ضد التيار
هيثم كابو
الرئيس (المرقوع)!
* ما أتعس أولئك الذين يتجمهرون يوم السبت من كل أسبوع مساندين للرئيس المخلوع عمر البشير؛ وهم يحملون صوره (الباهتة) ممنين أنفسهم بصدور قرار يقضي بتبرئته من (تهم ثانوية) مجرد وقوفه في المحكمة للدفاع عن نفسه فيها يُمثِّل تساهلاً يرقى لمستوى الجريمة؛ وتهاوناً تستوي فيه قبضة الجلاد وصرخة الضحية ليضحي العدل كالجور والنصر كالهزيمة؛ فمن عاث في الأرض فساداً؛ وقتل المئات؛ وشرد الآلاف؛ ويتَّم الأبناء و(حرق حشا) الأمهات؛ من العبث أن تعقد وتنفض الجلسات لمحاسبته في اكتناز الأموال وحيازة الدولارات.
* ما أن ينتصف نهار السبت من كل أسبوع حتى تصافحك عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات (هتيفة البشير) الذين يستنفرون بعضهم بعضاً في كل جلسة لمحاكمة المخلوع بخطب ممجوجة؛ وشعارات مستهلكة؛ وهتافات زائفة؛ ويهددون (قيادتهم المختبئة) خلف جدران الخذلان ممن اغتنوا في الحكم ولاذوا بالفرار عند السقوط.. يفعل أصحاب أولئك الحناجر المشروخة كل ذلك ناسين سنوات قمعهم للرأي الآخر عندما كان سادتهم (الدافنين دقن) الآن على سدة الحكم؛ مستغلين في نبيحهم الاستفزازي ذلك سماحة أهل الشهداء؛ وصبر ضحايا التعذيب؛ وحكمة المحالين للصالح العام؛ و(طولة بال) المواطنين المكتوين بنيران الفساد والاستبداد.
* سجد أحدهم أمس شكراً لله، بلا أدنى خجل عندما قالوا لهم إن المحكمة حذفت تهمة حيازة العملة الوطنية عن البشير بموجب أمر الطوارئ (3) الذي تم إلغاؤه من قبل رئيس المجلس العسكري السابق رئيس المجلس السيادي، كما حذفت التهمة تحت المادة (9) من قانون مكافحة الثراء الحرام والمشبوه المتعلقة بتقديم إقرارات الذمة، مسببة حذفها من التهم الموجهة للرئيس المخلوع بأن النيابة لم توجه بها اتهاماً.