عمد مجلس المريخ علي ممارسة (الطناش) و اصطناع اللا مبالاة لكي يتمكن من تمرير مخرجات جمعيته العشوائية الأخيرة.
المجلس دخل في (وضع الصامت) تعضيداً للمفهوم الغريب حول الاستقلالية لدرجة سفه قرارات المفوضية الولائية و إزدراء توصية اللجنة القانونية التابعة للاتحاد العام.
شخصياً يتملكني الضحك كلما أتابع موقف المجلس من الجهات التي يفترض بها الاشراف علي الجمعيات العمومية و ينتابني الاشفاق علي حال المجلس الذي يظن أن بمقدوره الاشراف منفرداً علي عقد جمعية مخصصة لتعديل دستور نادي في حجم و مكانة المريخ.
تُري علي أي فكرٍ اهتدي المجلس حين فكرّ و قدر بأنه يصلُح ليكون الداعي لعقد الجمعية و المشرف عليها و المراقب الوحيد علي اجراءاتها؟!!
بأي تجربة اقتدي هذا المجلس حين قرر فجأةً أن لا حاجة له بمفوضية أو اتحاد و ضرب بخطابه الذي ابتعثه للمفوضية قبل شهور عرض الحائط؟!!
بأي فهم قرر المجلس (تطنيش) توصيات لجنة تابعة للاتحاد العام؟ و هنا يحلو الحديث مع الذين يتصايحون صبح مساء عن أن المفوضية جهة حكومية و أن المريخ يجب أن ينعتق عن هيمنة الحكومة.
نعم.. المفوضية جهة حكومية تتبع لوزارة الشباب و الرياضة.. و ما يلينا منها هو أن المريخ يتبع لها وفقاً لقانون الشباب و الرياضة الولائي (الساري حتي اليوم).
قلناها سلفاً و نكررها الآن.. المريخ تابع للمفوضية الولائية كجهة اشرافية.. و عقد جمعياته العمومية يجب أن يتم تحت اشرافها.. و بعد أن يتم تعديل النظام الاساسي فيمكن للمريخ أخيراً الانطلاق لساحات الحكم الذاتي عبر لجان يتم تكوينها من داخل الجمعية العمومية و ليس عبر اختيار مجلس يريد أن يمثل دور الحكم و الجلّاد في وقتٍ واحد.
المفوضية هي من أتت بهذا المجلس.. و هي من قبلت استقالة أمينه العام طارق المعتصم و نائب رئيسه قريش و نائب أمينه العام احمد مختار و مسئول المناشط معتصم مالك.
المفوضية هي نفسها التي تقدّم لها نفس المجلس الحالي بخطاب في مايو من العام الماضي طالباً منها (الإشراف و ليس المراقبة) لجمعيته العمومية!!
فهل جدّ قانون جديد ليغير المجلس أفكاره و قناعاته ١٨٠ درجة و يقرر بأنه يصلُح ليعقد جمعياته منفرداً و (يسوط و يجوط) في النظام العام بدون أن يجد من يقول له (تلت التلاتة كم)؟!!
بعض (الماسكين العصاية من النص) يظنون بأن لا ولاية للمفوضية علي المريخ و أن لا قوة لها أو قدرة علي فعل أي أمر أكثر من اخراج قرارات لا تساوي ثمن الحبر الذي تكتب به!!
و وسط سيل الفتاوي الذي اندلق في الفترة السابقة طبيعي أن يسري مثل هذا الفهم و يجد من يستخدمه في كل محفل و بفخرٍ كبير.
و لهؤلاء نقول بأن المفوضية هي التي تسّجل الأندية.. و أن تسجيل المريخ بيدها (منفردة) و أن بإستطاعتها ببساطة أن تلغي تسجيل نادي المريخ ليصبح علينا الصبح و لا نجد مريخاً نشجعه.
تلك الحقيقة المؤلمة هدية للذين يتضرعون بتحدي قرارات المفوضية.
و معلومة جديدة.. أو لنقل قديمة جديدة.. فالمريخ حتي بعد أن يعدل نظامه لا بدّ له من احترام المفوضية لأنها ستظل مالكة لصك تسجيله.. و هذا ما لا يقدر الاتحاد العام علي منحه له.. و لا تقدر الفيفا ذات نفسها بالتدخُل فيه.. إذ لا بدّ أن يتم تسجيل كل الأندية في مكاتب حكومية.
و نعود لأصل الموضوع.. و نكرّر الاستغراب في المجلس الذي ابتدع نظاماً أساسياً ثم دفع به للجنة القانونية تحت دعوي اجازته و بعد الاجازة أجري تعديلات جذرية علي عشرات المواد ثم (حلف بالتقطع رقبتو) أن لا يرجع النظام مرةً أخري للجنة القانونية لتنظر في تعديلاته و مدي تجاوزها للمواد الملزمة من عدمه و من ثم تعتمده!!
أيعقل أن تخيط ثوباً عند ترزي فترضخ له و هو يأخذ قياسك ثم تحمل الثوب بدون أن تجرب قياسه بعد أن أعمل فيه الرجل قطعاً و تعديلاً؟!!
من أين للجنة القانونية أن تعلم بأن مجلس المريخ لم يمس المواد الملزمة في كل الأنظمة؟
و كيف أجيز لك نسخة (مبدئية) و تحاول حرماني من الحق في اجازة النسخة النهائية؟!
بطبيعة الحال فهذه النقطة لن تفت علي فطنة القارئ اللّماح.. فمجلس المريخ منح اللجنة القانونية حقها بدايةً لأنه كان يحتاج لحماية الاتحاد من المفوضية.. و بعد ان قالت اللجنة القانونية أن المريخ يتبع للمفوضية و أن علي مجلس المريخ تأجيل عقد الجمعية حتي يجد جهةً تشرف عليها.. قرّر المجلس عدم الدفع بالنظام للجنة لأنه ان فعل ذلك فهذا يعني أنها الجهة التي تملك حق اجازة الانظمة و ذلك سيقوده للرضوخ لقرارها الأول الداعي لتعليق عقد الجمعية.
هذا هو حال المجلس للاسف الشديد.. و هذه هي المراوغات المضحكة التي اتبعها لتمرير جمعيته الهزلية بنظامها الاكثر هزلاً فهل سيصمت جمهور المريخ؟
*نبضات متفرقة*
غداً سيعقد مجلس ادارة الاتحاد العام اجتماعاً.. و كل ما نطلبه و يطلبه شعب المريخ الكبير.. هو عرض توصية اللجنة القانونية علي المجلس ليقرّر فيها و يقرّر في الطعون التي قدمها اعضاء الجمعية و حولتها اللجنة القانونية لمجلس الادارة ليبت فيها.
علي الامين العام للاتحاد أن يضع قضية المريخ بكل ملفاتها و طعونها و توصياتها أمام مجلس الادارة.. و ليس أمام مكتب شداد.
غداً سننتظر.. لنري ان كان مجلس ادارة الاتحاد العام سيؤيد هذه الكلفتة القبيحة و يمرر مخرجات جمعية تم عقدها بدون وجود أي جهة اشرافية أو مراقب محايد حتي.
ما يهمنا الان هو عرّض الملف علي مجلس الادارة و سماع حكمه.
لسنا أوصياء علي المفوضية الولائية و لا علي آلياتها في تنفيذ قراراتها.. مع كامل علمنا بأنها يُمكن أن تسحب تسجيل المريخ نهائياً.
من يتحدي المفوضية عليه أن يقف أمام جمهور المريخ و التأريخ حال تم سحب تسجيل المريخ و شطبه من الكشوفات.
ما نثق فيه الآن هو أن جمهور المريخ ـ الواعي و المدرك لخطورة تحدي المفوضية و القوانين العدلية في الاتحاد و لجانه ـ سيتحرك لحماية ناديه.
لا توجد جمعيات في كل العالم يتم فيها تصويت و حساب أصوات بدون وجود جهة مشرفة و محايدة.
جمعية المريخ السابقة عبارة عن مسرحية هزلية في مسرح الرجل الواحد.
علي جمهور المريخ الجهر بصوته لمنع هذه المسرحية السيئة الاخراج من الاكتمال.
و علي مجلس ادارة الاتحاد العام ردّ المريخ لطوع المفوضية حتي لا يعمّ العبث وسط أندية السودان كافة.
أوقفوا هذه الفوضي الخلاقة.. و ثبتوا القانون في دولةٍ تنسمت أخيراً دعاش الحرية و العدالة.