صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

العصر الحجري.. كروياً!

1٬126

كبد الحقيقة
د . مزمل أبو القاسم
العصر الحجري.. كروياً!

* شارفت الدورة الأولى للدوري الممتاز على نهايتها ولم نشهد فيها جديداً؛ سوى المزيد من السوء والتدهور الفني والانحطاط التنظيمي للمسابقة الكبيرة، لتتناسب مع واقع الاتحاد الذي رفع (التغيير) شعاراً له، وبالفعل.. حدث التغيير.. ولكن إلى الأسوأ!
* من تابعوا البث التلفزيوني لمباراة الأمس بين أهلي مروي والهلال ظنوا قطعاً أنهم يشاهدون مباراة من أرشيف كرة القدم في ثلاثينات القرن الماضي، ببث تلفزيوني موغل في التخلف، وصورة باهتة، وإخراج ضعيف، وأرضية ملعب مجردة من النجيل، تحتاج سحرة كي يتمكنوا من ترويض الكرة فيها!
* كان البث التلفزيوني متناسباً مع مستوى المباراة والملعب، إذ ظلت الكرة معلقة في الهواء وخارجة عن نطاق الشاشة في معظم أوقات المباراة، وبالطبع اضطر اللاعبون إلى التعامل معها بطريقة (ألفخ وألكع)؛ لأن الأرضية تزخر بالحفر، وتم تخطيطها (بالجير) في ما يبدو.
* لم يكن مستوى المباراة نشازاً عما يحدث في بقية مباريات المسابقة المسماة (بالممتاز) زوراً وبهتاناً وإفكا، لأن من يشاهد مستواها الفني المتدني والنهج المتخلف الذي يدير بها الحكام المباريات ويقف على التنظيم السيء للمسابقة بالتأجيلات المتكررة والتعديلات المستمرة لمواقيت المباريات سيعلم أنه بصدد بطولة لا تمت لما يحدث في عالم كرة القدم الاحترافية بأدنى صِلة!
* المثير للسخرية حقاً أن الاتحاد أعلن قبل أيام اعتزامه تطبيق تقنية (الفار) في هذه المسابقة المتخلفة.. ونسألهم عن أي (VAR) يتحدثون؟
* الفار قرين الجقر وأم سيسي.. أم الذي شاهدناه مطبقاً في مونديال قطر الأخير؟
* من يرددون ذلك الحديث غير المسئول لا يعرفون شيئاً عن المطلوبات الواجب توافرها لتطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد، ولا التقنيات المطلوبة كي يتمكن الحكم من مراجعة شاشة الفار!
* قناة (النيلتين) الرياضية التي تبث الدوري.. أو تبرع في تقطيع البث تفشل في نقل تسعين دقيقة مكتملة لأي لقاء، ويخفق مصوروها في إبقاء الكرة داخل إطار الشاشة في معظم أوقات المباريات، فكيف يتم تطبيق تقنية الفار بها؟
* أمس انقطع بث القناة في الحصة الثانية لمباراة أهلي مروي والهلال فكتبت القناة أن (الشارة انقطعت من المصدر).. فهل هناك مصدر آخر للبث بخلاف (النيلتين) الفاشلة في مهمتها بدرجة الامتياز؟
* الحقيقة نحن نعيش في القرون الوسطى كروياً، وأن أي حديث عن تطوير هذه المسابقة المتخلفة من دون الاجتهاد لترقيتها من الناحية التنظيمية وتأهيل بنياتها الأساسية المتدهورة وإصلاح حال ملاعبها ووضع معايير محددة للاستادات التي تستضيفها سيُصبِح حرثاً في البحر.
* الواقع المحزن للمسابقة الفاشلة يشير إلى ضعف قدرات وتواضع إمكانات من يديرونها، ونبشرهم بأن أندية الممتاز لن تستطيع أن تفي بمتطلبات البطولة المكلفة مادياً، بعد أن أقفرت إستاداتها من الجماهير، وافتقدت كل عوامل الجذب والإثارة والتميز، فهجرها المعلنون، وعافها الرعاة، ولولا أن الله قيض لها شركة أجنبية (لا نعلم هوية ملاكها وحقيقة دوافعها) لما وجد الدوري شركة وطنية ترعاه، بعد أن فرت منه شركة (سوداني) فرار الصحيح من الأجرب.
* يجب على الاتحاد أن يمارس شيئاً من الواقعية ليعيد النظر في الطريقة المتخلفة التي ينظم بها مسابقتي الدوري الممتاز والدوري التأهيلي، كي يضمن استمرارهما وتطورهما، لأن الواقع الحالي للمسابقتين ينذر باندثارهما في وقت قريب.
* ذكرنا مراراً وتكراراً أن تطوير المستوى الإداري والفني لا يتطلب إبداعاً ولا ابتكاراً بقدر ما يحتاج إلى تقليد ما يفعله الآخرون.
* يمكن لقادة الاتحاد ورئيس وأعضاء لجنة المسابقات أن يلجأوا إلى (العم قوقل)، ويبحثوا فيه عن الكيفية التي يتم بها تنظيم مسابقات الدوري في كل مكان، ويطبقوا ما يقرؤونه بلا زيادة أو نقصان.
* لا توجد صعوبة في تحديد معايير للملاعب التي تستضيف المسابقة الكروية الأولى في بلادنا، بالطريقة نفسها التي يطبقها الكاف في مسابقاته، عندما وضع مطلوبات ومعايير محددة، من يفشل في الوفاء بها يتم حرمانه من ملاعبه، ويفرض عليه أن ينظم مبارياته في ملاعب مجازة مسبقاً، حتى ولو أدى به الأمر أن يلعب خارج حدود بلاده.
* بالمثل.. يجب على كل ناد يرغب في اللعب على أرضه وبين أنصاره في الممتاز أن يوفر ملعباً مجازاً ومستوفياً للمعايير التي يضعها الاتحاد، وإذا فشل في توفيره يُلزم بأداء مبارياته في أي ملعب مستوفٍ للشروط.
* الدوري ينهجه الحالي لا يستحق أن ينال لقب (الممتاز)، بل لا يصح أن يسمى (الدوري المقبول).. (أو الراسب).. فيا عزيزي معتصم جعفر.. إما أن تحسنوا تنظيم البطولة أو أريحونا وأريحوا أنفسكم.. وفضوها سيرة!
آخر الحقائق
* تمكن المريخ من تجاوز فرقة الزومة بعد أن قدم واحدة من أجمل مبارياته في الدوري الحالي.
* النتيجة لا تعبر عن مستوى الزعيم في لقاء الأمس.
* وصل مرمى الخصم عشرات المرات وسدد بغزارة وكسب أكثر من عشر ركنيات ولم يسجل سوى هدف وحيد.
* المحصلة تدل على أن خط هجوم المريخ يشكل أضعف خطوط الفريق حالياً.
* وتشير إلى حاجة المريخ الماسة لدعم المقدمة بمهاجمين قناصين في فترة الانتقالات المقبلة.
* لعب المريخ في أرضية صلبة (دلجة شيخ الإستادات)، وأفلح في نقل الكرة بسلاسة.
* روعة الأداء سببها ارتفاع مهارة ثلاثي الوسط المكون من التاج يعقوب والتكت والكولومبي برايان.
* مهارة وخفة ورشاقة.. سيما من (الجان) التاج يعقوب ملك المتعة واللمسة الجميلة.
* أخضع لاعبو المريخ الكرة بالأرض وبرعوا في تمريرها من لمسة واحدة فعادت المتعة الغائبة.
* لا تطفيش ولا ركض بالكرة ولا إفراط في المراوغة.
* استعاد بيبو مستواه العالي وشكل جبهة نشطة في الناحية اليسرى مع الكولومبي الموهوب برايان.
* ما زال الجزولي يصر على اللعب بأنانية متناهية ويسدد من مسافات بعيدة وزوايا صعبة.
* أمًا النيجيري موسز فقد خرج كما دخل، وأستغرب للمطالبات المنادية باستمراره مع الفريق!
* المريخ بحاجة إلى مهاجم هداف بقدرات عالية.
* عاد كرشوم وعادت الطمأنينة والجدية والتغطية الجيدة والقراءة السليمة لحركة المهاجمين في الخط الخلفي للمريخ.
* أميز ما في المصطفى (بخلاف تغطيته الجيدة) قدراته العالية في صناعة اللعب من الخلف.
* اختفى الإرسال الطويل فشاهدنا مريخاً مقنعاً يلعب بطريقة السهل الممتنع.
* نقطة وشرطة.. باص وخانة.
* تاج وتكت وبرايان.. ولو عززهم ريكاردو بالتش لرقصت الصفوة في المدرجات طرباً.
* أحدث ريكاردو طفرة واضحة في أداء الزعيم.
* اكتسب اللاعبون لياقة عالية تمكنهم من أداء التسعين دقيقة بنفس واحد.
* تدريبات مكثفة.. تغذية جيدة.. معسكرات منضبطة.. حوافز ومستحقات مسددة في وقتها.. ووفرة في المواهب.
* المحصلة مريخ قوي يلعب كرة قدم ممتعة.
* آخر خبر: لو ارتفع خط الهجوم لمستوى الدفاع والوسط لتضاعفت الغلة.

قد يعجبك أيضا
2 تعليقات
  1. صلاح يقول

    واضح جدا أن سبب العذاب هو فوز الهلال سيد البلد على أهلي مروي 😆😆😆
    حلمبوش هو المستفيد الوحيد من تدهور بطولة الدوري الممتاز، سيما من ناحية التدهور في مستوي التحكيم المنحاز لحلمبوش، أما من ناحية صاج اللقيمات فحدث ولا حرج !!
    يلا تعالوا أنقلوا يا صبيان 😝😝😝

    1. ابومحمد يقول

      صــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد