صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الرهان على التغيير… لا على التبرير!

11

العمود الحر
عبدالعزيز المازري

الرهان على التغيير… لا على التبرير!

الهلال يقف اليوم على عتبة مرحلة جديدة، أو هكذا نأمل. فالتغييرات التي أُعلن عنها، والحديث المتكرر عن “إصلاحات قادمة”، تمنحنا كجماهير بعض الأمل بأن القادم ربما يكون مختلفًا، إذا ما توفرت النية الصادقة والرؤية المؤسسية الحقيقية.
تصريحات الرئيس هشام السوباط الأخيرة، ومخرجات اجتماع مجلس الإدارة، ورحيل فلوران عن دكة التدريب، كلها مؤشرات يمكن أن تكون بداية لإعادة تصحيح المسار، شريطة أن لا تكون مجرد تبادل كراسي، أو تغيير أشخاص دون تغيير المنهج.
الهلال يحتاج اليوم إلى قرار حاسم، لا مجرد رسائل إعلامية لتهدئة الجماهير. ثلاث سنوات مضت، جُرّب فيها مشروع “الرجل الواحد”، وتم تمكين العليقي من كل مفاصل القرار الفني، وكانت النتيجة فريقًا بلا هوية، وموسمًا ينتهي دومًا قبل أن يبدأ.
وعندما كنا ننتقد هذا النهج، ونقول إن الهلال لا يُدار من “الواتساب” ولا من مكتب فرد واحد، اتُهمنا بالتشويش، وقيل إننا “ضد النجاح”، بينما الحقيقة أن صوتنا لم يكن إلا صدى لوجع جمهور يبحث عن ناديه وسط غبار الشعارات.
واليوم، بعد أن سقطت ورقة التوت، وبدأت ذات الأبواق التي كانت تُسبّح باسم العليقي تكتب عن “ضرورة المراجعة”، نقول إن التغيير الحقيقي لا يبدأ بذهاب فلوران، بل من إعادة صياغة كل الهيكل الفني والإداري.
فما جدوى مغادرة مدرب، إذا كان من يُعيّن بديلاً له هو نفس من اختار وكرّر الأخطاء في الماضي؟
ما زال ملف المدرب في يد قلة، رغم أنه يفترض أن يكون قرارًا جماعيًا نابعًا من خطة فنية واضحة. والروماني الذي التقى به السوباط في القاهرة، والبلجيكي المطروح مؤخراً، خياران مطروحان، لكن القرار النهائي لا يزال عالقًا بسبب التباين في الرؤية داخل المجلس.
وبصراحة؟ البلجيكي يبدو الأنسب، لأنه مدرب طموح، وسبق له تدريب منتخبات، ويملك ما يكفي من الرؤية لإعادة بناء الفريق، بشرط أن يحظى بمنظومة احترافية حقيقية، لا أن يوضع في قفص القرارات الفردية.
الهلال لا يحتاج لمن يعرفه من قبل، بل من يملك خطة تحترم تاريخه وجماهيره. لا نريد “ألفة فنية” ولا “علاقات قديمة”… نريد كفاءة، وانضباطًا، وإدارة تعرف أن كرة القدم عمل مهني لا يدار بالترقيع والتطبيل.
ولذلك، فإن تأخير الإعلان عن المدرب لا يزعجنا بقدر ما يزعجنا أن يكون الأمر مجرد صراع داخل المجلس، أو محاولة لإرضاء طرف دون النظر للمصلحة الفنية العليا. وإن كانت هناك ضرورة مرحلية، فوجود خالد بخيت كمدرب مساعد يمكن أن يُستفاد منه مؤقتًا، ريثما يتم الحسم بقرار فني متزن.
وفي كل ذلك، فإن المطلوب من المجلس هذه المرة هو:
أن يسمع…
أن يتواضع للجماهير…
أن يخرج من عباءة التبرير، وأن يعترف أن مشروع السنوات الثلاث الماضية، لم يكن سوى جولة فاشلة في طريق طويل، يحتاج لشجاعة المراجعة لا عناد الاستمرار.

**كلمات حرة…**
الهلال لا يُبنى بالنيات الطيبة، بل بالمؤسسة والانضباط.
لا قيمة لرحيل مدرب… إن بقي من اختار الفشل في مكانه.
التغيير ليس شعارات في القنوات… بل قرارات تُشعر الجمهور أن صوته عاد.
الهلال لا يحتاج لمن يُجمّل له السقوط… بل من يفتح له بابًا جديدًا نحو الصعود.
**كلمة حرة أخيرة:**
في الهلال… لا نطلب المعجزات، بل نطلب الاحترام.
احترام العقول، احترام التاريخ، واحترام صوت الجماهير التي ظلت تهتف للكيان لا للأسماء.
وحين يغيب الاحترام، لا تبقى إلا الفوضى…
فهل نتجاوزها هذه المرة؟

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد