* حزنت غاية الحزن على التجاهل والتهميش الذي تعامل به الاتحاد الافريقي للكرة (كاف) مع نجوم السودان في حفل الاعلان عن جوائز الافضلية للعام المنصرم 2019 الذي اقيم بمدينة الغردقة المصرية قبل ايام.. حيث اكتفى الكاف بتوجيه الدعوة الى البروفيسور كمال شداد باعتباره رئيسا للاتحاد السوداني للكرة..
* الكرنفال الكبير شهد مشاركة خرافية من نجوم القارة السمراء.. شرقها وغربها، شمالها وجنوبها.. وتابعنا الحفل والمباراة الاستعراضية عبر الشاشات بمشاركة نجوم مصر وتونس والمغرب والجزائر ونيجيريا والسنغال وليبيريا وغيرها.. حدث ذلك مع ان السودان كان احد الاضلاع الثلاثة والمهمة للدول التي اسست الاتحاد الافريقي..!!
* وكالعادة كان الوجود المصري هو الاكبر وفي كل شئ على الرغم من ان غياب محمد صلاح اثار العديد من علامات الاستفهام واظهر التذمر من جانب كبار المسئولين لانه – اي الغياب – خصم الكثير من رصيد نجم ليفربول وافقده بعض التعاطف ولو من باب ان الكرنفال اقيم على الاراضي المصرية وكان وجود مو صلاح مهما وضروريا..
* نعود الى غياب السودان والذي صار من الثوابت التي تظهر لنا مع كل حدث مهم كبيرا كان او صغيرا ليؤكد عمليا درجة الاحتقار التي يتعامل بها قادة الكاف بما فيهم الملاغاسي احمد احمد الذي وصل لكرسي القيادة بترتيب وتكتيك دقيق ليجلس صوريا (لا بيهش ولا بينش) حيث تمضي الامور في اتجاه يخدم مصالح دول اخرى..!!
* حتى لو افترضنا جدلا ان السودان لم يحقق من الانجازات ما يشفع بتقديم الدعوة لاحد عمالقته ونجومه الذين اغرقوا الملاعب بالبذل والعرق والانجازات فان التكريم كان يجب ان يفرض نفسه على قادة الكاف ولو من باب التقدير والتكريم والاحترام باعتباره صاحب الفكرة الخاصة بانشاء وتكوين كاف.. كما ان الاعلان الاول للاتحاد كان من ارض النيلين..
* وشهدت الخرطوم الاجتماع التاسيسي ووضع قادة الادارة بالسودان الاساس الذي انطلقت منه كرة القدم لتستمتع كل ارجاء القارة بسحر هذه المستديرة والتي عندما لعبها نجوم السودان وتالقوا في ميادينها كانت عواصم بعض البلدان عبارة عن صحراء وغابات يقاتل الانسان فيها من اجل العيش والبقاء على سطح البسيطة..
* اكاد اشك في ان رئيس الكاف الحالي الملاغاسي احمد احمد يعرف التفاصيل الكاملة عن وضعية السودان ومكانته في القارة السمراء والا لكان اول المبادرين والسباقين لاتمام خطوة ايجابية ولو من باب التكريم والاعتراف بما قدمه سوداننا لافريقيا من خدمات وبنسبة ان لم تزد عن ما قدمته (مصر مثلا) فانه لن يقل عنها..
* تمنيت ان توجه الدعوة للرجل الدبلوماسي السفير علي قاقارين، او سليمان عبد القادر، او الاسطورة نصر الدين عباس جكسا او غيرهم من اولئك الذين شاركوا في فوز السودان بلقب بطولة الامم الافريقية التي اقيمت بالسودان عام 1970 لتذكير الاجيال الحالية بان هنالك بلد عرف الكرة وفتح باب نشرها على نطاق اوسع في انحاء القارة..
* او حتى تكريم كبار الاداريين من باب الاعتراف بفضلهم ومساهماتهم المباشرة في وضع اللبنات الاولى للساحرة المستديرة على شاكلة الراحل المقيم الدكتور العالم والاداري الضليع عبد الحليم محمد وصحبه الكرام الاماجد الذين اخرجوا فكرة تكوين الكاف الى ارض الواقع وتسببوا في وجود كيان صار الان صاحب شأن كبير في العالم..
* لقد تشرفت قبل سنوات بزيارة مقر الاتحاد الافريقي القديم بالعاصمة المصرية القاهرة (الجزيرة) وشدني ولفت انتباهي الوضع المتميز للسودان من خلال التفاصيل الموجودة على الجدران من صور للاجتماع التاسيسي في الخرطوم بوجود عباقرة الادارة ولقطات للبطولات التي اقيمت ببلادنا وعلمنا المفدى وهو يرفرف فوق السارية..
* الان، وبعد الانتقال الى المقر الجديد للكاف لا علم لي بالوضعية التي صارت عليها بلادنا هناك في ظل الهجمة المتواصلة لتهميش سوداننا واجباره على الابتعاد من دائرة الاحداث والتخطيط الممنهج لتحقيق تلك الغاية بدوافع اساسها الغيرة والحسد والسعي المتواصل لمسح تاريخنا وبصمتنا التي وضعناها بفضل عقلية كبار قادة الادارة.
* تخريمة اولى: في الوقت الذي شارك فيه العديد من نجوم الكرة المصرية – الذين اعتزلوا – في كرنفال الكاف بداية من المباراة الاستعراضية على سفح الهرم، وحفل الاعلان عن الجوائز في مدينة الغردقة الساحلية، الا ان الاعلام المصري هاجم الكاف لسبب عدم توجيهه الدعوة للنجم السابق حسام حسن..حدث ذلك في وقت نام فيه اعلامنا السوداني ومارس الصمت القاتل وتعامل مع القصة وكانها لا تعنيه..!!
* تخريمة ثانية: ساعات معدودة وتنتهي فترة انتقالات وتسجيلات اللاعبين الشتوية وبعدها ستشرع الاندية في الترتيب لفترات الاعداد تاهبا للنصف الثاني بالموسم التنافسي.. ولعل الشئ الابرز في التسجيلات الحالية انها تمت بمعزل عن تدخلات السماسرة والتجار الذين تابعناهم وهم يعترضون على ما تم ويصفون كل الصفقات والتعاقدات بالفاشلة..!!
* تخريمة ثالثة: تاني بنكرر وبنعيد.. مرت الايام كالخيال احلام.. ولازلنا في انتظار نتيجة شكوى المريخ في كاس والتي اوهم بها البعض عشاق الكيان واكدوا لهم انها (مربوحة) بل واقنعوهم بان السراب البائن في الافق انما هو ماء وماء حقيقي كمان..!!
* حاجة اخيرة: مباراة الهلال والنجم الساحلي التي ستقام مساء الغد بالجوهرة.. هل ستجسد لنا مقولة (رزقا تكوسو.. ورزقا يكوس ليك)..؟!!