بعد خروج الهلال من الابطال بفعل فاعل وانخراط كل التيارات الهلالية في نقد الكاف ولجانه والحكام واتهامهم بالتأثير المباشر على نتائج المباريات يتوجب علينا ان ننكفئ على الداخل ونناقش بهدوء وبالتشريح المتوازن الاسباب التي ادت لتواضع مستوى الفريق ونتائجه داخل الارض.
رصد ودالجاك
الهلال حصد ست نقاط من تونس وزيمبابوي ولكنه جمع اربع فقط داخل ارض المقبرة وبين انصاره ، ما يرسم علامات استفهام كبيرة ، رغم ان الراجح والمتعارف عليه في كل العالم ان المساندة الجماهيرية لها مفعول السحر مع الشعور بالامان وبالدعم .
فاجأ الفريق انصاره بالخسارة من النجم ، و انقاد فعلا لارادة مدرب التونسي الذي قال إنه ذاهب الى الخرطوم لتعديل الاوتار والعودة بالنقاط لتصحيح معادلة الفريق بعد ان فرض عليه الهلال الفوز بأرضه وسط دهشة انصاره والكاف.
غادر الهلال مثخنا بالجراح الى معقل عمال المناجم ولكنه عاد بالنقاط وبشباك نظيفة ليهئ الساحة لانتصار على الاهلي والصعود على حسابه وازاحته عن طريقه.
المفاجاة كانت في تواضع المستوى العام وتشنج اللاعبين.
ويبدو انهم لم يتحملون الشحن الزائد ولا التعويل عليهم لخطف البطاقة ، وهنا يجدر بنا القول ان البعض لا يرقى لمستوى الدفاع عن شعار الهلال بسبب الافتقار لاساسيات اللعبة وسوء التصرف وعدم الخيال او التوقع.
كرة القدم لا تلعب بالعضلات والاقدام فقط ، هناك مساحة اكبر للتفكير واستعمال الذكاء _إن وجد_ ولعل البعض خانته التجربة والمقومات الاساسية فسقط في جب التواضع.
إذا شئنا الدقة فان الفارق البدني والمهاري وفي البنية الجسمانية كبيرة بين لاعبي الهلال والاهلي.
وقد نطلب مستحيلا اذا طالبنا لاعبي الهلال بالتفوق على فريق يمتلك عناصر ومقومات وجهد تدريبي واضح.
طوال الشوط الاول والهلال يتفرج على الاهلي ، فيما وقف مدر ب المصري باردا وهادئا ونجح في ادارة الشوط الاول بسحب البساط من تحت اقدام لاعبي الهلال.
لا ندري ماذا قال النقر للاعبيه لكننا نشك انهم تركوا تعليماته داخل غرف الملابس ولعب كل منهم على هواه.
ودع الهلال المنافسة وهى ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة، وقد ظللنا ننادي في كل مرة باخضاع الامر لورشة فنية وادارية لتحليل الاسباب ولمعرفة السر الغامض في الخروج المتكرر من الادوار المتقدمة.
اذا اسند المجلس الامر لذوي اختصاص فاننا نتوقع ان يحصد الهلال نتائج ايجابية في الموسم القادم.
اما اذا واصل الاستهتار والتجاهل ، واهمال النظرة العلمية فانه سيظل يدور في هذه الدائرة المظلمة لسنوات دون ان يطال عتبات الاميرة السمراء.
أشتات !!
بيان الاهلي القاهري حمل جملة من المغالطات. فكيف يشيد باداء الاجهزة الامنية ويتهمها في ذات الووقت بانها حولت الملعب الى ثكنة عسكرية.
ومعلوم ان الاهلي هو من طلب زياد التعزيزات وليس الهلال.
البيان كان قاسيا على جماهير الهلال ووصفها بانها احتجزت لاعبيه وهو كذب صريح فكل الغضب المتفجر داخل الملعب كان موجها لطاقم التحكيم ولم يمس الجمهور شعرة من لاعبي الفريق الضيف.
الاهلي كان يعلم ان السودان بذل جهودا خرافية لتأمين بعثته ، واسرف الهلال في الكرم تجاه البعثة مع حفاوة وتطمينات لا يحلم بها في القاهرة.
استحت ادارة الاهلي ولهذا لم تشكو الهلال للكاف ، ولانها تعلم ان القرارات تصدر وفق تقريري الحكم والمراقب وان مصير الشكوى اذا قدمتها ستكون سلة المهملات.
القنوات المصرية ووسائل الاعلام سلقت الهلال والسودان بالسنة حداد ، مع ان الحكم اكد اكتمال المباراة وان الاحداث التي جرت عادية وحدثت عشرات المرات.
في مباراة نابولي وسامبدوريا بالدوري الايطالي حدثت نفس العرقلة التي تعرض لها وليد الشعلة.
ولم يتردد الحكم في احتسابها ضربة جزاء.