ارفعوا الدعم عن المحروقات.. ارفعوا كل حاجة وارفعوا “ميتينا ذاتو”.. فقد خرجنا ممتلئين بالهلال أمس.. وقدلنا.. ورقصنا حتى غازلنا الناس في الشوارع..
فرحتنا الوحيدة في هذا البلد.. هي الهلال.. فرحتنا اليتيمة التي جاءت على وقع الرؤوس والاقدام، مثل نوتة موسيقية وقعتها الرؤية المصرية.. على دوزنات “الواحدة ونص” و”حمادة يلعب”.. الكمنجات سودانية.. والتنفيذ سوداني احال ملعب “رادس” العتيق إلى حالة الصمت المطبق.. حيث كان انتصارنا الأول.. في تونس الخضراء.. وفرحتنا الأولى بعد الغياب.
الكتابة عن الفرح في ظل واقع مأزوم صعبة ومتعبة.. ففي ساعات الفرح تزدحم المشاعر.. وترفض همسات الوجد الاستجابة ولكن.. و”كم نظرنا هلال ما شاقنا غير هلالو.. وما اظنو هلال يشجينا غير هلالو”.
يا اخوة عبد اللطيف سعيد بوي.. في مركب “رادس” وقفنا على حجم بسالتكم.. فأعجبنا و”سر بالنا” انتصاركم الخالص بالأقدام السودانية الخالصة.. تلك الأقدام التي عطر حضورها الحارس اليوغندي “جمال سالم” لكي “يكف العين” فكان هو الحارس الأمين و”سيد التيم” الذي منع انطلاقات “يس الشيخاوي” ورفاقه.. توجيه مستمر.. إصرار والتزام لا ينقص منهما بعض الخروج الخاطئ..
وقائد الأوركسترا.. لطيف سعيد بوي.. الرجالة والبسالة وحمرة العين.. سمؤال وعمار الدمازين.. وأطهر الطاهر.. الأخير أخرس كل الألسن ومد لسانه طويلا لمنتقديه من السودانيين قبل التوانسة.. سجل الهدف العالمي الذي يحمل كل علامات الصبينة والفتونة والشفتنة و”زي ما قال الكتاب” سددها محل الوجع وركنها في الاتجاه الذي لا يعرف إلا إعلان الهدف.. والشغيل جمل الشيل.. وابو عاقلة ومحمد دراج وبشة الصغير.. بسم الله.. ما شاء الله.. رجال في يوم الرجال.. وهناك الشعلة الذي غرد وحيدا في خطوطنا الأمامية واشتعل وحيدا بين أربعة مدافعين.. ومحمد موسى الضي الذي اضاء في الزمن المافي مع إخوته في ليلة مضيئة شهدنا فيها هلالنا المتعافي.
شكرا يا هلال.. تيم الابطال.. نغمة ألتراس المحببة وشكرا يا كاردينال فكان أولادك أسودا استحقوا التحية فجاءتك التي احسن منها بانتصار تاريخي سيدون في تاريخ الهلال.. شكرا مجلس الإدارة.. والاطار الفني بقيادة حمادة صدقي الذي صدق وعدا.. ومعاونه المصري ومدرب الحراس ياسر كجيك وكل الطاقم الذي كان شاهدا على هذه اللحظة التاريخية ومحمود جبارة السادة اول مدير كرة يعود بانتصار من تونس.. غدا أمر.