الفلاح (تِعب) والهلال (كِسب).. !

افياء
ايمن كبوش
الفلاح (تِعب) والهلال (كِسب).. !

# في مباراة التشويق والاثارة والتحدي والصراع البدني الكبير.. حقق الهلال انتصارا غاليا على الفلاح عطبرة بهدفين مقابل هدف… بعد مباراة مثيرة بكل المقاييس قدم خلالها اصحاب الارض مستوى متميزا على مدار الشوطين… ولكنهم اصطدموا بخبرة الهلال التي انتصرت في النهاية.. عاد الفريق من عطبرة بالنقاط الثلاث مثلما وعد المدرب العام (خالد بخيت).. حيث راهن كثيرا على لاعبيه.. ولكن فريقه تعرض لتجربة صعبة ستكون خير زاد للمدير الفني الكونغولي في مشوار الدوري حتى يترك الغرور جانبا لكي يتعامل مع المباريات المقبلة باحترام… بدلا عن الخرمجة التي يمارسها في وضع التشكيل غير المتجانس في البداية ثم يأتي ليبحث عن التعديل مع اقتراب النهاية.. ولولا عدم خبرة لاعبي الفلاح لما خرج الهلال بالنقاط الثلاث.. ونحمد الله على نزول جارجو واجاجون ووليد الشعلة فقد اشعلوا المباراة وتسببوا في فك شفرة شباك العطبراوية.
# دخل الهلال المباراة بتشكيل ضم اربعة عناصر فقط من العناصر التي بدأت مباراة الامل… وهم ابوعشرين وامورو ونيانكي ووالي الدين بوغبا ومكابي.. بينما اقحم فلورانت اربعة عناصر اخرى شكل وجودها خطرا كبيرا على الهلال… وهم بانغا وعيسى رمضان وعبد الرؤوف وعيد مقدم… ولكن اهم ما يمكن ان يقال عن هذه المباراة التي شهدت تألق الحارس ابو عشرين… انها فضحت التنظيم الدفاعي للهلال الذي كانت منطقته الخلفية عبارة عن منطقة مستباحة تماما امام الخصم.. وذلك لعدم الوقفة الصحيحة.. وعدم التغطية السليمة والشرود الذهني التام.. ولعلها المرة الاولى التي يلعب فيها الهلال برباعي خط دفاع متفق عليه بانه في قمة الضعف.. ثم يأتي البديل (وضاح) ليتم (الطين بلة) فكاد ان يعدل النتيجة بهدف عكسي في شباك الهلال لولا تركيز ابوعشرين.
# كان بامكان الهلال ان يقتل المباراة منذ دقائقها العشر الاول.. بينما اراد ياسر مزمل غير ذلك باضاعته لفرصتين برعونة شديدة وهو في مواجهة حارس المرمى.. بالمقابل توفرت فرص عديدة لفريق الفلاح، منها الهدف الصحيح المنقوض، وركلة الجزاء المهدرة التي ارتكبها بوغبا بمعاونة (المتفرج) نيانكي.
# المباراة في مجملها كانت مثيرة وقوية وممتعة.. قدم الفلاح نفسه بشكل متميز عندما وضع الهلال تحت الضغط الشديد.. ساعده على ذلك الاستعداد البدني الجيد.. والهجوم المستمر من العمق والاطراف.. الا ان خبرة الهلال كانت هي صاحبة الحسم في اللقاء.. خاصة بعد ان تحرر الفريق الازرق من المتكاسلين بابعاد عبد الرؤوف صاحب الاداء المتراجع وعيد مقدم الذي لا يمكن ان يكون ابدا غير عيد مقدم الذي يرى فيه مدربه ما لا نراه.. ثم يُجلس جارجو بجانبه مع كل الحلول التي يمتلكها.
# اعود واقول ان الهلال كسب النقاط والتجربة معا.. ولكن كسب الفلاح كل الاحترام.. وان كان هذا الفريق الجاد يمتلك مهاجما غير الصادق شلش.. لعاش ابو عشرين كوابيس غير محتملة.. ولكن يظل الهلال حامل اللقب والفريق الاكثر حصولا على البطولة، فريق كبير وقادر على العودة في اي وقت من الاوقات، حتى وان ضمت تشكيلته مهاجما متواضعا مثل عيد مقدم، حيث يظل الامل في اهتزاز شباك الخصوم موجودا طالما انه سيخرج مستبدلا وسيحل بدلا عنه لاعب آخر يصنع الفارق ثم يمد لسانه لفلسفة ابنيجي.. آن الاوان ان يتخلص الهلال من الحمولة الزائدة.. آن الاوان ان تُفرز الكيمان يا فلوران