العمود الحر
عبدالعزيز المازري
الشان لا ترحم الأخطاء
اليوم يدخل منتخبنا الوطني للمحليين مباراته الافتتاحية في بطولة الأمم الأفريقية للمحليين أمام الكونغو، وسط غيابات مؤثرة لثلاثة من أعمدته الأساسية: رمضان عجب، ومحمد عبد الرحمن، ومحمد أحمد إرنق، وجميعهم خارج الحسابات بداعي الإصابة.
هنا يطرح السؤال نفسه: ما الجدوى من اختيار لاعبين مصابين لبطولة أفريقية تحتاج جاهزية كاملة ولياقة ذهنية وبدنية عالية؟ إن الدفع بأسماء مرهقة أو غير مكتملة الشفاء، في بطولة تقوم على التفاصيل التكتيكية الدقيقة، خطأ سندفع ثمنه في لحظة لا تحتمل التعويض. كان الأجدر أن يُمنح هؤلاء فرصة العلاج، ويُفتح الباب أمام عناصر جاهزة بدنيًا وفنيًا.
ورغم هذه الخسارة، فإن الأمل باقٍ، فالمنتخب يضم لاعبين من أصحاب الخبرة في أجواء المنافسات الأفريقية، ومدربًا بحجم كواسي أبياه، الذي يعرف كيف يدير المواقف الصعبة ويحوّل النقص العددي إلى دافع إضافي للعطاء.
اللاعبون الذين سيدخلون الميدان اليوم عليهم أن يدركوا أنهم يمثلون السودان، لا أنديتهم. وأن كل دقيقة في البطولة تحتاج تركيزًا كاملًا وروحًا قتالية عالية، فالبدايات القوية تفتح الطريق نحو الإنجاز، والبدايات المترددة تفرض عليك مطاردة خصومك حتى النهاية.
كلمة فارس عبد الله كانت واضحة: “جئنا للمنافسة، لا للمشاركة”. وهذه هي الروح المطلوبة، فالجماهير تنتظر رؤية منتخب يقاتل على كل كرة، ويحترم الشعار الذي يرتديه، ويؤكد أن الغياب لا يعني الغياب عن الانتصار.
اليوم سيرتدي منتخبنا الأبيض الكامل، وليكن هذا اللون رمزًا لنقاء الروح، وصفاء النية، والإرادة الخالصة من أجل رفع راية السودان عاليًا. والمطلوب أن نقاتل منذ اللحظة الأولى، بلا حسابات للتراجع أو الحذر المفرط، فالبطولات الأفريقية تكافئ الجاهزين وتعاقب أي تهاون.
*كلمات حرة:*
المنتخب الذي يدخل الملعب بلياقة مكتملة وعزيمة صلبة، يكتب تاريخه بيده… أما من يدخل مجاملة أو تساهلًا، فإنه يكتب اعتذاره مبكرًا.