صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الفن والتحرش الواقع المعاش

458

البعد الاخر

صلاح الدين حميدة

الفن والتحرش الواقع المعاش

 

.من المعلوم لدى الجميع ان كل شى فى الحياة يورث وان الحياة مدرسة يتعلم فيها الانسان ماهو مفيد لكى تعم الفائدة ليستفيد الانسان من التطور والتقدم خاصة ان التقدم فى العالم يحدث بواسطة الفن لانه لغة يفهما الجميع السودان بلد غنى جدا بالثقافة والادب والفن ذلك لتعدد القبائل والاثنيات العرقية . .نحن شعب نعشق الفن ونعشق الفنان المبدع الذى يسطر لنا الكلمة واللحن والمفردة الجميلة . …

اثبت لنا ذلك الجيل السابق وجيل الرواد من الرعيل الأول من الفنانين والمبدعين كرومة وسرور وابو داؤد وعائشة الفلاتية ومتى الخير كانت لهم بصمة فنية واضحة وابداع متجدد لا حدود له حتى بعد رحيلهم مازالت ابداعهم موجود متوارثة بين الاجيال المتلاحقة ومازالو موجودين فى خاطر ووجدان الشعب الى يومنا هذا اذن ذلكم هو الفن هو الفن الذى يجعل منا امة وشعب يحترم بين شعوب العالم لان الفن هو لغة الشعوب .
قبل أن نلوم جمهور عايشة الجبل..
الظاهرة الكبرى هو الطفرة في الحياة الباذخة extravagant life ،في بلد لا يجد الناس فيه الخبز او الدواء..
ظاهرة ندى القلعة وعاشة الجبل لا يمكن فصلها عن ثقافة النظام السابق الذي كان قدم وجهاً ردئياً للفن والثقافة وأوى كل صوت نشاز ونشر ظاهرة (القونات)..
الجمهور الذي اعتدى على عاشة الجبل هو نفس الجمهور الذي كان يلقى عليها النقود وجعلها مثل (القرد) في حديقة الحيوانات..وبذلك لن نخوض في النتائج قبل معرفة الاسباب
اذا أردنا ان نلوم أحداً علينا أن نلوم من اوصلنا لهذا الطريق وجعل (القونة ) نمط للحياة وواجهة للمجتمع.. عندما ترتفع قامة (القونة) في المجتمع وتنخفض قيمة الاستاذ الجامعي او الطبيب..

وانحرف هذا الفن الهابط ليمجد قائد الدعم السريع او برهان، اي انه انتقال من مربع الي آخر، فورث عسكر اليوم تركة نظام البشير..
والصورة الغريبة انها حرصت على إنقاذ سيارتها النيسان الجديدة اكثر من حرصها على إنقاذ حياتها.. يحدث بسبب الفن والثقافة..

. منذ يومين وانا في نقاشات مع أفكار مختلفة من الناس حول موضوع فيديو التحرش ب ( عشة الجبل)..
المجتمع فئات بلاشك وتتفاوت الحساسية تجاه قضايا النوع فيها.. المطربة عشة وغيرها من ذات الفئة هي نتاج لعمق ترسبات التناقض في مجتمعنا الرافض للاعتراف بوجود ازدواجية الشخصية لدى معظم الأفراد..

يناهض بعضنا التحرش ويرفض المبتذل من الغناء والتصرفات ولكنه يتلذذ بها ويستمتع بممارستها في الخفاء.. وهذا هو محور الصراع المجتمعي ما بين محتوى الشخصية وحقيقة ما يجب أن تكون عليه.. قصدت بهذه المقدمة أن أشير إلى أن ( القونات) وغيرهن من الظواهر هي نتاج فعلى لتركيبتنا النفسية.. وربما لاتستغرب الفنانة أن تتعرض لتحرش بحكم ان مقتضيات عملها وجمهورها الذي يهدي بعضه سيارات غالية الثمن وقعدات الجبنة وموسيقى الإنتشاء كلها في دائرة واحدة تشكل لدى المثقفين قضية تحتاج لعلاج لأسبابها المتمثلة في أوضاع اقتصادية واجتماعية سيئة..
.
عشه الجبل على طول بتتحرش لفظيا بالفنانات الزيها ويتبادلن المغارز بالعربات والمال والجمال وغيرها .. بكتبن شعر خصيصا عشان فنانة تانية وبقت حفلاتهن عبارة عن معارك لفظية وردود.. وتلقى قبول كبير في المجتمع.. فبقينا ماعارفين منو بتحرش بمنو ومنو الفاعل ومنو المفعول به واختلط الحابل بالنابل .. هناك (سفاهات في المجتمع) قابلتها (تفاهات من المجتمع) وكلاهما يحتاج لتوعية عامة ربما..

ختاما .
الشينة منكورة مثل سودانى معروف يضرب عندما تحدث واقعة معينة كالتى. حدثت مع القونه عشة الجبل ولكن مثل هذا التصرف غير مقبول وهو مرفوض نحن مجتمع شرقى محافظ لديه منهج السريعة والدين الاسلامى لذلك نمنع مثل هذه التصرفات .. ونحترم الاشياء الجميلة .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد