واجه رئيس نادي الهلال أشرف سيد أحمد الكاردينال خلال الآونة الأخيرة، الكثير من المشكلات التي هدّدت استمراريته على سدة قيادة النادي الكبير ودفعته في وقتٍ سابقٍ لإعلان استقالته دُون تقديمها بصورة رسمية، حيث ابتعد الكاردينال عن رئاسة النادي، مُعلناً الاستقالة لعدة أشهر قبل أن يعود مؤخراً ويعدل عن رأية ويؤكد عودته لممارسة مهامه كرئيس للنادي.
ويواجه الكاردينال مُعارضة جماهيرية شرسة منذ فترة طويلة على خلفية السياسة التي يدير بها النادي، سيما في ملف الأجهزة الفنية وتعاقُدات اللاعبين الأجانب، إلى جانب تسجيلات المَحليين دُون إغفال الاستغناء المُثير للجدل عن العديد من العناصر المُؤثِّرة خلال حقبة رئاسته ومن بينهم مجموعة حَقّقَت نجاحاً لافتاً مع الغريم التقليدي المريخ على غرار بكري المدينة ومحمد عبد الرحمن.
ولا تقتصر المعارضة التي يواجهها رئيس الهلال الحالي على الجماهير فحسب، وإنما تشمل معارضة إدارية شرسة توسع نطاقها مؤخراً بانضمام تنظيم فجر الغد لركب المعارضة الذي يضم رؤساء سابقين للنادي وهي المعارضة التي ظلت تتحرّك في كل الاتجاهات وتطرق كل الأبواب لوضع حدٍّ لمسيرة الكاردينال في الهلال مع القيام بالعديد من الخطوات القانونية للطعن في أحقيته بالمنصب وهي المُعارضة التي صَمَدَ الكاردينال في مُواجهتها لعدة سنوات دون أن يعدل من سياساته أو الطريقة التي يدير بها النادي بصورة أدّت لتضخم قائمة الراغبين في رحيله عن الهلال.
وجاء خروج الفريق المبكر من الدور الأول لمسابقة محمد السادس للأندية العربية الأبطال على يد الوصل الإماراتي، ثم العقوبة المالية الكبيرة التي وقعت على النادي ليضع مزيداً من الضغط على رئيس الأزرق، ولم يهنأ الكاردينال كثيراً بعودة الهلال بعد غياب استمر لثلاثة أعوام لمرحلة المجموعات بدوري أبطال أفريقيا بما في هذه الخطوة من مكاسب وذلك بعد التدهور المُريع الذي حَدَثَ لنتائج الفريق في البطولة المحلية وتَحقيقه لرقم قياسي سلبي وهو التعثر في ثلاث مباريات مُتتالية والحصول على نقطة وحيدة من مجموع تسع نقاط مُمكنةٍ بصورةٍ وصلت بالغضب الجماهيري لأعلى درجاته، دون إغفال قضية إغلاق دار النادي على مدار أكثر من عامين وهي القضية التي حَصَلَ من خلالها الأعضاء على حُكمٍ يلزم مجلس الإدارة بفتح أبواب النادي أمام الأعضاء.
وجاءت العقوبات الأمريكية التي أعلنتها وزارة الخزانة الأمريكية عبر بيان رسمي أمس الأول على الكاردينال بسبب اتهامات بالفساد مع حكومة جنوب السودان والتي تشمل تجميد أصوله و5 من شركاته، لتوجِّه ضربة قوية معنوية ومالية للكاردينال بصورة تضيِّق الخناق عليه بشكل أكبر وأكثر وأخطر وتعقِّد من مهمّته في الاستمرار بإدارة النادي، سيما وأنّ العقوبات ونوعية القضايا التي أشارت الولايات المتحدة لتورُّطه بها من شأنها توسيع دائرة الجماهير الرافضة لاستمراريته وتقليل أعداد مُناصريه مع التّنويه لتأثيرها على الجانب المالي للكاردينال، في وقتٍ يحتاج فيه الفريق لصرف مالي عالٍ لمُجابهة استحقاق مرحلة المجموعات، سيما في ظل حاجة الأزرق المَاسّة للتدعيم بالخبرة الأجنبية سواء على صعيد الأجهزة الفنية أو اللاعبين.. لذا أشار كثيرون الى أنّ العقوبات الأمريكية ربما تكون بمثابة قاصمة الظهر لحقبة الكاردينال في الهلال وهي توقعات ستفصح الأيام القادمة عن مدى صحتها في ظل عدم إدلاء رئيس الهلال بأيِّ تصريح حول العقوبات الأمريكية بحقه.