صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الدكتور سليمان.. ضد النسيان!

1٬298

كبد الحقيقة

د . مزمل أبو القاسم

الدكتور سليمان.. ضد النسيان!

 

* كثيرة هي الأسماء الرنانة في كوكب النجوم.. ممن احتشدت بهم الذاكرة بعد مسيرة ثلاثين عاماً في بلاط زعيم الكرة السودانية، تعرفنا خلالها بشخصياتٍ عديدة، تمتلك سِيَراً مضمخةً بالعطر، التصقت بالذاكرة ورسخت فيها رسوخ الأصابع في الراحة.

* منهم رئيس الرؤساء مهدي الفكي رحمة الله عليه، وهو من هو في عالم النجوم.. نسيج وحده بين الإداريين بعد أن منّ عليه المولى عز وجل بصفاتٍ عديدةً، أبرزها الحكمة والهدوء والحنكة وحُسن الخلق.

* من الصعب على أي شخص تعامل مع قائد بقامة مهدي المريخ المنتظر أن ينساه، فقد كان رحمة الله عليه نموذجاً طيباً لما ينبغي عليه الإداري الفذ في المريخ.

* ما زلت أذكر كيف فعل عندما توليت رئاسة تحرير صحيفة (المشاهد) الرياضية في العام 1997، وكان لي وقتها نزاع مع مجلس اللواء شرطة ماهل أبو حنة ومناصريه نتاجاً لنقدٍ وجهته له، فامتنع رئيس النادي وأعضاء المجلس عن تهنئتي بصدور الصحيفة، وحزّ الأمر في نفسي، لكن اتصالاً هاتفياً وزيارة من مهدي الفكي رحمة الله عليه أزالا كل الضيم من نفسي، وجعلاني أتيه تيهاً.

* كيف لا وقد تشرفت بمباركة رئيس الرؤساء وسيد الزعماء.. الرجل الأمة الذي كان يضع توقيعه على الجنيه السوداني عندما كانت له قوة ومنعة وصولجان في مواجهة الدولار وما شايعه من عملات الفرنجة.

* إن المقارنة بين مهدي الفكي وإداريي اليوم تبدو مثل المقارنة بين الدولار والجنيه المنهار.. والقول نفسه ينطبق على بعض من تسلموا الراية من مهدي الفكي وتتلمذوا على يديه، قياساً بمن قذفت بهم الظروف لتقلد مواقع قيادية في أكبر أندية السودان خلال سنوات التيه والضياع.

* من المصنفين ضمن فئة (يستعصي على النسيان) الراحل المقيم، عمدة المريخ الفاتح المقبول.. راجل الكريزة.. الذي جمعت شخصيته الفذة بين الصرامة والطرافة وحسن الخلق.

* كان رحمة الله عليه صارماً مع كل من تسول له نفسه المساس بحقوق الزعيم، وكان هاشاً باشاً يفرح كالطفل عندما تسطع النجوم في سماء الخرطوم.

* كان العُمدة يلوح بكريزته الفخمة في الهواء ويهتف بلسانٍ أنصاري قُح (الله أكبر ولله الحمد) كلما مزق المريخ شباك الخصوم وسجل هدفاً جعل الصراخ يعلو من الحلقوم.. وأذكر أنه كان يتبع عبارته الأثيرة بالتفاتةٍ لطيفة نحونا ليعقبها بقوله (الله أكبر ولله الحمد.. القديمة)، حرصاً منه على نسبتها للأنصار في مواجهة الإسلاميين، ولا غرابة، فقد كانت محبته الغامرة للمريخ تختلط بمحبةٍ صادقة لحكيم الأمة.. الراحل المقيم، الإمام الصادق المهدي رحمة الله عليه، لدرجة أنه سمّى أحد أبنائه عليه.

* ومن الشخصيات التي لا تنسى في المريخ سعادة الفريق منصور عبد الرحيم محمدين، الذي لقّبه أقرانه في الجيش (بالشبح) لأن عسكريته كانت (ناشفة)، وكان انضباطه ونزاهته وكفاءته كضابط عظيم مثار إعجاب وتنويه كل من عرفوه وزاملوه أو عملوا تحت إمرته في جيش السودان العظيم.

* عندما تقلد سكرتارية النادي في عهد رئيس الرؤساء واللواء ماهل سار دولاب العمل الإداري في المريخ بدقّة الساعات السويسرية، حيث لا خمج ولا فوضى ولا تحدٍ لقرارات المجلس ولا إنفاق لأي مليم إلا بتصديق يذهب به لمكانه الصحيح.. أطال الله عمر الشيخ وحفظه ذخراً لوطنه الحبيب ومريخه العظيم.

* لو استرسلنا فلن تكفينا صفحات هذه الإصدارة لسرد مناقب العظماء الذين تعاقبوا على قيادة كوكب الروعة.

* اليوم نتناول أحدهم، لانه عمّد نفسه مثالاً للطموح الوثاب والوفاء النادر لناديه.

* أتى سليمان بشير للمريخ غراً.. يعتمل صدره النقي بطموح وثاب ورغبة عارمة في خدمة النادي الذي عشقه منذ نعومة الأظافر، وتم توظيفه عاملاً للمعدات، فتتلمذ على يدي العم أحمد سعيد رحمة الله عليه، وسار على دربه، متسماً بالنزاهة والصدق وحسن الخلق، واستمر في منصبه خمسة وعشرين عاماً، حرص خلالها على إكمال دراسته الثانوية، ودخل الجامعة وحصل على درجة البكلاريوس في اللغة الإنجليزية، ثم أتبعها بدرجة الماجستير في التخصص نفسه، فلم يتأفف من عمله الشريف، ولم يطلب علاوةً ولا ترقية، إذ أن خدمة المريخ عنده كانت وما زالت تمثل شرفاً لا يدانيه شرف.

* يوم أمس الأول توج سليماني (كما كان يناديه الألماني أوتوفيستر) كفاحه اللافت وطموحه الوثاب بالحصول على درجة الدكتوراه في اللغة الإنجليزية؛ ليتشرف حرف الدال بالاسم الذي يليه، وتشيع الفرحة بين كل من عرفوا هذا الفتى الرائع الطموح، وخبروا خلقه الرفيع وأدبه الجم ووفائه النادر للزعيم.

* سعدنا بتعيين د. سليمان مترجماً للجهاز الفني، وهي وظيفة ظل يؤديها على مدى السنوات الماضية تطوعاً بلا مقابل، وسرنا أن يتم تكليفه بإدارة ملف المحترفين، ونجزم أنه سيحقق فيه نجاحاً هو به قمين.

* تهانينا تسبق فرحتنا بنجاح الدكتور سليمان بشير، الذي صنّف نفسه بين العظماء في كوكب المريخ، ونتمنى له المزيد من النجاح والتفوق.

* شكراً د. سليمان على كل ثانيةٍ خدمت فيها عشقك الصافي ونثرت فيها الجمال والروعة والبهاء بأدبك الجم وخلقك الرفيع وطموحك الوثاب.

آخر الحقائق

* لو كان الأمر بيدي لعينت الدكتور سليمان بشير مديراً تنفيذياً لنادي المريخ، ولأمرت بتعميده عضواً ثابتاً في كل مجالس المريخ.

* فرحتنا بتفوق الحكيم الصموت الوفي لا تعادلها فرحة.

* مسيرة ربع قرن من الوفاء المدهش للمريخ منحت د. سليمان محبةً راسخة في نفوس كل من عرفوه.

* يؤدي عمله على الوجه الأكمل وينجزه بلا ضجيج.

* سار على درب العم أحمد سعيد رحمة الله عليه، واقتفى آثاره، في حفظ معدات النادي وأزيائه وزاد بالترجمة للمدربين والمحترفين الأجانب.

* سعدنا بمبادرة القطاع الرياضي بتكريم الدكتور سليمان في المؤتمر الصحافي المخصص لتقديم الجهاز الفني الجديد.

* ما زلنا ننتظر من لجنة التسيير المريخية قراراً وموقفاً صارماً من واقعة التعدي على أموال النادي المودعة في حساب بالقاهرة.

* توقعنا منهم أن يفتحوا فيها تحقيقاً لتبيان حقيقتها، وتحديد هوية من نالها، وفيم أنفقت فلم يحركوا ساكناً.

* كذلك توقعنا من الأخوين حازم وعادل أبو جريشة أن يتكرما بالتعليق على بيان مهند كمال لتوضيح ما حاق بثلاثمائة ألف دولار اختفت في ظروف غامضة، فلزما الصمت المريب.

* آخر خبر: تحدثوا.. لا أسكت الله لكم حساً.

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. ابوبكرساتي يقول

    ماتقدر تقول في الجاكومي شي اها كسر باب الاستاد ح تعمل صمت القبور لانو كان فتحتة خشمك فيو

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد