صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الزلفاني في السليم والعبرة بالخواتيم

31

خارطة الطريق

ناصر بابكر

الزلفاني في السليم والعبرة بالخواتيم

على الرغم من الأداء المتوسط الذي قدمه المريخ بالأمس أمام الخرطوم ونتيجة التعادل التي لم تحقق تطلعات الأنصار إلا أن أبرز نقطة لفتت انتباهي في المواجهة وأعتقد أنها تمثل مؤشراً إيجابياً فهي طريقة تعامل المدير الفني للأحمر يامن الزلفاني مع اللقاء والتي تمنح انطباعاً جيداً للغاية بشأن استفادة وتعلم المدرب التونسي الشاب من درس الموسم الماضي ونجاحه في ترتيب أولوياته جيداً وفي التخطيط لفترة طويلة دون النظر تحت أقدامه ودون بحث عن انتصارات ومتعة مؤقتة يكون خاتمتها في نهاية الموسم وحصادها حنظلاً .
* فالتوليفة التي أختارها الزلفاني للمواجهة تؤكد أنه بات أكثر جرأة وشجاعة وقدرة على اتخاذ القرارات التي يري أنها تخدم مصالح فريقه ولو بعد حين دون تردد ودون تفكير في رد فعل القطاعات المحيطة وهي صفات مطلوب توفرها بشدة في أي مدير فني ليتمكن من تحقيق النجاح لأن القطاعات المحيطة عادة وعلى رأسها الإعلام والجمهور تريد بطبيعة الحال الفوز والإقناع في كل مواجهة لكن المدرب ينبغي أن يخطط للخواتيم وللظفر بالألقاب المحلية مع التقدم والمنافسة لمراحل بعيدة في البطولات القارية والإقليمية وتحقيق تلك الأهداف يتطلب تخطيط جيد للغاية للموسم كاملاً وجرأة في اتخاذ القرارات دون خوف أو وجل من ردود الأفعال.
* شخصياً وخلال استضافتي قبل يومين عبر شاشة (S24) من خلال حلقة (حال الرياضة) ذكرت أنني أتمني أن يبعد المدير الفني للمريخ كل العناصر التي شاركت في مباراة إتحاد العاصمة (الأربعاء) عن مباراة الخرطوم الوطني (السبت) لأنها بذلت مجهوداً فوق العادة بالنسبة لفريق في أول مباراة في الموسم وأمام منافس في قمة جاهزيته البدنية والفنية وبإعداد غير مكتمل مع الإشارة لأن المريخ تنتظره مباراة غاية في الأهمية (الأربعاء) القادم أمام فايبرز الأوغندي في ذهاب تمهيدي الأبطال يحتاج من خلالها لنتيجة إيجابية قبل واجهة العودة بأوغندا (الرابع أو الخامس من ديسمبر) التي ينتظر منها الأنصار بطاقة التأهل ثم إكمال ما بدأه المريخ بالخرطوم يوم (العاشر من ديسمبر) عبر لقاء الإياب العربي بالجزائر وهي استحقاقات مهمة وصعبة وفي أوقات متقاربة يتخللها سفر مع الإشارة لأن فرصة التعويض في تلك المنافسات وفي المراحل الاقصائية التي تقام بنظام الذهاب والإياب تبقي معدومة وبالتالي ينبغي أن تكون تلك المواجهات أولوية قصوى في الفترة الحالية وأن تكون كل خطوة محسوبة بدقة لأجل تجهيز الفريق لتلك اللقاءات.
* وعطفاً على تلك الوقائع، وعطفاً على نظام بطولة الممتاز (المجموعتين) التي تجعل تواجد المريخ في مرحلة النخبة مؤكداً، فإن ما فعله الزلفاني بالأمس يعتبر من وجهة نظري الشخصية أمر صائب تماماً ولا غبار عليه بل أنني كنت أمني النفس بإراحة الغربال أيضاً والدفع بمحمد داؤد لكن على أي حال تبقي خطوة شجاعة تلك التي قام بها المدرب التونسي خصوصاً عندما نأخذ في الاعتبار أنه دخل مواجهة الخرطوم الوطني بالأمس وهو يفتقد للثلاثي التش ومجيد سومانا وتيري وبالتالي إبعاده لستة عناصر أساسية من التي شاركت أمام إتحاد العاصمة غير الثلاثي الذي تواصل غيابه يعتبر خطوة شجاعة للغاية لكنها كما ذكرت شجاعة محسوبة ومطلوبة ويمكن أن تخدم المريخ في الفترة القادمة وتساعده على تجاوز الاستحقاقات الأهم والأصعب التي تحتاج لقدر كبير من التركيز والجاهزية في الوقت الحالي.
* وعطفاً علي التعديلات التي تمت وعطفاً على الدخول بتوليفة مكونة من مزيج بين خمسة عناصر تعاني من إرهاق ما بذلته من مجهود أمام إتحاد العاصمة وستة عناصر تفتقد لحساسية وفورمة اللعب التنافسي خاصة فيما يتعلق بالثلاثي ياسر قصاري الذي غاب لموسم كامل بداعي الإصابة وحقار والتاج يعقوب اللذان شاركا لدقائق معدودة في الموسم الماضي ونفس الأمر ينطبق على التاج إبراهيم الذي لم يتواجد في معسكر الإمارات، عطفاً على تلك الرؤية يكون الأداء المتوسط الذي قدمه الفريق ونتيجة التعادل أمر منطقي وطبيعي مع الإشارة لأن المداورة تعود على الفريق بفوائد لا تحصي وميزة هذا النهج أن فوائده ومكاسبه تعود على الفريق في الأوقات الصعبة والمهمة والحاسمة من الموسم بتقليل نسبة التعب والإرهاق على العناصر الأساسية وبصناعة عدد كبير من البدائل الجاهزة في مختلف المراكز وبصناعة تنافس قوي على اللعب في التوليفة الأساسية مع الإشارة لأن المريخ يحتاج بشدة لهذا النهج في الممتاز لترسيخ ثقة وقناعة قدرة الأحمر على قهر الأندية المحلية بأي مجموعة (صناعة الهيبة) لأن كل لاعب في كشف المريخ كان نجماً بارزاً في ناديه وبالتالي ينبغي أن تكون أي توليفة ترتدي شعار المريخ قادرة على الفوز على أندية الممتاز.
* قناعتي أن أي تعثر في المباريات المحلية يتحمل مسئولية الأولي والأخيرة اللاعبين لأن تلك المواجهات لا تحتاج سوي للجدية والرغبة الحقيقية في الفوز على العكس من مباريات المنافسات الخارجية التي تحتاج لتوفر مجموعة كبيرة من مقومات الفوز وتكامل في الأدوار، لذا وإن كان هنالك شيء من العذر للعناصر التي شاركت بالأمس عطفاً على إرهاق البعض بعد الجهد المقدر الذي بذل في موقعة الأربعاء وعطفاً على ابتعاد البعض الآخر الطويل عن حساسية اللعب إلا أن العذر لن يكون حاضراً مستقبلاً خصوصاً وأن المطلوب من كل لاعب في كشف المريخ أن يجتهد بشدة ويضغط نفسه ولو بتدريبات إضافية وخاصة ليكون جاهزاً في كل وقت ومستعداً من كل النواحي لتقديم الإضافة والأداء الذي يتناسب مع متطلبات (لاعب المريخ).

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد