تذمر عدد كبير من الباعة المتجولين و أصحاب المهن الهامشية والذين يعتمدون علي رزق اليوم لتوفير طعامهم و دوائهم من قرار حظر التجوال الذي قالوا إنه أثر على حركة تنقلهم خاصة في اليوم الأول لأنهم يعتمدون على استغلال المركبات العامة مساء للوصول إلى أهاليهم، ومع قرار الحظر حاولوا المغادرة باكراً دون الحصول على مصاريفهم للحاق بالمواصلات.
(١)
أول المتحدثين لـ(كوكتيل) عامل البناء الحاج مهتدي الذي قال:( أنا أعمل رزق اليوم في مجال البناء (طلبة) و أحياناً في مجال النقاشة، أسكن منطقة سوبا وأحياناً انتقل ما بين بحري وأمدرمان في العمل و لا أعود للمنزل إلا خلال وقت متأخر من الليل، مضيفاً (هذا القرار تضررت منه تماماً خاصة في اليوم الأول ظللت منتظراً في موقف المواصلات ساعات طويلة للعودة إلى المنزل حتى السابعة مساء و مع ندرة المواصلات واقتراب الموعد تكرم بعضهم بنقلنا مع مجموعة، مختتما (الحكاية صعبة جدا).
(٢)
من جانبه قال منصور الشهير بـ(ود الصايمة) وهو يعمل بائع خضار في السوق المركزي بحري :(أسكن منطقة الفكي هاشم شمال الكدرو ولكنني أعمل في بيع الخضار بالقطاعي حيث أذهب في الصباح وأغادر السوق بعد صلاة المغرب و لكنني أصل لمنزلي حوالي التاسعة و قرار حظر التجوال الذي يبدأ من الثامنة سيؤثر كثيراً علي و لا أستطيع الجلوس في المنزل فأنا من أعول أسرتي التي تتكون من أحد عشر فرداً) فيما أكد بائع الخضار عادل أحمد بأنه متضرر تماماً من قرار الحظر لأنه فقد زبائنه من عمال الورديات والعزابة الذين يأتون ليلا لشراء خضرواتهم، و ربات البيوت كذلك.
(٣)
عدد من الجزارين الذين يعملون بسوق الكلاكلة اللفة قالوا إنهم يأتون للسوق منذ السابعة صباحاً و لا يعودون لأسرهم إلا بعد العاشرة مساء نسبة لمناطق سكنهم التي تبعد كثيراً ، موضحين بأن من بينهم من يقطنون الأقمار الصناعية وآخرون جبل أولياء، مختتمين بأنهم يعملون باليومية لا يستطيعون الالتزام بزمن حظر التجول لأنهم ليسوا كموظفي الدولة الذين قرر نهاية زمن دوامهم عند الثالثة ظهراً و أول يوم حظر تضرروا منه لأنهم عدوا للمنزل باكراً و الزبائن كانوا قلة) في الوقت الذي أكد فيه الجزار بمنطقة الكلاكلة شرق بدرالدين حامد بأنه تضرر من القرار لأنه يعمل حتى العاشرة مساء و بعد القرار قلل من كمية اللحوم التي كان يجلبها حتى لا تبور.
(٤)
عدد من أصحاب(التكتك) و (الدرداقات) الذين يعملون بسوق السجانة جنوب الخرطوم في مجال نقل مواد البناء قالوا بأنهم الأكثر ضرارا من القرار و أنه حد من رزقهم و ذلك بسبب مسارعة أصحاب المغالق و المحلات الكبيرة في اليوم الاول لإغلاقها قبل أن يداهمهم الزمن، موضحين (نحن نعتمد علي نقل البضائع بالتكتك و من خلالها نحصل علي دخلنا اليومي فلا بد من إيجاد معالجة لنا نحن عمال اليوميات.). فيما أكد سائق التكتك نصرالله سعد بأنه في العادة يذهب إلى السوق المركزي الساعة السادسة صباحاً إلا أنه الآن مضطر أن يذهب بعد الثامنة موضحاً (عندما يأتي الخضار للمحل تكون الساعة العاشرة و لا يوجد زبائن فتبور الخضروات).