اللهم انصر الكرة السودانية

افياء

أيمن كبوش

اللهم انصر الكرة السودانية

# قلت له: من نعم الله الكثيرة علينا.. ان الشعب السوداني، او اغلبه، مازال يثق في فريقي الهلال والمريخ ويرى فيهما مصدر سعادة وفرح في زمن قلّ فيه الفرح.. مازال العشم كبيرا في الأزرق والأحمر.. رغم وجود مغريات كثيرة في الحياة يمكن ان تذهب بهذه الجماهير المليونية بعيداً عن دائرة الاهتمام بالهلال.. والمريخ.. لأننا في زمان اقتربت فيه الأساطير لدرجة أننا نشاهد ميسي ورونالدو على الشاشة الصغيرة، ولكن لان الحب احياناً كثيرة لا يعترف بالاسباب الموضوعية، والواقعية، نجد هناك من يفضّل متابعة نصر الدين الشغيل وبوي وصلاح نمر على متابعة ليونيل وكريستيانو، حيث يضع هذا الشعب الهلال والمريخ كخيار اول في الانحياز والتعصب وحتى القتال بالايدي، ولكن كل هذه السطوة الملحوظة والمعروفة والتي تدعونا للقول بأن الهلال والمريخ، هما اكبر حزبين في البلد، لا يعفينا هذا من الاعتراف بأن صولجان القمة وشغف الناس بهما بات في تراجع وتدهور، ونحاول دائما ان نكمل فجوته او نصرف الانظار عنه من خلال الصراع والصراخ والاصرار على ان تكون هذه الساحرة الجميلة… خارج ارض الملعب، غلبتنا الدقائق التسعين فنقلنا المنافسة الى مكاتب المسئولين وطاولات الشكاوي وجلسات (الخرخرة) والصحافة الرياضية، نسينا تماماً عمليات وضع الخطط وايجاد رؤية لمستقبلنا ففشنا فشلاً كبيراً، في اقناع الاجيال الجديدة بأن الهلال والمريخ هما قمة الكرة السودانية، لذلك ليست هناك مفاجأة في ان تتناسل المقاهى ويتمنع كرت البي ان وجميع القنوات التي تهتم بشئون الكرة العالمية.. لان ما تقدمه هذه الجهات تقدمه على سبيل الرفاهية، اما ما تقدمه الصحف الرياضية فهو انعكاس طبيعي لما يجري في الملعب.. هلال.. مريخ هي غُمة الكرة السودانية وغُصتها وعكها الذي لن ينتهي، وهي كذلك القمة والمتعة والدهشة والمعايشة والأغلبية الناطقة.. كل هذا التناقض الذي يمشي في الساحات، تصنعه ثنائية الهلال والمريخ، افراحهما واحزانهما.. انتصاراتهما وخيباتهم.. لذلك سيظل هذا الحب مركوزا.. راسخا فينا كما الوطن والناس والأشياء.

# يواجه الهلال، الاشانتي، اليوم الأربعاء، في قلب أكرا الغانية، ويستضيف المريخ انيمبا “التكارير” على أرض النيل والحنين والوعد الجميل.. لا نملك غير الأمنيات ولا نملك غير الدعاء.. اللهم انصر الكرة السودانية.

فيء اخير

# في غانا.. الجنرال “يجقلب” والشكر ل”الطاهر سياج”..