدارية ومحاولة الانتصارات للذات لدرجة تصوير أن خسارة الفريق في الممتاز سببها المعاناة الإدارية رغم أن جل أندية المسابقة تعاني أضعاف معاناة المريخ بشكل دائم ورغم أن تلك الأندية لا تملك ولو 1% من جماهيرية المريخ وتاريخه واسمه ومكانته وهي عوامل لوحدها تكفي لمنح الأحمر التفوق على جل أندية المسابقة إن كانت الروح وإرادة الفوز والرغبة في الألقاب والإحساس بقيمة القميص حاضرة وموجودة.
* بالنسبة لي، هنالك أخطاء (فنية) بالجملة في أداء المريخ والحديث هنا لا يتعلق بمباراة الأهلي التي خسرها الفريق وإنما في كل المباريات التي خاضها الأحمر وهي أخطاء يتحملها بالكامل المدير الفني مازدا الذي نجد له كامل العذر في الخروج الإفريقي الذي تتحمله الإدارة لكنه يبقي مسئولا ًعن شكل ومظهر الفريق في المباريات المحلية لأن ظروف الأندية التي يواجهها ليست أفضل من ظروف المريخ إن لم تكن أسوأ دون أن ننسي أن المريخ يملك الكثير من المقومات الأخرى التي لا تملكها تلك الأندية وبالتالي التواضع أمامها يحمل في طياته إدانة للطاقم الفني مع الإشارة لنقطة مهمة وهي أن الفريق ينافس محليا فقط وبالتالي لا مجال للحديث عن تركيز الفريق بشكل أكبر على المباريات القارية وانشغال ذهن لاعبيه بالتفكير فيها أو معاناتهم بدنياً من القتال على عدة جبهات.
* لكن بعيداً عن كيفية إدارة مازدا للشق الفني، هنالك حقيقة لا بد أن نعترف بها أولا ًحتى لا نظلم المدرب ونحمله المسئولية وحده، وتلك الحقيقية تتعلق بنتائج المريخ في الممتاز على مدي سنوات طويلة فائتة، ويكفي الإشارة لأن المريخ وخلال آخر أربعة مواسم لم يكسب الممتاز سوي مرة واحدا استفاد فيها من انتصارات إدارية، ومازدا لم يكن موجودا في تلك المواسم، والمجلس الحالي لم يكن موجودا، والتدريب الأجنبي كان حاضراً، والمعسكرات الخارجية قائمة، واللاعبين الأجانب بأعداد كبيرة في كشوفات الفريق، والمعسكرات الداخلية في الفنادق فئة 5 نجوم، ومع ذلك كانت الإخفاقات حاضرة بقوة ومن فوقها ديون تراكمت على النادي وجعلته مهدداً بالهبوط لدرجة أدني.
* المريخ ومع الأسف الشديد دفع وما زال ثمن النهج الذي كان سائداً في السنوات الماضية الذي أتجه في الكثيرون لتصوير النادي بالثراء والتركيز على تلك الجزئية وجعلها مصدر للتفاخر وعامل للجذب والتحفيز سواء من جانب الإدارة أو الإعلام والجماهير، والمؤسف أن التركيز على تلك المظاهر من مبالغ نجوم التسجيلات المليارية وفخامة المعسكرات الخارجية والداخلية وضخامة الحوافز والرواتب وغيرها من أوجه (الراحة) فاق التركيز على قيمة المريخ ومكانته لدرجة تاهت معها وضاعت القيمة السامية لكون أن ينضم لاعب للمريخ وما يعنيه ارتداء شعار هذا النادي ومتطلبات حمل هذا القميص وما يترتب عليه من مسئولية وما يحتاجه من مواصفات.
* لم يعد لاعب المريخ يدرك أن ارتداء هذا القميص يعني التحلي بالروح القتالية وإرادة الفوز وثقافة الألقاب والتضحية من أجلها، لم يعد لاعب المريخ يدرك أنه مطالب على الدوام بتقديم أفضل ما عنده مهما كانت ظروف النادي الإدارية، لم يعد الإحساس بقيمة الانتماء لهذا الكيان وقيمة جماهيريته الطاغية موجوداً، ولم يعد يتذكر اللاعبون أن اللعب للمريخ يعني بذل كل قطرة عرق والتضحية بالغالي والنفيس من أجل الفوز بالألقاب، لم يعد اللاعبون يدركون أن المريخ يعني التعطش والشغف للبطولات ويعني كراهية الهزيمة وكراهية الإخفاق.
* أن يخسر المريخ تلك القيم وتلك المعاني فتلك لعمري كارثة كبيرة أكبر ألف مرة من خسارة مباراة أو بطولة، وأكبر ألف مرة من كيفية إدارة مدرب يمكن أن يذهب في أي لحظة أو أداء مجلس إدارة يمكن أن يرحل في أي وقت، لأن إعادة تلك الجوانب تحتاج لعمل ضخم وكبير ومستمر لسنوات، وتحتاج لأن يكون المريخ هو الهم الأول والأخير قبل تصفية الحسابات، وتحتاج للكتابة عنها كثيراً والتركيز عليها ليدرك اللاعبون أن المريخ ليس نادياً للوصول للثراء، بل ناديا وجد ليكون بطلاً، نادياً خلق للانتصارات، نادياً يكره الهزيمة وبالتالي من ينضم له ينبغي أن يبحث عن المجد قبل المال.
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app