هلال وظلال
عبد المنعم هلال
السودان بين نيران الحرب وأمل الحوار
– دخل السودان في دوامة من العنف والحرب منذ قرابة العام ونصف ولم يكن هذا النزاع سوى كارثة إنسانية جديدة تضاف إلى سجل المعاناة الطويلة التي عاشها الشعب السوداني منذ أن استولت العصابة الكيزانية على الحكم وحتى الآن، كانت بداية الحرب كما هو الحال في معظم النزاعات مبنية على الطموحات السياسية والمصالح الضيقة للطرفين المتحاربين دون مراعاة لما سيترتب على ذلك من آلام وخسائر تطال حياة الملايين من المدنيين الأبرياء، قتل وجوع ونزوح .
– أصبحت الصورة قاتمة للوضع الإنساني منذ اندلاع النزاع وشهدت البلاد موجات من العنف المستشري الذي أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف من منازلهم المدن التي كانت تنبض بالحياة أصبحت ساحات للقتال والمنازل التي كانت تأوي الأسر السودانية تحولت إلى ركام والمتبقي منها أصبح مأوى للجنجويد وفي ظل هذا الوضع يعاني الملايين من الجوع ونقص الغذاء حيث دمرت الحرب سبل العيش وقطعت سلاسل الإمداد .
– الأطفال الذين هم أمل المستقبل يعيشون اليوم في ظروف مأساوية بعضهم اضطروا لترك مدارسهم فيما بات آخرون ضحايا للجوع وسوء التغذية لقد أصبحت المدارس والمستشفيات أهدافاً للصراع مما زاد من تعقيد الوضع الإنساني وجعل من الصعب على المنظمات الإنسانية تقديم المساعدة الضرورية .
– في سبيل البحث عن ملاذ آمن لم يجد الكثير من السودانيين ملاذاً سوى الفرار من مناطق النزاع ليعيشوا كلاجئين أو نازحين في داخل البلاد أو في دول الجوار ومع استمرار الحرب دون حل واضح تتزايد أعداد اللاجئين والنازحين وتتفاقم معاناتهم في ظل نقص الدعم الإنساني وغياب الاستقرار .
– المدن الحدودية التي كانت ملاذاً آمنًا تحولت إلى مراكز مزدحمة باللاجئين حيث تفتقر هذه المناطق إلى الخدمات الأساسية وتعيش في ظل ظروف إنسانية قاسية ومع ذلك فإن الحرب لا تزال مستعرة مما يهدد بتزايد هذه الأزمة وتفاقمها حرب دون حسم تحتاج الحاجة إلى صوت العقل والحوار ولقد أثبتت التجارب السابقة أن الحروب التي تدار بالبندقية لا تحسم إلا بمزيد من الدماء والدمار وهذا ما نشهده اليوم في السودان ولا يبدو أن أي من الطرفين المتحاربين قادر على تحقيق نصر عسكري حاسم فيما يستمر الشعب السوداني في دفع الثمن .
– إن وقف الحرب بالحوار والتفاوض هو الخيار الأمثل لوقف هذه المعاناة وعلى قادة الطرفين أن يدركوا أن الشعب السوداني لم يعد يحتمل المزيد من سفك الدماء وأن الحل العسكري لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والانهيار وإن الحل ليس في البل إنما الحوار هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام الدائم وإعادة بناء البلاد على أسس من العدالة والمساواة وهذه دعوة لإيقاف صوت الحرب وإعلاء صوت السلام فإن السودان اليوم في أمس الحاجة إلى صوت العقل والحكمة وليس إلى صوت البندقية، يجب أن تكون هناك دعوة صادقة من المجتمع الدولي ومن جميع السودانيين لإنهاء هذا النزاع المدمر ويجب أن نعمل جميعاً على إسكات صوت الحرب وإعلاء صوت السلام من أجل مستقبل أفضل للسودان ولأجياله القادمة .
– إن استمرار الحرب لن يؤدي إلا إلى مزيد من المآسي والكوارث ولا بد من العمل الجاد نحو إنهاء هذا النزاع عبر الحوار والتفاوض والشعب السوداني عانى كثيراً ويستحق حياة كريمة وآمنة ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بالسلام .
قوموا إلى جنيف يرحمنا ويرحمكم الله
ظل أخير
يا حرب كم من طفل قد بكى وجعاً
ومن أرملة ثكلى تحرقت أحشائها
يا حرب قد أحرقت في الأرض الأخضر واليابس
فأي خيرٍ يُجنى من ويلاتك فكلك ضرام ..؟
يا حرب كم من قلب قد تهدم
فهل طاب لكِ في السودان المقام ..؟
يا ليت يوماً يجف الدمع في الأعين
وتنطفئ النار التي أجج لظاها بعض اللئام