صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

 الفصل في أسرع شكوى… وقطار حلفا إكسبريس يصل قبل صافرة البداية!!

49

العمود الحر

عبدالعزيز المازري

الفصل في أسرع شكوى… وقطار حلفا إكسبريس يصل قبل صافرة البداية!!

 

في زمن تُحسم فيه الشكاوى أسرع من زمن المباراة نفسها، تُقدّم الشكوى ليلاً، ويُحكم فيها نهاراً، بينما يبقى الميدان ملعباً لمن هم خارج دائرة التأثير. اليوم، الهلال يواجه الأهلي مدنيفي مباراة تعكس حقيقة الدوري بين أرض الملعب ومكاتب الظل.
مباراة الهلال أمام أهلي مدني ليست مجرد مواجهة في جدول النخبة، بل اختبارٌ أخلاقي في بطولة تم تزييف صورتها، وتشويه نزاهتها، عبر فصول من العبث الإداري، وقوانين تُفصّل في جنح الليل. ومع ذلك، لا تزال هناك مساحات للكرامة محفوظة في أقدام فرق شريفة مثل سيد الإتيام، الذي خسر بشرف أمام المريخ وسط ظلم تحكيمي فاضح، لكنه كسب الاحترام لأنه لعب برجول.
الهلال يدخل هذه المباراة في لحظة حرجة، وسط ضجيج الفاكسات، وتخدير الصمت الإداري، وغياب الموقف الواضح تجاه فضيحة تتكشف فصولها كل يوم. فبينما ينشغل البعض بالتسجيلات وتكديس الأجانب، كانت لجنة المسابقات تحسم ثلاث نقاط وثلاثة أهداف للمريخ خلال ساعات من الشكوى، بلا تحقيق، بلا مستند مكتمل، بلا عقل. مجرد قرار يخرج من مطبخ “مولانا حلفا”، كأنما الدوري مسابقة داخلية لنادٍ واحد يُستثنى من الشروط، ويُعامل كفريق سيادة.
نفس اللاعب، نفس المخالفة، تم رفض الشكوى ضده مرتين أمام الزومة وهلال الفاشر، لكن بمجرد أن تغيّر الشاكي إلى المريخ، تبدّل القانون، وانحنت اللائحة، وتم تركيب القرار بخيوط حمراء على مقاس خاص. لم تعد الشكوى وسيلة للإنصاف، بل أداة للابتزاز، وسلاحًا جديدًا في يد نادٍ يحترف اللعب خارج الملعب.
اللجنة لا تخجل. تسابق الزمن في إصدار قرار مخالف لكل سوابقها، وتفتح ثغرة فاضحة في عدالة المنافسة. لاعب يشارك بلا بطاقة، بلا صورة، بلا تسجيل إلكتروني، ومع ذلك يتم مكافأة المريخ على غلطة إدارية من غيره، بل وتُغلق ملفات التوثيق، وتُسكت الأصوات، لأن المستفيد “خط أحمر”.
الاتحاد لم يعد هيئة تُدير اللعبة، بل تحوّل إلى صالة خدمات خاصة لفريق بعينه. اتحاد اللقيمات أعاد إنتاج نفسه على شكل لجنة سمكرة، فطور جماعي في منازل الإداريين، قرارات تُطبخ تحت الطاولة، والبطولات تُمرر عبر “الواتساب الرسمي”. تموت الشفافية أمام التسريبات، ويُستبدل الميدان بالمكتب، والعرق بالشكوى.
والهلال؟ متفرج.
لا بيان يُدين، ولا موقف يُعلن، ولا لجنة قانونية تتحرك.
الصمت في وجه الظلم صار مشاركة ضمنية في الجريمة.
ومشروع النادي الذي أعدم اللاعب الوطني، وأفنى ثلاثة مواسم في وهم المحترفين، يبدو أنه عاجز حتى عن الدفاع عن حقوقه، فضلاً عن حقوق البطولة.
واقع الكرة السودانية لم يعد يحتمل التجميل.
بطولات تُصنع خارج خطوط التماس، تُدار بلون القميص، وتُختم بتوقيع واحد:
*”مع التحية – للجنة حلفا وشركاه!”*
في هذا الدوري، الفريق الأقوى ليس من يسجل أهدافًا… بل من يعرف طريق اللجنة.
النتائج تُحسم بورقة شكوي، والمراكز تُحدّد بحجم الضغوط، والعدالة تلبس فانيلة حمراء، وتوزع الهدايا في صمت.
الهلال يواجه أهلي مدني… نعم،
لكن الخصم الحقيقي ليس في الميدان،
بل في الاتحاد، وفي صمته، وفي ضعفه أمام سطوة الأحمر الذي بات يختصر البطولة في معادلة مدهشة:
**”تسجيل ناقص + شكوى جاهزة = ثلاث نقاط بالفاكس!”**
**كلمات حرة:**
* المريخ تحوّل من نادٍ رياضي إلى “قسم قانوني متنقل”… يحمل الطابعة ويُسقط خصومه من الورق.
* في هذا الدوري، اللاعب الوطني يُحارب داخل الهلال، والمخالف يُكافأ داخل الاتحاد.
* ثلاث نقاط بالفاكس ليست بطولة… بل “هاتريك إداري” يُهدى للون المفضل.
* لجنة الانضباط باتت لجنة “الطبطبة وإرضاء الكبار”.
* الصمت الذي تمارسه الأندية ليس حكمة… بل خنوع سيُكتب في تاريخهم بالعار.
**من دفتر الصحافة:**
**الهلال يلاقي الأهلي مدني في ملعب الدامر.**
مباراة تلعب بالقدم والعرق والنية، لا بفاكسات منتصف الليل.
**المريخ يتجاوز مريخ الأبيض بقرار إداري.**
بطولة لم تُحسم في الملعب، بل في ورشة الاتحاد… والنتيجة: تهاني قبل المباراة القادمة.
**باريس يكتسح الريال 4/0 ويتأهل لمونديال الأندية.**
في أوروبا… من لا يُسجل، يخرج. لا لجان، لا سمكرة!
**فلوران يطلب مزمل لعزام… وأبو عاقلة يتألق في ليبيا.**
في الهلال: يحاربون اللاعب الوطني ويطردونه، ثم يتحسّرون عليه حين يُبدع بعيدًا!
**الهلال يواجه الأهلي مدني اليوم في ملعب الدامر.**
مباراة من العرق والنية الصافية… مش من بطاقات وقرارات بالليل!
**الأهلي مدني خسر من المريخ بهدف وسط ظلم تحكيمي واضح.**
خصم شريف، ومنافس محترم… لا يعرف طريق المكاتب، بل يلعب بالقدم والجهد.
**آخر كلمة حرة أخيرة:**
إذا استمر الاتحاد في تفصيل البطولات على مقاس فريق واحد…
وإذا صمتت بقية الأندية، خصوصًا الهلال، عن هذا العبث…
فسيأتي اليوم الذي يُسلم فيه درع الدوري عند باب الاتحاد… ومعه إيصال بشهادة زور!
في بلادنا، بطولة الدوري ما بيفوز بيها الفريق الأجدر…
بل الفريق الأسرع في تحميل نموذج الشكوى!
والأسرع في تسريب صورة الحارس بدون بطاقة!
*ساخر جداً*
المريخ؟
ماشي بسيستم واضح:
“إذا ما فزنا بالكورة، نكسب بالشكوي… والمكتب مكتبنا!”
الو
مولانا حلفا؟
رئيس لجنة المسابقات ولا مدير ورشة قانونية متنقلة؟
كل مرة تجي شكوى، يشيل المقص واللستك، ويفتح المادة 4 على طول،
يقيسها على اللون الأحمر، ولو لقاها ضيّقة، يوسّعها بـ”زر Enter” ويعلن:
“مبروك يا مريخ… 3/0 طازجة!”
يعني بالله؟
زول يلعب من التمهيدي، من فبراير، من أول دور…
ولمن المنافس يشتكي، يقوم الاتحاد يقول:
“الحارس دا ما في السيستم… لكن واضح كان لابس أحمر، فمعفي!”
أها نحنا دخلنا زمن جديد…
بطولة من ميدانين:
الميدان الأول: ملعب كوبر!
والميدان التاني: قسم الشكاوي في اتحاد “اللقيمات الرياضي”!
اضحك… بس ما تندهش:
المريخ ما فاز بالمباراة… فاز بـ”خطأ إداري من خصمو”!
ودي بقت عندهم فلسفة جديدة:
“لو فشلنا في الملعب… نفتش في دفتر الناس!”
اتحاد الكرة؟
عامل زي جهاز الرد الآلي، أول ما يسمع كلمة “المريخ”…
بيقول:
“جارٍ تحميل النتيجة…”
لجان الانضباط؟
ما فيها انضباط إلا في سطر التعريف!
حلفا؟
مفروض يدوهو لقب:
“رئيس قسم تزييت القوانين ولزّها على كيفنا!”
كلمات حاااااارة (ومرّة كمان!):
لو انت هلالابي؟
اشحن صبرك زي الرصيد… لأنو القوانين بتُشحن تلقائيًا للون الأحمر!
الدوري السوداني ماشي بنظام:
مريخ الشكاوي وفريق تهاني – اتحاد يُفصّل – حلفا يبارك – ومبروك قبل المباراة الجاية!
المريخ بيحاول يجيب كاس بالتسريب، وبطولة بالتأليف، وانتصار بالتصوير!
(آخر كاس نزل من اللابتوب مباشرة)
عندك دليل؟ مستند؟ صورة؟
طيّب… انت ما مريخابي؟
خلاص أبلع دليلك!
كل الفرق تلعب 90 دقيقة…
إلا المريخ، بيبدأ مباراته بعد النهاية، في مكتب “حلفا للاستئناف والتطريز”!
من دفتر الفوضى:
زول يشارك في 6 مباريات بدون بطاقة؟
دا ما حارس، دا ظل قانوني!
أو شبح بموافقة اللجان!
كل شكوى ضد المريخ تُرفض للوهلة الأولى…
لكن شكوى من المريخ؟
تُقبل حتى لو مكتوبة بقلم روج على منديل سفري!
وختامها:
ما دايرين لجنة، دايرين عدالة!
ترجع الدوري من الملعب للملعب،
ما من الحاسوب للقرار،
ولا من مزاج مولانا إلى سطر “تهاني محفوظة”!
ووو يبقي الوضع علي ماهو عليه!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد