الدعم السريع والكيزان..أوجه الشبه والاختلاف

مذاق الحروف

عماد الدين عمر الحسن

الدعم السريع والكيزان..أوجه الشبه والاختلاف

لا اجد فرقا بين ما ترتكبه قوات الدعم السريع حاليا من مخالفات وجرائم بالخرطوم ودارفور ، وما فعله الكيزان وزبانية المؤتمر الوطني طوال سنوات حكمهم البغيض ، والكثير من المتشابهات تربط بينهم .لذلك اجدني في اشد درجات الاستغراب عندما يتحدث ضياء البلال او الاعيسر بامتعاض عن احتلال الدعم السريع لبيوت المواطنين وقد كانت عادة اقتحام البيوت الامنه وترويع اهلها واحدة من اهم هوايات اجهزة الامن المختلفة خلال ثورة ديسمبر المجيدة وكلنا شاهد الفيديوهات التي كانت منتشرة في تلك الايام – صحيح انهم ما كانوا يقيمون فيها ولكن سبب ذلك فقط انهم من الخرطوم ولهم اماكن يرجعون اليها بعد ترويع الناس ، والا لما خرجوا منها .
اما الاغتصاب فيكفي ان هناك وظيفة في أجهزة أمن الكيزان اسمها ( مغتصب ) وهو ما اعترف به صاحب المهنة نفسه وهو يفاخر بذلك في المحكمة امام القاضي والشهود ، وهم لا يفرقون في ذلك بين ذكر او انثي ، والاغتصاب عندهم قد يحدث باستخدام الالات كما حدث مع الشهيد احمد الخير عليه رحمة الله .
من الاختلافات أن الكيزان لم يسرقوا عربات الناس من منازلهم ، فهم اكبر من ذلك بكثير فاكتفوا بسرقة المال العام واكل اموال الناس بالباطل وتجنيب الميزانيات وعمل المنظمات الوهمية ومجهودات واساليب وداد بابكر وعلي كرتي في كنز الاموال والاراضي .
وثمة وجه شبه اخر بينهما وهو المراوغة والاتجار بالمسميات ، فكما يحاول الدعم السريع اقناعنا بانه يحارب من اجل ارساء الديمقراطية والحكم المدني – رغم انهم كانوا جزء من الانقلاب عليه – كذلك يحاول الكيزان اقناعنا بانهم يحاربون من اجل الدين واعلاء كلمة الله ، فهي لله لا للسلطة ولا للجاه ، ومن المفارقات أن عساكر الدعم السريع كانوا يرغمون الشباب علي ان يقولوا ( عسكرية ) بدلا من مدنية وقد اظهرت الفيديوهات التي انتشرت عقب فض الاعتصام ذلك بوضوح بينما اليوم يطالبون بالمدنية والديمقراطية لان المصلحة قد اختلفت ، وكذلك الكيزان يتجهون حيث تكون مصالحهم ، ولا علاقة للمبادئ بالامر .
اما وجه الشبه الاكثر وضوحا من كل ما سبق فهو حب القتل والتعطش للدماء وتاريخ الانقاذ زاخر باسماء العديد من الضحايا والشهداء ، وكذلك تاريخ الدعم السريع في دارفور ، لذلك فان غاية ما نتمناه الان من الحرب بينهما ان يضرب الله الظالمين بالظالمين ويخرجنا من بينهم سالمين ..