الزعيم قهر منتخب الجزائر للمحليين!

كبد الحقيقة
د . مزمل ابو القاسم
الزعيم قهر منتخب الجزائر للمحليين!

‭{‬ عندما نكتب عن فريق شباب بلوزداد الجزائري الذي هزمه المريخ في ليبيا فإننا نتناول أفضل فرق المجموعة الرابعة أداءً في أول جولتين، ونكتب كذلك عن حامل لقب الدوري الجزائري ثلاث مرات متتالية، وعن متصدر ترتيب فرق الدوري الجزائري الحالي بلا هزيمة.
‭{‬ في حقيقة الأمر فاز المريخ على منتخب الجزائر للمحليين، وصيف بطولة الأمم الإفريقية الأخيرة (الشان)، لأن منتخب بلد المليون شهيد ضم في تلك البطولة تسعة لاعبين أساسيين من الفريق القوي الذي أخضعه المريخ لسطوته وجندله بصاروخ برازيلي حارق في ملعب شهداء بنينا بمدينة بنغازي الليبية يوم أمس الأول.
‭{‬ مكاسب المريخ من مباراة الجولة الثالثة لا تحصى ولا تعد.
‭{‬ أولها أنه أثبت لكل من استهانوا به وقللوا من قدره وتوهموا أنه سيشكل حصالة المجموعة أنه فريق قوي يلعب طامحاً إلى التأهل، وأنه يمتلك فريقاً لا تنقصه المهارة، ولا تعوزه القدرات الفنية، ولا ينقصه التصميم اللازم للمنافسة على إحدى بطاقتي المجموعة، برغم أنه يلعب بعيداً عن أرضه وأنصاره، دوناً عن كل منافسيه في المجموعة.
‭{‬ ثاني المكاسب إثبات حقيقة أن زعيم الكرة السودانية لا يخشى أي خصم، ولا يتهيب الكماشة الصعبة التي أوقعته فيها القرعة، وأن مريخ 2023 لا علاقة له بمريخ 2022 الذي قنع بذيلية مجموعته في مجموعات الأبطال السابقة.
‭{‬ ثالث المكاسب إثبات قوة شخصية الفريق، وارتفاع قدرات جهازه الفني، الذي قاده البرازيلي ريكاردو هيرون بمنتهى التميز، وأفلح في صناعة توليفة متجانسة تجمع بين شراسة وقوة اللاعب السوداني ومهارة النجوم المحترفين الآتين من أمريكا اللاتينية.
‭{‬ الحقيقة أن ريكاردو أفحم منتقديه بحسن إدارته لفريقه، وقبل ذلك بنجاحه الهائل في تحضير اللاعبين من الناحية البدنية أولاً، لأننا شاهدنا فريقاً يؤدي كل مبارياته بنفس واحد، وينفذ مهامه الفنية بفورمة بدنية عالية، ولا غرابة، فريكاردو في الأصل متخصص في اللياقة البدنية، وسبق له أن عمل في بداية مسيرته المهنية كمدرب محترف معداً بدنياً لفريق الهلال السعودي.
‭{‬ بالطبع لا نستطيع أن نغفل العمل الضخم والدور المهم الذي أنجزه رودلفو فاليريو، المعد البدني الحالي لفرقة المريخ، وهو مدرب لياقة من الطراز العالي، (حافظ لوحو تمام)، ويجيد تجهيز اللاعبين للمباريات بأعلى درجات التميز.
‭{‬ كلنا استغربنا إقدام ريكاردو على إشراك الكولومبي برايان في المباراة الأولى أمام الترجي، لتمام علمنا بأنه كان مصاباً ويخضع إلى علاج وتأهيل بدني طيلة أيام فترة معسكر القاهرة الممتدة ثمانية عشر يوماً.. وما لم نكن نعرفه وقتها أن ريكاردو تلقى تأكيدات من مساعده رودلفو، بأن برايان جاهز بدنياً ويستطيع أن يلعب لمدة سبعين دقيقة، وقد كان، وبالفعل شارك الكولومبي وسحبه ريكاردو بعد الدقيقة 70.
‭{‬ بناءً على نصيحة من رودلفو لم يغامر ريكاردو بإشراك نجم الارتكاز سيرجيو رفائيل أمام الترجي، لضمان اكتمال جاهزيته قبل أولى مباريات المريخ على ملعبه (مع الزمالك)، وقد كان، ولعب رفائيل في اللقاء الثاني وكان من أفضل لاعبي المريخ فيه.
‭{‬ من المكاسب الكبيرة التي حصدها المريخ في مباراة بلوزداد إثبات حسن اختيار ريكاردو للأجانب، بعد التألق الهائل للظهير الأيمن أليكس دا سيلفا، الذي ظهر مرتين في قائمة منتخب جولات دور المجموعات، ونثق في ظهوره فيها للمرة الثالثة، منهياً معاناة المريخ الطويلة مع خانة الطرف اليمين.
‭{‬ كذلك شكل نجم المحور سيرجيو رفائيل إضافة لا تقدر بثمن لوسط المريخ من خلال تألقه اللافت في خانة محور الارتكاز (رقم 6) التي شكلت هي الأخرى هاجساً مزمناً للمريخ في السنوات الماضية.
‭{‬ لا جدال بالطبع على قدرات صانع الألعاب ماتيزينهو، الذي نثق في أنه سيظهر بمردود أعلى في مقبل المباريات، بعد اكتمال جاهزيته من الناحية البدنية، مثلما بدأت قدرات المهاجم باولو سيلفا في الظهور تدريجياً بمرور الوقت وتوالي المباريات.
‭{‬ من المكاسب الكبيرة التي حصدها المريخ من مبارياته الثلاث في مرحلة دور المجموعات تمكن الفريق من تجاوز معضلة فقدان الملعب والأنصار، وتأقلمه السريع مع اللعب خارج السودان، مع ملاحظة أنه ينازل ثلاثة فرق قوية تمتلك ميزة اللعب على أرضها وبين أنصارها.
‭{‬ لا نجزم بأن المريخ سيصعد من المجموعة (العربية) القوية والمعقدة، لكن الثابت للجميع أنه قدم نفسه في أبهى صورة، ورسخ حقيقة أنه سيكون منافساً قوياً على إحدى بطاقتي التأهل، برغم الظروف الاستثنائية والمصاعب الجمّة التي واجهته دوناً عن كل أندية المجموعة.
‭{‬ لو لم يفعل سوى ذلك في النسخة الحالية لكفانا.
آخر الحقائق
‭{‬ فوز الترجي على الزمالك يحسّن حظوظ المريخ في المجموعة.
‭{‬ لم يجد عملاق باب سويقة أي صعوبة لإخضاع بلوزداد والزمالك، وعانى الأمرين أمام الزعيم.
‭{‬ يجب على الصفوة عدم الانسياق خلف الانتقادات القاسية التي توجهت نحو المهاجم الواعد الجزولي نوح، نتاجاً لإفراطه في إهدار الفرص.
‭{‬ يجب علينا أن نستوعب حقائق مهمة، مفادها أن الجزولي لاعب واعد وصغير السن وضعيف الخبرة.
‭{‬ وأن نجاحه في وضع نفسه في مواجهة المرمى عدة مرات يحسب له إيجاباً حتى ولو لم يسجل.
‭{‬ يؤدي الجزولي أدواراً مهمة في خلخلة الدفاعات ومطاردة المدافعين لمنعهم من صناعة الهجمات من الخلف.
‭{‬ نقترح على المنتقدين أن يراجعوا الهجمة المرتدة المثالية التي شنها المريخ على مرمى بلوزداد في منتصف الحصة الثانية وانتهت بانفراد للجزولي الذي لم يحسن ترجمة الكرة في الشباك.
‭{‬ فيها نزل المهاجم الشاب إلى ما بعد منتصف الملعب لاستلام الكرة من حمزة داؤود وتمريرها لماتزينهو واستلامها منه بلعبة (ون تو) نموذجية قبل تمريرها لباولو سيرجيو بلمسة واحدة، والتحرك إلى أمام لاستلامها مرة ثالثة ومراوغة قلب دفاع بلوزداد وتجنب ثلاثة مدافعين ومواجهة المرمى بسرعة عالية.
‭{‬ لو ترجمها في الشباك لأحرز الهدف الأروع في كل مباريات دور المجموعات.
‭{‬ الجزولي لم يتأقلم بعد مع الأرضية الاصطناعية لملعب شهداء بنينا.
‭{‬ نثق تماماً في أن فعاليته أمام المرمى سترتفع وتتضاعف بكثرة اللعب.
‭{‬ التسجيل في المباريات الكبيرة يحتاج ثباتاً انفعالياً وخبرةً وتمرساً، سيكتسبها الجزولي بمرور الوقت وكثرة اللعب.
‭{‬ أراهن على أنه سيشكل الورقة الرابحة للزعيم مقبل المباريات، إذا حظي بالتشجيع اللازم والدعم المعنوي المطلوب واللعب المستمر.
‭{‬ آخر خبر: لا تقسوا على الجزولي الواعد، وتذكروا أنه من مواليد شهر أكتوبر من العام 2002.