تأمُلات
كمال الهِدي
الكورونا ليست مزحة
. أبتدر هذا المقال بالتأكيد على أن الدكتور أكرم أحد أكثر وزراء حكومة الثورة احتراماً عندي بسبب ما رأيناه منه من عمل جاد منذ لحظة توليه منصبه.
. قصدت أن أبدأ بذلك حتى لا يتوهم البعض أننا نظلمه بما ستطالعونه في متن المقال.
. ولكونه أحد ثلاثة وزراء ثوريين حقيقة كان لابد من التأكيد على هذه الجزئية.
. وما يجب أن يفهمه الجميع حكومة وشعباً و(عساكر) أن هذا الوباء الذي ضرب العالم ليس مزحة.
. الكورونا هزت كل أرجاء هذه المعمورة، ومن الظلم أن نتناولها في هذا السودان الشاسع كأمر يخص وزارة الصحة وحدها.
. ففي كل بلدان العالم يتم التعامل معها كقضية وطنية تتطلب تضافر جميع الجهود الجادة من أجل محاصرتها.
. إلا أننا في السودان ما زلنا نتعامل مع هذا الفيروس اللئيم بكثير من الاستهتار على المستويين الحكومي والشعبي.
. بالنسبة للحكومة فلا تكفي العبارات المنمقة التي يتحفنا بها رئيس الوزراء. ولا التصريحات المتكررة عن الإستعداد الجيد لمحاصرة الفيروس، بينما نرى على أرض الواقع شيئاً مغايراً.
. ما سمعناه بالأمس من عضو مجلس السيادة الأستاذة عائشة لم يعكس شيئاً مما ردده دكتور حمدوك في خطابه.
. وقد كان مخجلاً جداً أن تدعو عضو مجلس السيادة الشعب للجود بالموجود من أجل إغاثة بضع مئات من العائدين.
. وماذا طلبت عائشة!
. سندوتشات ومياه وعصائر كعون سريع من المواطنين!
. خجلت لحظتها لحكومتنا، وظننت أنني أستمع لسكرتير فريق بإحدى الروابط، أو ثائر يتحدث من أمام القيادة عند بدء الاعتصام.
. أيعقل أن تتعامل الحكومة مع أمر جلل كالذي نحن بصدده بهذا الشكل!!
. إن فشلتم في توفير أربعمائة وجبة مع مياهها وعصائرها، كيف نتوقع منكم تحقيق الأهداف الكبيرة يا أعضاء حكومة ثورتنا!!
. ثم كيف تقول عائشة أن كل دعم مطلوب الآن وإلى حين وصول الأطقم الصحية وكأنهم قد تفاجأوا بالعائدين، أو أن العائدين نزلوا هكذا من السماء دون سابق إنذار!!
. ألا يعطي ذلك الإنطباع بأن الحكومة تتعامل مع الكورونا وكأنها مزحة!!
. لماذا لم تعدوا أنفسكم جيداً وتوفروا كل شيء قبل وصول بصات العالقين!
. وبالنظر لخطورة الفيروس ما كان مقبولاً أن تستقبلوا تلك الجموع قبل وصول الكادر الصحي المدرب للتعامل معهم، سيما أننا نعلم جميعاً درجة استهتار مواطننا وتعامله البسيط مع مثل هذه الأمور.