* لن يكون طريق المريخ مفروشا بالورود للظفر بالنقاط الثلاث حينما يحل عصر اليوم ضيفا على الشرطة القضارف لحساب الجولة (٢٤) من مسابقة الممتاز.
* صحيح أن الفارق بين الفريقين على الورق كبير سواء من ناحية موقعهما في روليت المسابقة أو من الناحية الفنية، غير أن مردود المريخ ونتائجه المتقلبة في الموسم الحالي وتجاربه العديدة في مواسم سابقة تجعل كل الاحتمالات ممكنة ومفتوحة، سيما في ظل الدوافع الكبيرة للشرطة المستمدة من رغبة الفريق في القتال لتجاوز شبح الهبوط الذي يهدده.
* غير أن نقطة القلق الأكبر بالنسبة لأنصار المريخ لا تتمثل في دوافع المنافس بقدر ما تتعلق بلاعبي المريخ أنفسهم الذين عودوا أنصارهم على اللامبالاة والاستهتار وعدم تقدير المسئولية أو الشعار الذي يرتدونه مع فقدان شغف الانتصارات ورغبة الظفر بالبطولات التي يفترض أن تكون الزاد الرئيسي لأي لاعب كرة قدم سيما من يلعبون للأندية الكبيرة.
* فالشاهد على مدى عقد ونصف أن المزاج هو الذي يتحكم في أداء لاعبي المريخ وهي اسوأ واردأ خصلة ترسخت في الفريق خلال الأعوام الماضية وتوارثتها أجيال من اللاعبين، وبالتالي بات كل شيء ممكنا في مباريات الفريق مهما كانت قدرات المنافس ومهما كانت ظروفه، إذ يمكن أن يقدم المريخ مباراة رائعة اليوم ثم يقدم أمام ذات المنافس أو أقل مباراة مريعة غدا رغم عدم وجود أي مبرر لذلك والتفسير الوحيد لتلك الحالة هو عدم اكتراث اللاعبين للبطولات ولا للجماهير وقبلها عدم اكتراثهم بالشعار الذي يرتدونه.
* لذا أعيد قبل مباراة اليوم ما ظللت أقوله مرارا وتكرارا وسأظل أعيده أن أي تفريط محلي في مباراة أو بطولة يتحمل مسؤوليته في المقام الأول اللاعبون، وقناعتي هنا أن من يختلقون لهم الأعذار يشكلون خطراً أكبر على المريخ من منافسيه لأنهم ظلوا يساعدون على ترسيخ تلك الخصلة السيئة في نفوس اللاعبين مستفيدين من وجود فئة تستغل نتائج الفريق لتصفية الحسابات والانتصار للذات لدرجة أن تشعر في طرحها وتناولها أنها تتمنى تعثر الفريق في كل مواجهة.
* من يتخذون من الأوضاع الإدارية ذريعة لمنح اللاعبين المبرر للتفريط يتجاهلون أن الأندية المنافسة تعاني أكثر من المريخ مئات المرات، ويتجاهلون قبل ذلك عن عمد ومع سبق الإصرار والترصد أن لاعبي المريخ ظلوا يفرطون في الممتاز حتى في الفترات التي عاشوا فيها ثراء فاحشا وكانوا يلعبون خلالها في نجيل سندسي وإضاءة فسفورية حتى وصلوا مرحلة متأخرة وهي التعايش مع الفشل والإخفاقات وإدمان اللامبالاة والاستهتار.
* المريخ تعثر كثيراً خلال النسخة الحالية ويدخل الجولة الحالية وهو يتأخر بثلاث نقاط عن غريمه التقليدي، وبالتالي لا يوجد الكثير لكتابته سواء قبل لقاء الفريق اليوم او لقاءاته المقبلة سوى أن التفريط ممنوع وهي حقيقة يدركها اللاعبون جيدا وبالتالي سننتظر كيفية تعاملهم معها لنرى إن ثمة تغيير طرأ على طريقة تعاطيهم مع الأمور وروحهم وحماسهم وتقديرهم للمسئولية أم أنهم سيواصلوا في ذات الطريق الذي يتحكم فيه المزاج في نتائج المريخ.