صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الطفل المليونير : فشله فى واجبات المدرسة حوله إلى رجل أعمال

33

«لا أحب واجبات المدرسة اشعر بالفشل حيالها» .. جملة كانت تسمعها والدة الطفل البريطاني ” هنرى باترسون ” وتشعر بالأسف لأجله، لأنها عاجزة عن مساعدته ليتفوق فى هذا الواجب ويرضى معلميه .

وفقا لما نشرته “بي. بي. سي”، كان هنرى فى مقدمة الأطفال الذين يشعر معظمهم وأعمارهم تتراوح بين 12 :14 عاما بالقلق إزاء واجباتهم المدرسية خاصة فى مادة الرياضيات، وبدلا من أن ينزوى محبطا وحزينا، حول فشله فى أداء واجبات المدرسة إلى بداية انطلاقة نحو العمل والمشاريع التجارية.

بدأ الطفل، من مدينة بيدفورد الأمريكية، مشروعه التجارى الذى يحمل اسم «ليس قبل الشاى»، عندما كان فى التاسعة من عمره، وذلك ببيع قطع الحلوى والكيك التى يتم تناولها مع الشاى، و عندما حقق مكاسب فى هذا المجال، انتقل على الفور الى بيع منتجات الأدوات المنزلية، مستلهمًا فى هذا تجربة والدته “ريبيكا” التى عملت فى طفولتها بجانب مدرستها فى مجال تمشية الكلاب وعمرها لم يتجاوز الثامنة، ومنها انتقلت الى مشروعات اخرى تدر عليها دخلا.

وأكد هنري أن عشق الأم للأعمال قد انتقل إلى نجلها، فيما تقول الأم: «عندما كان هنرى فى سن الخامسة كنا فى مركز للحدائق ورأى مخلفات حيوانات معروضة للبيع، وعندما عدنا للمنزل فوجئت به يسأل جارنا إن كان يريد التخلص من مخلفات حصانه وان يعبئها ويبيعها تماما كما يفعل مركز الحدائق، وكان يقولى لى: «سنبيع كيسين بسعر كيس واحد» وتتابع: كان اهتمامه بالتفاصيل مثيرا للعجب والإعجاب وهو فى سن الخامسة.

وساعدته مشروعاته التجارية على إنقاذ طفولته والتخلص من اثار سنواته الأولى التى قضاها فى مشاكل بالمدرسة لعدم تكيفه على الوضع بها، وكان محبطًا لأنه رأى الأشياء بشكل مختلف، ونادرا ما كانت توجه له الدعوة لحضور حفلات أو للعب، وكان يتم استدعاء امه للمدرسة لسؤالها عن كيفية التعامل معه، الى ان بدأ مرحلة نفسية خطيرة وهى النطق بتلعثم، فأخرجته امه من المدرسة الى فصل دراسى خاص لتعليمه من خلال المنزل، ورغم تلعثمه، لم يعقه هذا ليبرع فى الخطابة والتحدث بشجاعة أمام اصحاب أعلى العلامات التجارية فى مؤتمر «أو تو ريتيل ويك» الذى عقد فى الآونة الأخيرة، وهو يشارك بمشروعه التجارى الذى حقق النجاح فى العام الماضى، وكشف عن حجم مبيعات بقيمة 65 ألف جنيه إسترليني وكان هذا إنجازا هائلا لأى رجل أعمال فما بالنا وهنرى عمره 12 سنة، حتى انه لفت بذكائه رجل الأعمال السير “ريتشارد برانسون”، الذى اسدى اليه نصائح لينطلق أكثر إلى عالم البزنس.

ويبيع هنرى عبر مشروعه التجارى على شبكة الإنترنت نحو 80 منتجا تدر عليه مئات الآلاف ليصبح المليونير الصغير، وهى المنتجات المتاحة بالفعل فى العديد من منافذ البيع بالتجزئة، بل توسع فى مشروعه ليشمل إيطاليا، ورغم كل نجاحاته، لا تزال والدته بجانبه وتتابعه حتى يظل متواضعا وأن تكون الأولوية لديه لدراسته، وأن ينجز واجباته المدرسية التى كانت سببا فى انطلاقه لعالم المال والأعمال.

ويؤدي المليونير الصغير واجبات في أى لحظة، حتى على متن القطار وهو عائد لمنزله أو بعد العرض التجاري الذي يشارك فيه، حيث تقول والدته: من المؤكد أن هذا النجاح الكبير فى هذه السن الصغيرة، قد يكون صعبا على طفل فى الثانية عشرة من عمره، ولكن هنرى يتعامل مع هذا الأمر بشكل جيد.

وتضيف: «إنه متواضع للغاية، ولا يتحدث عن الأعمال التجارية إلا إذا سُئل عن ذلك، والجميع مندهش من حجم تواضعه، لكن هناك شيئا واحدا لا يمكن لوالدته أن تحميه منه، وهو «متصيدو الإنترنت»، وفى هذا تقول الأم: «تنهال التعليقات عليه، بدءا من وزنه وحتى شعره، أحاول حمايته من هذا قدر الإمكان، وفى أغلب الوقت أكون أنا من يشعر بالغضب».

20160820_114348_5560

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد