رأى حر
صلاح الاحمدي
الذكري الخامسة لرحيل سيف الدين
يموت الجسد ولكن لا ينفد الزيت فى القنديل ويواصل الابطال اشعال الفتيل وتغمس الذكرى تطلعاتها فى وهج الكلمات وتضرب الاعمال الباقية لاهل الاعلام المرئي كشجرة جذورها في الاعماق البعيدة لتليفزيون السودان وهى تشرب من روح الكلمات الباقية من ذكرى رحيل الافذاذ فى عالم الكلمة المرئية .
فتعصر زيتا للقنديل وتطل وجوه من رحلوا عنا وهم شهداء الكلمة قوافل النور فى الوسط الرياضى فيضئ كتف الجيل صوت سيف الدين علي ،عادل فضل ، خوجلى صالحين ،الفاتح الصباغ ، ، وغيرهم ولا ينطفى القنديل .
اسمحوا لى ان اتحسس بوجع علنى قطعة من قلبى قد سقطت هو زميلى واحد رفاق طريقى ومعلمى سيف الدين خذله القلب فسكت فى احدى المحطات الذى كان فيها بارعا بمهنته وتقديمه وسكت صوته ليس من حق المبدع ان يواصل فرح اللحظة لا ليس من حقه الخاص بعد ان ترك عملا ثرا خاصة اذا كان ابنا لتلك الارض الاسطورية (التلفزيون ) التى فتحت له ابواب الشهرة وانا لا اعجب من كيفية موتنا السريع بل اعجب من شهية الحياة فينا التى ترغم القلب المثقل بالاسئلة ان يفارق الاحباب وبالرغم من انها سنة الحياة .
نافذة
التحق الراحل المقيم سيف الدين على بالتلفزيون عام 1981 كانت بدايته بالتعليق ثم الاعداد ثم التقديم وتدرج الى ان وصل مدير ادارة الرياضة بالتلفزيون وكان متفانيا فى عمله مخلصا فى ادائه وكان مقدما لبرنامج عالم الرياضة الذى اجتذب الكثيرين بفضل معرفته وسلاسة حديثه مع من يستضيف.
نافذة اخيرة
لم اصادف انسانا فى رحلة الحياة الرياضية امتلك هذا الكم من العذوبة وحصد كل هذا الحب من علاقاته مع الوسط التليفزيونى فلم يكن لسيف الدين اعداء فهو لم يخالف احدا الرأى ولم يناصب احدا العداء ولم يقاتل من اجل مكسب وللاسف الشديد فان سنوات العطاء امتدت لعدة عقود ومع ذلك لم تستمر الموهبة الا فى التعليق والتقديم والاعداد والادارة والعجيب ان الرحل سيف صاحب القدرات الادارية الهائلة اقترن باحد عباقرة التقديم ببرنامج عالم الرياضة استاذنا مامون الطاهر امد الله فى عمره وبالتأكيد هو واحد من اعظم المواهب الادارية التى ظهرت فى تلك الفترة ولكن الحظ العاثر كان دائما رفيق هذه الموهبة فجاءت المعوقات التى صادفت رحلة الحياة لتأخذه بعيدا وحرمت دولة التلفزيون من ابداعاته بعد أن غيبه الموت دون ان يخرج ما فى جعبته من قدرات كانت كفيلة بان ترفع بمقام الراحل المقيم سيف الدين الى مكانة ربما لم يستطع غيره ان يصل اليها من مقدمى ومعلقى ومعدى البرنامج .
خاتمة
الجميع تباروا فى توديع الاعلامى التلفزيونى سيف الدين على زملاء المهنة والصحفيين كتبوا عنه كلمات الحب والعرفان واشادوا بكفاحه وبموهبته وبعد ان هدأت العاصفة وسكنت الانفعالات تعالوا نستخلص الحكمة والعبرة من هذه النهاية المأساوية لمبدع عملاق قضى عمره فى خدمة التلفزيون والدولة والرياضة حتى اصابه المرض وسقط شهيدا ولم يقدم له التلفيزيون العلاج ليفاجأ الوسط الاعلامى برحيله .