صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

السابعة توالياً… والسابعة واقعة

44

الهلال في إفريقيا… حارس الهوية وراية الوطن
كبير السودان في المحفل الدولي كالعادة يا سادة
العمود الحر

عبدالعزيز المازري

السابعة توالياً… والسابعة واقعة

يدخل الهلال النسخة الجديدة من دوري أبطال إفريقيا للمرة السابعة على التوالي، لا كضيفٍ عابر ولا كحاضرٍ بالعادة، بل كـ **عنوانٍ ثابت للكرة السودانية ودرعها في المحافل القارية**. في زمنٍ تعثر فيه كثيرون، بقي الهلال واقفًا، يصون مقاعد السودان، ويحفظ للأزرق وللوطن مكانًا بين كبار القارة، فصار الوجود الأزرق بحد ذاته حكاية هوية، وراية وطن لا تنحني.

هذه المشاركة ليست رقمًا تُسجّله دفاتر الكاف؛ إنها **معنى ريادة**، وإشارة أن هذا النادي لا يزال يتنفس تنافسًا حقيقيًا ويعيش الزمن الكبير رغم الظروف القاسية التي تمر بها الكرة السودانية والوطن عمومًا. من دون الهلال، لم تكن المقاعد الأربعة لتبقى، ولم تكن راية السودان لتظل مرفوعة بهذا الثبات، وتلك حقيقة لا يجادل فيها إلا من يجهل أوزان الأندية في القارة.

القرعة جاءت قوية، مجموعة صعبة تضم صنداونز ومولودية الجزائر وسانت لوبوبو. أسماء لها حضورها وتاريخها، لكن الهلال لم يولد ليخاف، ولم يكن يومًا من الأندية التي تقف لتقرأ أسماء الخصوم ثم ترتبك. الأزرق يعرف إفريقيا كما يعرف ممرات ناديه، يعرف هواء الجنوب وحرارة الوسط وشغف الشمال، وامتدت تجاربه حتى صارت شخصيته القارية جزءًا من ذاكرته الجماعية.

صحيح أن الهلال لم يعبر في محطاتٍ سابقة، وخرج في لحظات كانت قريبة من المجد، لكن المهم أنه بقي، وواصل، وثبت في المكان الذي لا يصل إليه إلا من يملك **نفسًا طويلًا وروحًا لا تستسلم**. اليوم هناك مشروع جديد، وجهاز فني مختلف، وإضافات نوعية، والحديث لم يعد عن حضورٍ فحسب… بل عن رغبة صريحة في العبور والأبعد من العبور.

اللعب خارج الأرض تحدٍّ كبير، لكنه ليس جديدًا على الهلال. الظروف تفرض ملعبًا بعيدًا عن أم درمان، لكن الأندية الكبيرة لا تصنعها الجغرافيا بل الهوية، والهلال قادر أن يصنع بيته أينما حل، وأن يجعل كل مدرجٍ ساحة أزرق إذا حضر التركيز واشتعل الإيمان.

الاتحاد الإفريقي رفع قيمة الجوائز، والصراع سيكون شرسًا، والبطولة اليوم لا تريد أقدامًا فقط، بل عقولًا وهدوءًا وانضباطًا. الهلال يملك الأدوات، وينقصه أن يكون الهلال فقط؛ أن يدخل كل مباراة وكأنها نهائي، بلا ضجيجٍ ولا وعود، بل بعملٍ صامت وقلوب مشتعلة.

هذا الفريق لا يحمل نفسه وحده… إنه يحمل بلدًا يبحث عن فرحه، وجمهورًا ينتظر لحظة يصرخ فيها من القلب: “هذا هو الهلال”.
**كلمات حرة**

* الهلال لا يثبت مكانه… الهلال يثبت مكانة وطن
* سبع مشاركات متتالية ليست مجاملة بل اعتراف
* المجموعات ليست مقصلة… بل فرصة لإثبات العظمة
* كرة القدم لا ترحم المترددين
* أفريقيا تُحترم… ولا تُخشى
**كلمة أخيرة**

الهلال لا يطلب الطريق السهل، لأنه منذ خُلق اختار طريق الكبار.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد