• قد يبدو من غير المنصّف القول إن خيارات رئيس الهلال في الملف التدريبي كلها غير موفّقة، فنظرة واحدة للاسماء الكثيرة التي تعاقبت على العارضة الفنية للأزرق كافية لاكتشاف ثلاثة أو أربعة اسماء على أقل تقدير كان يمكن أن تصنع الفارق وتقود الهلال إلى أفق أرحب وأكبر من التتويج بلقب الدوري المحلي الذي بات بالنسبة لجماهير الهلال بطولة يمكن أن يحققها الفريق في ظل كل الظروف والأحوال، وما النسخة الأخيرة إلاأبرز شاهد على هذا القول، لكن القضية التي لا احتشم منها ولا أهاب الخصومة فيه أن النسبة الأكبر من قرارات الاستغناء عن المدربين بعيدة كل البعد عن النظرة الصائبة وآخرها قرار إقالة السنغالي لامين نداي.
• القرار الذي يحسبه الكاردينال (إقالة) ويراها نداي (استقالة) خاطيء من عدة أوجه، أهمها أنّه سلب الأهلة فرحة الفوز على الند المريخ، ونقل الحديث من تفوق الهلال إلى الجدل المتواصل ليس حول قرار رحيل المدرب فقط بل حتى حول أحقيّة المجلس الحالي في الاستمرار في ظل التخبط الذي يمارسه في ملف هو الأهم ونعني به الملف الفني المتعلّق بفريق الكرة، كما أن الأمر لا يقف على توقيت القرار فقط بل يمتد إلى الأسباب التي برّره بها الكاردينال، وهي أسباب ظلّت تتكرر مع كل قرار (مفاصلة) بين الهلال وأحد المدربين حتى باتت محفوظة رغم تبدّل العبارات وتغير الكلمات التي تصب كلها في خانة أن المدرب دون قامة الهلال حتى لو كان هذا المدرب متوّجاً بلقب دوري أبطال إفريقيا.
• لامين نداي مدرب وضع بصمته مع الهلال رأينا الفريق معه بشكل مغاير، نعم لم يحصد الهلال غير بطولة واحدة من بين البطولات التي نافس عليها تحت قيادة المدرب السنغالي لكنّه بالمقابل كسب (الشكل) المختلف، شاهدنا كيف أصبح الهلال أكثر قدرة على الضغط عند فقدان الكرة والانتشار عند الاستحواذ، وشاهدنا التمريرات الدقيقة التي وإن رأها البعض من أبجديات الكرة إلاّ أنّها كانت مفقودة وغائبة تماماً في فترة من الفترات، منح نداي الفرصة للاعبين واعطاهم الثقة فكان ثمرة ذلك مهاجم بحجم وموهبة وليد الشعلة.
* نداي الذي عاب عليه الرئيس ترشيح اسماء وازنة لمغادرة الكشف الأزرق كان له رأيه في بعض العناصر والمعلومات التي لدينا تقول إنّه بالفعل رشّح صهيب الثعلب للمغادرة، ولعل أي مدرب جاد ومنصف وصاحب رؤية فنية وقرار سيتخذ نفس القرار فالمساحة بين موهبة الثعلب وطموحه بعيدة وعصيّة وسيغادر اللاعب الكشف عاجلاً أو أجلاً طالما أنّه لا يقدّر حجم الموهبة التي يملكها، على كل ساقية الكاردينال ستواصل السير بذات الوتيرة مهما كان اسم المدرب القادم او حجمه، أما الحديث عن عموتة فذلك أمر نتعامل معه بقول المتنبيء: أنام ملء جفوني عن شواردها .. ويسهر الخلق جراها ويختصم.