* صحيح أن تعادل الهلال بالفاشر جعل المريخ ينفرد بصدارة الترتيب بفارق نقطتين عن الغريم التقليدي قبل جولتين من نهاية النسخة الحالية من الممتاز، وصحيح أن تلك الوضعية جعلت الأحمر الأقرب للتتويج باللقب وهو أصلاً المرشح الأوفر حظاً من واقع أفضليته الفنية الواضحة على منافسه المباشر، ولكن..
* لا أفضلية النقاط الحالية ولا الأفضلية الفنية تعني أن المريخ توج باللقب الذي يحتاج من قبل كل القطاعات الحمراء لمواصلة العمل الجاد والتركيز في الجولات المتبقية حتى تأتي نهاية الموسم عبر بطولتي الممتاز والكأس كما يتمناها كل عاشق وكل محب للزعيم.
* قراءتي للجولات المتبقية ورؤيتي الشخصية تمضي باتجاه أن المريخ سيحسم لقب الممتاز قبل موقعة القمة التي ستكون (ودية) حال حقق الأحمر الفوز على الأهلي الخرطوم غداً وتعثر الهلال بالأربعاء أمام الخرطوم الوطني، لكن لا قراءتي تلك ولا توقعات أغلب أنصار المريخ تعني شيئاً لأن المطلوب من الجميع هو العمل على إنزال تلك التوقعات لأرض الواقع خاصة المتعلقة بالأحمر الذي ينبغي أن يضع النقاط الست المتبقية في الممتاز كهدف لا تنازل عنه بغض النظر عما تسفر عنه مباراة الهلال والوطني حتى يثبت المريخ أفضليته المطلقة ويؤكد أحقيته بسيادة الساحة المحلية.
* وحتى يتحقق الهدف المنشود، فالمطلوب تقليل الإطراء الزائد وإيقاف الاحتفالات بما قدمه الفريق في الجولات السابقة والتركيز على الجولات القادمة مع أهمية التعامل بالقطعة (مباراة بمباراة) بحيث يهتم الكل حالياً بلقاء الغد أمام الأهلي الخرطوم الذي يقام بإستاد الخرطوم حتى ينجح المريخ في تجاوزه ومن بعده التفكير في اللقاء التالي أمام الغريم التقليدي وبعدها فتح ملف مباراة نصف نهائي الكأس أمام الأهلي شندي وحال تجاوزها يمكن التفكير في نهائي الكأس.
* وحتى ينجح المريخ في الفوز في لقاء الغد، فإن كل يبقى مطالبا ًبنسيان المباريات الفائتة، وعدم الوقوف كثيراً عند تراجع نتائج الأهلي في النصف الثاني من الموسم واستصحاب عودة الأهلي للانتصارات من خلال مباراة مدني الأخيرة دون أن ننسى أن الأهلي فرض التعادل على الهلال وكان قريباً من الفوز عليه رغم أن الأهلي دخل يومها المواجهة وهو قادم من سلسلة هزائم متتالية ودون أن ننسى أن الأهلي في يوم من الأيام وتحديداً في العام 2011 حرم المريخ من إنهاء الدورة الأولي للممتاز بالعلامة الكاملة حينما هزمه في الجولة الأخيرة بهدف، وبالتالي فإن الرهان على وضعية الفريقين قبل اللقاء للتأكيد على فوز الأحمر لا يتناسب مع منطق كرة القدم التي تحتاج للتعامل معها باحترام وعدم التقليل من قدر أي منافس والتعامل بقاعدة واحدة فقط وهي أن الاجتهاد في الملعب وبذل الجهد والتحلي بالجدية اللازمة هي المقومات المطلوبة للتفوق لأن كل الفوارق الفنية يمكن أن تزول وتتلاشي متى ما قل احترام المنافس ومتى ما كانت درجة الجدية أقل والجهد المبذول غير كافياً ويكفي أن المريخ خسر في النسخة الحالية (ثمان نقاط) أمام الأندية التي تحتل الترتيب (13 و14 و15) وهو وضع يؤكد أن كرة القدم لا تنحاز إلا للفريق الأوفر عطاءً والأكثر جدية في الملعب بعيداً عن (فوارق الورق).
* الوصول للهدف المنشود يتطلب من مجلس الإدارة التركيز بشدة على الجولات المتبقية وبذل قصارى جهدهم لأجل توفير سبل النجاح وعدم السماح للمشاكل العالقة مثل شكاوي الفيفا للتأثير على اهتمامهم بفريق الكرة الذي يحتاج لاستقرار الرواتب والحوافز لتأمين الوضع المعنوي والذهني للاعبيه مع الإشارة إلى أن عناصر الفرقة الحمراء تبقى مطالبة في هذه الفترة بالذات بالتركيز على (الإنجاز) وعلى جعل ختام الموسم مسكاً يتناسب مع ما بذلوه من جهد في الموسم الحالي وعدم السماح لأي مؤثرات جانبية على غرار مشكلة متأخرات مثلاً أن تؤثر على تركيزهم في الجولات المتبقية وأن تسبب في ضياع المجهود الذي بذلوه على مدار موسم كامل وإدراك أن الحصاد المميز يتطلب تضحيات من الجميع وعمل من أجل إسعاد الجماهير الوفية سيما وأن حقوق اللاعبين تبقى محفوظة.
* الجهازين الفني والإداري يقومان بعمل رائع ويحسب لهما عزل الفريق تماماً عن كل ما يدور حوله والمحافظة على تركيزه في التحديات التي تنتظره وصناعة أجواء رائعة ومحفزة للإبداع والمؤكد أن محمد موسى والمعد البدني المظلوم من جانبنا كإعلام كوتش إيهاب إلى جانب مدير الكرة الخلوق والذي يعمل في صمت وبعيداً عن الأضواء أيمن عدار على قدر كبير من الثقة سيما وأنهم عملوا في ظروف صعبة خلال هذا الموسم وتحملوا الكثير من أجل الظفر بالألقاب وبالتالي من المؤكد أنهم سيواصلون عملهم بنفس الهمة حتى يحصدوا ثمار ما زرعوه من عمل.
* أما الجمهور، فلا أعتقد أنه بحاجة لتوصية ومن الرائع أنه عاد للمدرجات في توقيت مناسب للغاية تزامناً مع فترة الحصاد مانحاً الفرقة الحمراء قوة دفع إضافية، ومع تبقي جولتين فقط للممتاز، فإن المطلوب والمنتظر أن يرتفع الحضور أكثر ويصل لسعة ملعب الخرطوم كاملة في لقاء الغد وأن يرتفع مستوى التشجيع أكثر وأكثر مع الإشارة لأن جمهور المريخ برهن من خلال الجولات الأخيرة على عمق ارتباطه بالكيان ولم يسمح للأحداث التي تدور في الكوكب الأحمر بالتأثير على دوره سواء في حضور المباريات أو التشجيع بقوة على العكس تماماً من الإعلام الذي ظل يلعب دوراً سلبياً كان من شأنه إلحاق الضرر بالنادي لولا الوعي الكبير الذي أظهره الجمهور الذي لم يتوقف كثيراً عند ما يكتب في الصحف الحمراء ولم يسمح لنهجها الحالي بإثنائه عن واجبه ودوره وتركيزه مع تحديات الفريق.
* بالتوفيق للأحمر.