نماذج من السلوك الهمجي للتتار الجدد:
المليشي إقتحم مسجد الفكي الأمين وأرعب المواطنين وطالبهم بعبادة حميدتي..!!
– أبوعاقله أماسا
* علاوة على السلوك الهمجي والتتري المعروف عن هذه المليشيات الغاصبة، فقد كان دخولها إلى ولايات الوسط بمثابة كشف لكل العورة، فسقطت الأقنعة مع الشعارات البراقة، وظهرت الحقيقة المرة ورأى المواطنون بأعينهم المجردة كيف أن هؤلاء ليسو أكثر من عصابات جاءت لتخرجهم من بيوتهم وتشردهم وتنهب محاصيلهم الزراعية وحيواناتهم وآلياتهم ولم يتركوا حتى الدجاج، وفوق ذلك استرخصوا الأرواح بحيث لم يتركوا قرية في ولاية الجزيرة إلا قتلوا منها مواطناً أو إثنين.
* من طبائع الإنسان السوداني أنه يرتدع عن أي سلوك فوضوي عندما يذكر أمامه إسم الله، والدين عنده خط أحمر كبير، ولكن أفراد هذه المليشيا تجاوزوا هذا الخط الأحمر الكبر وقتلوا اول ما قتلوا المؤذنين والمصليين في المساجد، واقتحموها بأحذيتهم القذرة ليسرقوا ملحقاتها من الواح الطاقة الشمسية ومكبرات الصوت والمولدات، وعبثوا بكتب القرآن الكريم وتبولوا عليها، وهو ما يدعم عندي على الأقل أنهم يعتمدون على (السفلي) في كثير من أمورهم، ذلك لأنهم كانوا عندما يقتحمون بيوت المواطنين يتجهون مباشرة إلى المكان الذي خبأوا فيه ممتلكاتهم، خاصة الأموال والذهب.
* ثلاثة منهم إقتحموا مسجد وخلوة الفكي الأمين، وكانت أعداد كبيرة من الأسر قد احتمت به بعد أن اشتدت الإنتهاكات بأهل أبوعشر، ظناً منهم بأنهم سيكونوا في مأمن طالما أنهم كانوا في بيت من بيوت الله، إلى أن جاءتهم هذه الكائنات وحصروهم داخل المسجد وهم مخمورون
وطفقوا يرعبون الناس بألفاظ لا يتفوه بها إنسان عادي، وأطلقوا الرصاص داخل المسجد وقال كبيرهم المجرم مخاطباً المواطنين: إنتوا من اليوم تخلوا عبادة الله وتعبدوا (حميدتي)..!!
* وفي أكثر من منطقة في الجزيرة وقعت حادثة مشابهة لما حدث في الحي الثالث عندنا، عندما دخلوا على رب الأسرة وزوجته وطلبوا منهما تسليمهما الأموال والذهب، وعندما حاول الرجل أن يقسم بالله لإثبات أنه لا يملك شيئاً، إنفجر المجرم أمامهم بسيل من الشتائم المقززة والألفاظ النابية وقال أنهم لا يعرفون الله.. وأطلق طلقتين في الهواء زاعماً أنه قتل الخالق.. لذاك كان الناس في كل الجزيرة موقنين بنهايات قبيحة لهذه المليشيا، أرحمها العيش في رعب متصل من الطيران والموت بالحرق او الغرق في نهاية المطاف.
* في سوق المنطقة أنشأوا منطقة محددة خصصت لبيع المخدرات من لدن الترامادول وبقية العقاقير الطبية المحظورة وحتى الشاشمندي والحشيش، واستجلبوا الخمور المستوردة بكميات كبيرة وفتحوا لها سوقاً هنا، ومن باب المفارقات كانت قيادات المليشيا تحارب الخمور البلدية ولسان حالهم يقول: لقد استجلبنا لكم الأجنبي الراقي.. فما لكم مع الأجنبي التقليدي المؤذي.. حسب عقولهم التي تجهل أنه نفسه الخمر (أم الكبائر).. وبصورة عامة كان من النادر أن تصادف منهم من لا يتعاطى الخمور والمخدرات، وتجاوزوا ذلك لتعاطيها في الأماكن العامة، وأكثر القطاعات التي دفعت الثمن هن النساء العاملات في صناعة الشاي والقهوة، فقد إعتاد هؤلاء التتار أن يتسكعوا عندهن، ومن الطبيعي أن يجلس حولها سبعة أو أكثر يمسك كل واحد منهم بسيجارة (بنقو)، لذلك نتوقع أن تعاني سيدات الشاي والقهوة من الآثار القوية للتدخين السلبي فيما بعد.
* الجزيرة كشفت حقيقة (الشفشافة) وقطعت الجدال الذي كان يدور في القنوات والمنصات حول من الذي ينهب المواطنين، وسبق أن تبرأ رعاة المليشيا من الشفشافة وقالوا أنهم ليسو منا، بل ذهب أحد القادة إلى أنهم (كيزان) مندسون.. وهذا كذب بواح، فإذا كان أحد القادة الكبار قد أكد من قبل وصرح بأن (المتفلتين) قد أصبحوا قوة ضاربة يمتلكون العدة والعتاد من سيارات قتالية ومدافع ورشاشات كبيرة فذلك يعني أنهم بالفعل جزء لا يتجزأ من القوة الأساسية لمليشيا الدعم السريع، وأنهم (فلان بن فلان بن فلانة) كما يعرفهم حميدتي وشقيقه عبدالرحيم وعصام فضيل وعثمان عمليات وبقية القادة.
* شخصياً.. لم أر في حياتي شخص نهم ونفسه مفتوحة على نهب ممتلكات الناس مثل القائد محمد علي، وهو من رزيقات الجنينة، وقد تولى قيادة إرتكاز أبوعشر الرئيس، وسكن في شارعنا بأسرته المكونة من زوجته (زهراء) وأبناءه الخمسة، كان هو أول من بدأ الشفشفة ونهب ممتلكات الناس بالمنطقة بداعي أنهم فلول وكيزان وإستخبارات جيش، وبدأ أول ما بدأ بوقف خلوة ومسجد الفكي الأمين بقرية السلمة، ونهب أكثر من مائة جوال ذرة وقمح من قوت طلاب الخلوة ولم يستجب لتنبيهات الناس بأنه وقف لصالح خلوة الفكي الأمين لتحفيظ القرآن الكريم، وفيما بعد تأكد لنا تماماً أن هذا الشخص ولد نهاباً، وقد إعتذر عن مسؤوليات قيادة الإرتكاز بعد تسليم كيكل مباشرة وبداية نهب سوق (تمبول).. فمكث هناك لأيام، حتى أن زملاءه وأقرباءه قالوا أنه لا يفوت مثل هذه الفرص، ليس هو بشخصه فحسب، بل زوجته التي لم تترك شيئاً من ممتلكات سيدات الأحياء الراقية بالخرطوم وتحديداً في شارع الستين إلا نهبته وعبأته لتنقله إلى منطقتها بغرب دارفور، وعندما جاءت مع زوجها لتسكن في منطقتنا استجلبت معها شحنتين (جامبو) فيها من الأواني المنزلية والملابس والستائر والأثاثات وملحقات المنازل لتبيعها للنساء اللائي يتاجرن في المسروقات بأسواق دقلو المشبوهة.. وامتدت العادة في هذه الأسرة حتى رأينا إبنه الذي لم يتجاوز (١٢) سنة وقد عاد إلى أبوعشر مع والده عندما قررت المليشيا أن تستبيح المدينة قبل تحريرها بثلاثة أسابيع، وما أدهشنا أن الشفشاف الصغير عاد وبدأ بدراجات رفاقه وأصدقاءه من الصبية الصغار، ومن الغرائب انه كان يحمل بندقية من طراز كلاشنكوف أطلق منه الرصاص نحو كلب بوليسي من السلالات النادرة كان يملكه صديقنا جادالله ناصر وارداه قتيلاً… فعجباً لهذا الطفل.. أمه تسرق.. وأبوه يسرق، وهو يحمل السلاح لينخرط في نفس الشيء وهو في عمر الصبا.. فأي مستقبل ينتظره عندما يبلغ سن الرشد؟
… نعود ونواصل..