العجيب في أمر المريخ..!

زووم

ابوعاقلة اماسا

العجيب في أمر المريخ..!

* إن كل ما يجري في ساحته تؤطرها أمواج من العواطف والمجاملات والمصالح الشخصية للأفراد والتكتلات التي تعلو صوتها فوق صوت الكيان ومصلحته العليا، ويتراجع المنطق والمعقول أمام الهتافيات، وتنهزم العقول أمام الحلاقيم، لذلك ضاع مشروع الحلم الفسيح الذي كان يجمع المريخاب حتى وقت قريب، عندما كان لقادة هذا المجتمع رؤية يحيط بها التفاؤل بمستقبل جميل، وبرنامج عمل واضح يقود الناس في اتجاه البناء ويقلل من مساحات الخلاف والإختلاف.. ولكننا صحونا فجأة على أنغام هذا الإنقلاب (الكابوس) الذي ملأ الساحة بالصراعات والخصومات والمعارك بلا إنتاج، وغابت (الرؤية) والمشروع عن ساحة المريخ مع الصراعات والإنقسامات وزج البعض بالكيان في أتون المذابح السياسية واختلط الحابل بالنابل..!
* مع الظروف التي يمر بها المريخ الآن لن نكون منصفين إذا نصبنا المحاكم لمجلس الإدارة وطلبنا منهم إنجاز أي مشروع طويل الأجل.. أو حتى متوسط المدى، أو أي مشروع يتطلب وقتاً قد يمتد لثلاثة أو أربعة أشهر، وليس من المنطق أيضاً أن نسوق كل أحلامنا هكذا بلا تسلسل موضوعي، فما يحدث أمامنا الآن لا يبشر بخير.. بدون تسمية المجموعات.. فالمريخ كله بمجلسي إدارته (مجلس سوداكال ومجلس حازم).. لا يوجد منهم من يتبنى برنامج مريخي إصلاحي يعيد هذا النادي للمضمار الذي يضمن له البقاء ضمن الكبار، فبعد خمس سنوات لم يشهد فيها مجلس سوداكال استقراراً في تكوينه الداخلي ولافي برامجه، انتفض المريخاب عليه بجمعية الموردة التي جاءت بمجلس يحمل ذات ملامح الإنقسامات والصراعات، وبدلاً أن كنا مجتهدين مع المجموعة الأولى لفك غموض وطلاسم شخصية سوداكال العجيب، هانحن اليوم أمام شخصية الجكومي التي لا تقل غموضاً عن الأول وشخصيات أخرى غامضة جاء بها التكوين الجديد ومعهم استحال التفاؤل بمسقبل جيد، وما بين سوداكال والجكومي وحازم ضاعت أحلام جماهير المريخ في الإستقرار، على الأقل.. استقرار شكلي بلا تعقيدات للمشهد الذي لا تنقصه المحن.. فهذه الجماهير تتطلع لمجلس منسجم ينعقد في قاعاته ويتداول مشاكل وهموم هذا النادي ويشرع في حلها بدون تسريبات وقيل وقال، ولكن ما حدث في عهد هذين المجلسين أننا شهدنا أصنافاً من الخلافات والتكتلات بذات العقلية البربرية الإنقسامية ودون مراعاة لجماهير النادي وحتى قدرة على استنباط العبر من الماضي القريب..!
* لكي تستقيم الأمور ونتحدث عن مشروع متكامل للمريخ يتضمن إستاد فخم وفريق مميز، ونادٕ يحتوي أبناءه في تآلف، قبل أن نحلم بكل ذلك لابد لنا أن نعترف برداءة الطقس الآن، وبأن ما يحدث لا يليق بتأريخ نادي المريخ الكبير.. علينا أن نحسم الصراع القائم بين مجلسي سوداكال (المخلوع).. مجلس حازم الذي يضم أيضاً بعض (المخلوعين) الذين لم يستوعبوا بعد ماذا يعني أن تكون عضواً في مجلس إدارة نادي المريخ؟.. وكيف تتعامل مع أطياف مختلفة من البشر وتوجه مجهوداتهم كلها نحو فائدة النادي ومصالحه العليا، وبعد أن نبقى على بينة فيما يخص مجلس الإدارة ويكون للمريخ مجلس إدارة واحد وتتوقف كل القضايا في المحاكم وتعود القضية إلى داخل النادي بإمكاننا فتح ملف الإستاد وبناء الفريق..!
* المنطق والمصلحة العليا تفرض على الجميع التفكير بعقل يؤمن بأهمية الوحدة، وأن المريخ من حقه الإستفادة من كل أبناءه (حازم، سوداكال، جمال الوالي، التازي، محمد الياس محجوب، محمد الشيخ مدني وأسامه ونسي) وكل أعضاء مجالس الإدارات التي عملت معهم، بصيغة تعاون تتفق على ما يقبل الخلاف وعلى ما لا يقبل الخلافات من قضايا المريخ.. أما إذا انتظرنا أن يأتي (فرد) واحد ليحقق كل الأحلام ويبني لنا المريخ الذي نحلم به فسوف يطول الإنتظار..!
حواشي
* من الذي يضمن أن شركات الدعم السريع التي شرعت في صيانة الإستاد ستنجح في إنجاز هذا المشروع خلال شهرين؟
* هل هنالك اتفاق واضح بين ممثلي النادي وقيادة الدعم السريع، وهل شارك في تقييم هذا العمل هيئة استشارية هندسية لتلافي الأخطاء السابقة؟
* هل هنالك عضو من أعضاء مجلس المريخ الموقر غير الجكومي لديه أية اتصالات مع المسؤولين الحقيقيين واصحاب القرار في الدعم السريع؟
* طبعاً الإجابة من عندي بلا، حتى اللواء نور الدين عبدالوهاب الذي عرفته جماهير المريخ بأنه لواء في الدعم السريع لا يعرف ما يجري في هذا الملف الخطير..!
* هذا.. مع الأخذ في الإعتبار أننا بصدد العمل في منشأة ضخمة يرتادها مئات الآلاف من البشر، في لحظات تفاعل وهيجان.. فمن يتحمل نتيجة الخطأ إذا وقع لاقدر الله..!
* في السابق كنا نشفق على مجالس الإدارات التي تضم في عضويتها جهابذة راكزين في الفكر والمال، وننادي بتوسيع مواعين المشاركة بتفعيل دور اللجان المساعدة.. والآن ينقسم المجلس نفسه إلى كيمان ويقول الجكومي أنه قادر على تسيير النادي لوحده.. عجبي..!
* سمعت تسجيل فيديو للأخ آدم سوداكال يتحدث فيه عن برنامج عمله -كرئيس للمريخ طبعاً- وعن بناء إستاد ضخم بمواصفات عالمية، والتعاقد مع محترفين من العيار الثقيل و و و و.. هذا الرجل بحاجة لمن يوقظه من نومه العميق وأحلامه.. فقد تحرك القطار وتركه في هذه المحطة ليحلم.. ونسي أننا كنا نطالبه بما يتحدث عنه اليوم خلال خمس سنوات سابقة ولم يفعل..!
* سيأتي على حازم والجكومي أيضاً يوم مثل هذا.. يتحدثون فيه عن مشروعات كان بوسعهم انجازها في وقتها ولكنهما أهدرا الوقت في المشاحنات والمعاكسات.. ففاتهم قطار المريخ..!
* الجكومي لديه طاقات للصراعات لا تنضب، كثيراً ما نقض غزله بيديه، وهذا ما سيفعله في المريخ في الفترة القادمة..!
* قطار المريخ ماضٕ من تغيير إلى آخر، لا ينتظر أحداّ تطربه الهتافات وموشحات ومعلقات المدح والتطبيل.. فقد مضى عهد الشعر والشعراء..!