* حقق الهلال المطلوب متقدما في طريق التأهل لدور الـ32 في دوري أبطال افريقيا، بعد إكتساحه لفريق الجيش الزنزباري برباعية نظيفة، وقدم فريق الهلال أداء مميزا في شوط اللعب الأول، بالإستحواذ الجيد، والسيطرة على منطقة المناورة في وسط الملعب، وسرعة الإستخلاص عند فقد الكرة، ليمنع بذلك فريق الجيش من بناء الهجمات عن طريق العمق والأطراف، ويحفظ للمدرب الزعفوري إحترامه للخصم من البداية وتعامله مع المباراة بجدية،وتفوق كل اللاعبين على أنفسهم في هذا الشوط، بداية من خط الدفاع الذي لعب بقوة مع هجمات الخصم على قلتها وظهر الإنسجام بين متوسط الدفاع الجديد دانيال وقائد الفريق عبداللطيف بوي الذي أصبح في تقديري اللاعب الأهم في متوسط الدفاع ويمكن أن يتبادل البقية اللعب معه ( حسين الجريف، عمار الدمازين، دانيال)، مع الوضع في الإعتبار أن الفريق لم يتعرض للإختبار الحقيقي من فريق الجيش الزنزباري، لتواجده معظم فترات الشوط الأول في مناطقه، معتمدا على بعض الطلعات،التي لم تخلو من خطورة.
* كما تميز كل من سموأل ميرغني وفارس عبدالله على الأطراف دفاعا وفي حالة الإستحواذ وبناء الهجمة على الأطراف وشاهدنا تقدم متواصل للثنائي، وشكلت العكسيات خطورة على مرمى الفريق الزنزباري. حسم الهلال شوط اللعب الأول بثلاثية وجاءت الأهداف الثلاثة من اللاعبين الأجانب (جيوفاني، ديارا، امبومبو)، وبحساب المنافسة الافريقية المهمة (الابطال) هذا هو الدور الذي يجب أن تلعبه الإضافات الأجنبية، سواء عن طريق التجنيس ( جيوفاني) أو الإحتراف ( ديارا وأمبومبو) بصنع الفارق للفريق، وتبقى مباراة أولى في المنافسة، يجب ان تستمر من خلال سير الفريق في البطولة لمراحل متقدمة.
* شوط اللعب الثاني جاء مختلفا في كل تفاصيله عن الشوط الأول، فقد تراجع الفريق بدنيا وفنيا بصورة ملحوظة، الشيء الذي منح فريق الجيش الثقة للتقدم وبناء الهجمات، ونجح في بناء أكثر من هجمة خطيرة كانت ستغير مسار اللقاء، وشاهدنا فريق يلعب كرة منظمة تعتمد على السرعة في الإنتقال من الدفاع للوسط والهجوم، بإستخدام التمريرات الطويلة والقصيرة من العمق، اربكت دفاع الهلال.
* تبرير المدرب التونسي الزعفوري بأن عامل الثقة لدى اللاعبين بعد الأهداف الثلاثة في شوط اللعب الأول، تسبب في التراخي الذي ظهر في الشوط الثاني لم يكن منطقيا، لأن التراجع البدني كان واضحا، ومع ذلك يمكن قبوله من واقع تركيبة اللاعب السوداني الذي يبطره الإنتصار المبكر بعدد من الأهداف، وتهزه الهزيمة المبكرة ولو بهدف.
* سبق أن كتبت في هذه المساحة في الأسابيع الأخيرة من منافسة الدوري الممتاز الموسم السابق، والمباريات الافريقية لفريق الهلال، بجانب مشاركات المنتخب، أن الهلال تميز على فرق الممتاز بالتفوق البدني، وأنه رغم ضغط المباريات واللعب في أكثر من منافسة والمشاركة بالعدد الأكبر من اللاعبين في تشكيلة المنتخب الوطني، فهو يصنع الفارق دوما في شوط اللعب الثاني، وأرجعت ذلك للإعداد الجيد في بداية الموسم السابق مع المدرب البرازيلي فارياس والمعد البدني رودريغو. عموما تبقى البداية .. المشوار مازال طويلا.