هلال وظلال
عبد المنعم هلال
العلاقة بين المشجع والنادي بين الحب والواقع
ـ لطالما ارتبط المشجع بناديه المفضل بروابط عاطفية تتجاوز حدود المنطق فأصبح النادي أكثر من مجرد فريق بالنسبة له بل رمزاً للانتماء والتفاني ولكن ماذا يحدث عندما يصطدم هذا الحب بواقع النادي وقوانينه ..؟
ـ يجب أن يدرك المشجع أن حبه وانتماءه للنادي على الرغم من عظمته في قلبه لن يشفع له ليحصل على تقدير أو مكان في النادي فهو مجرد صوت يهتف من المدرجات دون مقابل وهنالك سياج من المطبلين والمنتفعين يلتف حول الإدارة واللاعبين من الصعب اختراقه من قبل المشجع المسكين.
ـ التعلق بالنادي شيء جميل لكن من المؤلم أن تدرك أن هذا الحب لا يعني الكثير بالنسبة للنادي ككيان مادي والنادي مثلما يظهر الواقع اليوم أصبح مؤسسة تهتم بالربح والشهرة أكثر من اهتمامها بمشاعر المشجعين وعلى الجانب الآخر يمكن أن تجد أن صديقك أو قريبك الذي ربما يشجع نادياً منافساً يفتح لك قلبه وبيته ويشاركك متعة الحديث عن الرياضة دون تعصب أعمى ومن هنا يجب علينا أن ندرك أهمية علاقاتنا ببعضنا البعض ونتجنب التعصب الذي قد يخسرنا أصدقاء وأقارب بسبب اختلافات بسيطة في ميول الأندية.
ـ السؤال الأعمق هل قدّمت لنا كرة القدم شيئاً أكبر من المتعة العابرة ..؟ وهل علمتنا أو ساهمت في تطويرنا بشكل جوهري..؟ للأسف لا تعالج كرة القدم الأمراض أو الفقر ولا تدافع عن المظلوم وهي عبارة عن عالم آخر تهيمن عليه المصالح المادية اللاعبون والاتحادات والأندية يمثلون مصالحهم الخاصة ولا ينظرون كثيراً إلى المشجعين إلا كأصوات داعمة تجلب لهم الشهرة وتفتح لهم أبواب المال والأمر أشبه بعالم التمثيل والممثلين حيث يقدم النجوم عروضاً جميلة ومؤثرة تمتع الجمهور لكنها في النهاية تصب في صالحهم بالشهرة والثراء، بينما يبقى المشجعين والمتفرجين تروساً تدور لدعم هذه الصناعة.
ـ إدارة النادي تتحمل مسؤولية كبيرة في تعزيز علاقة إيجابية مع المشجعين فهم يعدون شريان الحياة للفريق ولأداء دورها بكفاءة يجب أن تسعى لتحقيق عدة جوانب منها توفير الشفافية والمصداقية فمن واجب الإدارة أن تكون صريحة وشفافة في القرارات المتعلقة بالفريق سواء كانت متعلقة بالانتقالات أو النتائج أو حتى الأزمات المالية. الشفافية تعزز الثقة وتخلق رابطة قوية بين النادي
ـ الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية فمن الأدوار المهمة التي يجب أن تؤديها الإدارة هو دورها في خدمة المجتمع من خلال المبادرات الاجتماعية ودعم القضايا الإنسانية والمجتمعية يظهر النادي للمشجعين على أنه ليس مجرد فريق رياضي بل كيان يساهم في تحسين المجتمع.
ـ التواصل الفعال مع الجماهير والتواصل مع المشجعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفتح قنوات تفاعلية بينهم وبين الإدارة يجعلهم جزءاً من النادي ويمكن للإدارة الاستفادة من آراء واقتراحات المشجعين في بعض القرارات، مما يشعرهم بأهمية صوتهم وتأثيرهم.
ـ العلاقة بين المشجعين والإدارة يجب أن تكون قائمة على التعاون والتفهم بحيث يتواصل المشجعون مع الإدارة بشكل حضاري عند الرغبة في الاعتراض على قرارات معينة أو إبداء آرائهم بدلًا من الاعتماد على أساليب النقد الهدام.
ـ تحتاج علاقة إدارة النادي بالمشجع إلى توازن كبير فالإدارة تتحمل دوراً رئيسياً في تحسين جودة التجربة الرياضية للمشجعين بينما المشجع هو السند الحقيقي للفريق في نجاحاته وإخفاقاته.
ـ إذا أدركت الإدارة أهمية مشجعيها واحتياجاتهم وعملت على تلبيتها وإذا أدرك المشجع أن دعمه للفريق يتجاوز حدود الملعب فإن النادي سيشهد بيئة صحية تؤدي إلى استقرار ونجاح طويل الأمد.
ـ كرة القدم بلا شك تتيح متعة مشاهدة ومتابعة تجعل الجمهور يستمتع ببعض اللحظات البعيدة عن ضغوط الحياة اليومية ولكنها في الحقيقة تحولت إلى (بزنس) كبير وأصبحت تدار من قبل مافيا المال والإعلانات وما يحدث خلف الكواليس في الاتحادات الرياضية من صفقات وعقود سرية يجعلنا ندرك أن هذا العالم الذي نتابعه بشغف يخضع لحسابات اقتصادية بحتة وباتت الأندية والاتحادات ترى المشجع كوسيلة لجلب المال بينما هم يركزون على استثماراتهم وعقودهم الضخمة.
ـ يجب أن ندرك أن كرة القدم مجرد لعبة للمتعة والترويح وأن اللاعبين والإداريين يسعون خلف مصالحهم بينما نحن المشجعين نحرق دمنا ونبدد مالنا لذا يجب علينا أن نحكم صوت العقل ونشجع بتوازن دون عصبية لنحافظ على علاقتنا بأصدقائنا وعائلاتنا دون أن نخسرهم بسبب تعصب لا يعود علينا بشيء.