خارطة الطريق
ناصر بابكر
* أسوأ ما أفرزته الأزمة الحالية التي يعيشها المريخ، أنها كشفت أن قطاع كبيراً من أنصاره لا يفرقون بين (المجلس) و(الكيان)، ويتعاملون مع إدارة النادي وكأنها (الكيان نفسه)، لذا لم يعد هنالك صوت يعلو في كل المجالس الحمراء من صحف ومواقع تواصل اجتماعي وفي الملعب نفسه فوق صوت (الأزمة الإدارية).. وبما أن هنالك شبه إجماع على سوء أداء المجلس المنتخب حتى اللحظة، وعلى ارتكابه للكثير من الأخطاء الكبيرة في ملفات مهمة، فإن التركيز على تناول تلك الأخطاء بصورة يومية مع لغة حادة في توجيه الانتقادات والتعامل مع الإدارة وكأنها عدو، صنع أجواء صعبة ومناخ غير صحي تماماً بصورة انعكست سلباً على فريق كرة القدم سواء من ناحية الأداء أو النتائج وهو وضع نتحمله جميعاً ولا يتحمله المجلس فقط.
* فالأزمة الإدارية نفسها صناعة خالصة من البيت المريخي، بدءاً من تجاهل الإدارات والإعلام والجماهير للعضوية، مروراً بطريقة التعاطي مع المجالس السابقة مثل المجلس الذي عرف بمجلس (التقشف) ولجنة ونسي التي أدت لعزوف الكثيرين عن التقدم للعمل في النادي، إلى جانب القبول الدائم وتحت أي ظرف للجان التسيير في ظل سياسة البحث عن الحلول السهلة والتي تعد أشبه بـ(المسكنات) عوضاً عن البحث عن حلول جذرية للمشكلات، وهو نهج سمح للدولة بالتدخل مراراً وتكراراً في المريخ حتى بات النادي وكأنه مؤسسة من مؤسسات الدولة ومحل صراع سياسي حزبي في وضع يمثل إدانة لكل مريخي ووصمة عار للجميع.
* المشكلة أن المجتمع المريخي نفسه لن يمثل بأي حال من الأحوال جزءاً من حل الأزمة، لأن الشاهد حالياً أن هنالك فئة كبيرة جندت نفسها فقط للهجوم على المجلس وجعلت شغلها الشاغر هو السخرية من إدارة النادي سواء عبر الصحف أو وسائل التواصل، مع الإشارة لأن المجلس حال غادر فإما سيغادر بأمر (الدولة) وهو أمر يمكن أن يترتب عليه نتائج كارثية للكرة السودانية ويقودها مجددا لنفق التجميد المظلم، أو من تلقاء نفسه بعد أن يثبت الديمقراطية ومن ثم يقر بعجزه عن تسيير شئون النادي، والأسوأ، أن المجتمع المريخي لن يكون له دور في اختيار البديل لأن (الدولة) وعبر وزير الشباب والرياضة هي من تختار لجنة التسيير، التي يمكن أن تصيب نجاحاً بيد انه سيكون حلاً مؤقتاً، ويمكن أن تفشل لتتواصل المعاناة وتتعمق أكثر.
* لذا، فإن المشهد المريخي بصورة عامة يمثل إدانة لكل مجتمع المريخ ولقطاعاته المختلفة، والصورة العامة أسوأ ألف مرة من قصرها على سوء أداء المجلس المنتخب، وما لم نقر ونعترف أننا جميعاً شركاء فيما وصل إليه حال النادي الكبير، فلن يكون لنا دور في التصحيح لأن التصحيح يبدأ من الاعتراف بالخطأ والتقصير.
* وحال اتفق البعض مع الرؤية أعلاه، ورأوا أن الكل شركاء فعلاً في ما يعيشه المريخ اليوم، فيبقى حق النادي الكبير علينا أن نعمل على تصحيح ما ارتكبناه من أخطاء عبر مسارين الأول لتوفير حل مستقبلي وجذري لمشاكل النادي الإدارية من خلال التركيز على اكتساب العضوية عبر طرق أعلامي مكثف من الصحف وكتاب الرأي وحملات إسفيرية واسعة، وتستمر طويلاً حتى تتناسب العضوية، كماً وكيفاً مع جماهيرية وشعبية المريخ، وهو الخيار والطريق الوحيد الذي يضمن للمريخ مستقبلاً أفضل وأكثر أمناً واستقراراً من الناحية الإدارية.
* أما المسار الثاني، والمتعلق بالحل الآني، فبرأيي يتمثل في الفصل والتفريق بين (المجلس) و(الكيان)، وحتى لو اتفق الكل على أن المجلس أقل بكثير من إدارة نادي بحجم المريخ، فإن المريخ نفسه وبغض النظر عن قدرات مجلسه ومن يتواجد في إدارته يبقي نادياً كبيراً وعظيماً ومن المفترض أن يكون مؤهلاً للتفوق على كل الأندية المحلية مهما كان حاله الإداري، وحتى ينجح المريخ في هذا الأمر من واجبنا جميعاً الالتفاف بصورة دائمة ومستمرة خلف فريق كرة القدم ودعمه وتشجيعه حتى نوفر له مناخ جيد أو حتى مقبول لأداء مبارياته وممارسة نشاطه دون تقليل من قيمة (الفريق) بسبب الرأي السالب في (المجلس)، وإن كان رأينا أن المجلس ضعيف وسلبي، فإن مسئولية بقية القطاعات وقتها من إعلام وجمهور وأقطاب ورموز ينبغي أن تتضاعف للعب دور إيجابي يحافظ على تميز المريخ وعلى قوته وهيبته وعلى قدرته علي المنافسة على البطولات المحلية.
* وحديثي عن (البطولات المحلية)، لقناعتي أن التنافس الخارجي يبقي مستحيل وغير وارد متى كان من يتولي إدارة النادي عاجزاً عن توفير ظروف تنافسية جيدة للفريق لأن كل الأندية الخارجية تمتلك مقومات التقدم في المنافسات، لكن الوضع يبقي مختلفاً كلياً حينما نتحدث عن (الأندية المحلية).. إذ لا أقبل شخصياً ولا أستطيع أن أهضم فكرة أن المريخ لا يستطيع التفوق على أندية الممتاز والمنافسة بقوة على الظفر باللقب لأن مجلسه سيئ أو حتى الأسوأ في التاريخ لسبب بسيط هو قناعتي أن الفرق بين المريخ وتلك الأندية أكبر بكثير من مجرد مجلس.
* غير أن المشكلة أن بعض الطرح الذي تتابعه في الصحف والأسافير يشير لأن فئة ليست قليلة تتعامل وكأن الفرق بين المريخ ومريخ الفاشر مثلاً أو أهلي عطبرة أو ود هاشم سنار أو غيرها من الأندية المحلية هو (مجلس فقط)، وبالتالي حال كان المجلس مؤهلاً ويؤدي عمله بشكل جيد فإن المريخ سيكون قادراً على التفوق على تلك الأندية، وحال كان حال المجلس مغايراً مثلما يحدث حالياً فإن المريخ لن يكون قادراً على المنافسة وسيتراجع طموحه للبقاء وهو طرح يقزم المريخ للحد البعيد ويصوره وكأنه نادي صغير لا فرق بينه وبين بقية أندية الممتاز سوي (المجلس).
* لكن حتى لو قبلنا تلك الفرضية المرفوضة من وجهة نظري، فهل يرأس الأهلي الخرطوم فلورينتينو بيريز ويرأس الأهلي عطبرة بارتوميو ليكون سبب تفوقهم على المريخ سببه (سوء المجلس فقط؟).. وهل أقامت تلك الأندية معسكراتها قبل بداية الموسم خارج السودان وتبارت مع أقوي الأندية؟ وهل تعسكر تلك الفرق في كورنثيا والسلام روتانا؟ وهل يتقاضي لاعبوها عشرات الملايين شهريا وحوافز ضخمة على الانتصارات ينالونها بانتظام؟ وهل يتبعون برنامج غذائي علمي طوال الموسم؟ وهل يشرف على تدريب تلك الفرق بيب غوارديولا وفالفيردي وزيدان؟.
* قناعتي أن المريخ وفي أسوأ مراحل تاريخه لا يمكن أن يتساوي ويوضع في مرتبة واحدة مع الأندية المحلية، وحال كان مجلس الأحمر الأسوأ في التاريخ، فأين هو الإعلام؟ وأين هو الجمهور؟ وأين هم رموز وأقطاب النادي؟ وما هو دور الجميع لتقليل مخاطر سوء المجلس؟ وما هو دور الجميع للمحافظة على عوامل تفوق النادي الكبير على منافسيه المحليين؟ .. قناعتي أن اليوم الذي تتساوي فيه حظوظ المريخ في الفوز بأي مباراة محلية بالنادي المنافس فهو اليوم الذي ينبغي أن ننعى فيه أنفسنا وننعى فيه الإعلام المريخي والجماهير المريخية قبل أن ننعى الإدارة لأن الفرق بين المريخ وبقية الأندية المحلية أكبر ألف مرة من مجرد مجلس.
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app