صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الصفحات السوداء لمليشيا آل دقلو بالجزيرة (٤)

67

 

من الذي أقحم الجنوبيين في الحرب ضد الشعب السوداني..؟

أبوعاقله أماسا
* كما نتمنى للسودان عامة الأمن والإستقرار والتقدم والرفعة والرخاء، كنا وسنظل ندعو لشعب جنوب السودان بالتقدم والإزدهار، ولكن هنالك من خطط وعمل بجد لإقحام الجنوبيين في حرب آل دقلو، وقد كنت أول من أشار إلى ذلك، ليس بدافع أجندة سياسية ولا محاولة مني لنشر خطاب يحفز للكراهية، وإنما بناء ً على مشاهدات من أرض الواقع، وما زلت على يقين أن دور الجنوبيين في الحرب على شعب السودان أمر مخطط ضلع فيه عدد من المسؤولين والنافذين في حكومة سيلفاكير وهي الأقدر على التحقيق في هذا الملف ومعاقبة تلك الشخصيات، ليس لأنها أضرت بالعلاقات بين الشعبين وأساءت لما بينهما من وحدة مصير وتأريخ، ولكن لأنهم أذلوا الشعب الجنوبي وأقحموه في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.. حتى أن الجنوبيين الذين هلكوا فيها أكثر بأضعاف من بعض القبائل التي تمثل حواضن لهذا التمرد.
* هنالك عناصر جنوبية ضالعة في التآمر على السودان وإستخباراتنا أدرى بهذا الملف ولكنني أعتقد أن الدولة نفسها كانت متأخرة في تصعيد الأمر.. فمشاركة الجنوبيين في الحرب ليست فعل فردي حتى نتعامل معه بإستخفاف، كما أنهم ليسو من (آل جنيد) ليكونوا جزءً من هذا المشروع المأفون الذي أهلك الحرث والنسل.
* معروف أن معظم ضاربي المدافع في صفوف المليشيا كانوا من الجنوبيين ومن قبيلة محددة وبعضهم موجود في معتقلات الجيش الآن، وسبق أن أشرت في واحدة من مقالاتي إلى أن إرتكازات المليشيا في شرق الجزيرة، وتحديداً من جنوب أبوحراز وحتى الشبارقة كانت معظمها من الجنوبيين، وبعض أطقم سيارات الدفع الرباعي التابعة للمليشيا والمزودة بالدوشكا كانت من الجنسية الجنوب سودانية، وعلى سبيل المثال يذكر مواطني أبوعشر أن الملازم خلا الماحي والذي كان يقيم بمنزل المرحوم عبدالله قسم الله بالحي العاشر كانت حراساته وطاقم سيارته القتالية وضاربي الدوشكا تحديداً من الجنسية الجنوبية، رغم أنه من رزيقات الجنينة وتربطه صلة قرابة بالمستشار محمد مختارالنور الضاوي..!
* عدد الجنوبيين في الدعم السريع إذا أردنا الإحصاء يقدر بعشرات الآلاف، وبقدر ما كانوا إضافة لقوى الشر والعدوان على الشعب السوداني وطرفاً فعالاً في إذلاله وتشريده ومساهماً في الإنتهاكات التي ارتكبت في حقه، كان في المقابل هو الطرف الأضعف في الحرب، وهدفاً مشروعاً ورخيصاً من الطرفين المتقاتلين، ليعلم من ورطهم فيها أنه قد كسب المال، ولكنه قد أسهم في أن تكون روح الإنسان الجنوبي رخيصة جداً.. يموت كما تموت الهوام ولا أحد يسأل عنها ولا يحتج على كيفية هلاكها..!
* كانت الإشتباكات تدور بين مجموعات الجنوبيين ومجموعات المليشيا من الرزيقات والمسيرية لأتفه الأسباب، في أي مكان يقع تحت سيطرتهم، وراح ضحية ذلك المئات، وفي منطقتنا تحديداً تمت تصفية مجموعة من الجنوبيين قبل أيام من دخول الجيش إليها، وبقيت جثثهم في مكانها بينما كان أفراد المليشيا من القبائل الأخرى على مقربة منهم في مكان داخل سوق أبوعشر أطلقنا عليه (كولمبيا) لأنه كان سوقاً رسمية لبيع الخمور المستوردة من ويسكي وبيره وكافة المخدرات بأنواعها.. من الحشيش والشاشمندي وحتى الآيس والعقاقير المهلوسة والمخدرة مثل الترامادول..!
* أحد الجنوبيين وإسمه (بوب)، كان ضمن مجموعة محمد الهادي (ود ريا)، ورافقه حتى إلتقى بصديقه أبوعاقله كيكل بشرق تمبول لحظة الإنضمام للجيش، وبحسب ما حكى بنفسه بالحرف: أنا استغليت فرصة دخول كيكل إلى تمبول وحدوث إشتباك محدود مع مجموعة كانت متواجدة داخل المدينة وانسحبت بسيارة (كشكش) إلى قرية برانكو ومن ثم عبر النيل إلى أم دقرسي، وعندما سألته عن أسباب عودته بعد أن نجى.. قال: عدت لنصرة (القضية).. وأظن أنها نفس القضية التي يتحدث عنها قادة التمرد وهي تدمير الشعب السوداني واحتلال السودان.
* لم أتابع ردود أفعال الجنوبيين على ظهور جثث أبناءهم في بعض مناطق الحرب، ولكن.. من الواضح أنهم مغيبون عما يجري في أرض المعارك بالسودان، فمن هم هنا لم يكونوا محايدين ولا حتى متعاطفين مع العدو بل مشاركين في الحرب بفاعلية كمرتزقة، وليتهم وجدوا الإحترام ممن أعانوهم، فقد كانت أرواحهم رخيصة جداً في نظر مكونات المليشيا الأخرى.. يقتلون لأتفه الأسباب وتترك جثثهم لتنهشها القطط والكلاب الضالة دون أن تجد من يسترها.. وبناء على ذلك فإن من يستحق المحاسبة هم من قبضوا الثمن من مسؤولي حكومة الجنوب مقابل تصدير مرتزقة يحاربون أشقاءهم في السودان.
* سلوك المليشيا في الجزيرة لم يخرج عن سلوكها في كل مناطق سيطرتها، بل لم يختلف عن طباع هؤلاء الناس في مناطقهم وحواضنهم، فهم ينشأون على نهب أموال الغير ويسترخصون روح الإنسان ولا يترددون في قتله لأتفه الأسباب، لذلك يحرب الناس مذعورين من كل منطقة يدخلونها مهما كانت شعارات الخداع والزيف، فطبيعتهم الهمجية والبدائية تغلب محاولة تطبعهم بالقيم الديمقراطية والمدنية، وعلى تلك الخلفية بنوا جسراً كبيراً للكراهية وماعاد السودانيين بحاجة بعد اليوم إلى مسوغات للكراهية بعد أن اقتحموا البيوت وعذبوا الرجال واغتصبوا النساء واستباحوا كل الممتلكات..!
* المتعاونون في أفضل حالاتهم لم يخرجوا عن الإحتمالات التالية: مدمن خمر ومخدرات يتعاون معهم تحت الإغراء بالحصول على مايريد من مستهلكاته بطرق سهلة ورخيصة، أو هم سواقط مجتمع يحبون أجواء الفوضى التي تصنعها عناصر المليشيا في أي مكان يدخلوه، أو أنهم لص (حرامي) معتاد سرقات وقد وجد في الدعم السريع من يعينه على ذلك، ليس بالتسلل عبر حوائط وجدران البيوت، بل بإقتحامها عنوة تحت التهديد بالأسلحة، وبدلاً أنه كان يمارس السرقات إرتقى في سلم الإجرام ليمارس النهب المسلح، ومن بين المتعاونين كذلك من دفعته أجندة سياسية، ولكن عدد كبير منهم إقتنع بأن هذه المليشات أسوأ بكثير ممن إختلفوا معهم من قبل، وأنهم في الوعي أقل بكثير من مناقشته في قضايا تخص الوطن والمواطن لأنه بصريح العبارة وفي أفضل الأحوال ليس أكثر من (رويبضة)..!

… نعود ونواصل..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد