المؤسسية الغائبة عن مجلس المريخ

كورة سودانية – حافظ محمد أحمد

لم يستهلك مجلس المريخ وقتا طويلا، وبعد فترة قصيرة، نشبت صراعات جانبية، كان السبب الأساسي فيها انفراد الرئيس أيمن مبارك ونائبه أسامه عبد الجليل بالقرار مع تغييب متعمد لبقية الأعضاء.

أيمن مبارك الذي أعلن في بداية فترته، أنه يؤمن بالديمقراطية، والشراكة في القرار غير أنه لم يمضي وقتا ليضرب بشعاراته عرض الحائط، ويقرب إليع صديقه المفضال أسامه عبد الجليل ليستأثرا بالقرار وحدهما،، دون حتى الرجوع لأعضاء المجلس لاخطارهما بما اتخذت من قرارات، في تهميش ضار، يتسبب في جفوة ويخلق حساسيات بلا داع.

بعض الأعضاء أظهروا تذمرا واضحا من تغييبهم وتهميشهم، ومعرفتهم ببعض القرارت على صفحات الصحف أو في المواقع الإلكترونية المختلفة، بعضهم اعترض على اختيار ريكاردو لأربعة لاعبين من جنسية واحدة، وأكد في اجتماع المجلس أن الأمر ينطوى على خطر داهم، ذلك أن رحيل البرازيلي يعني رحيل 4 لاعبين دفعة واحدة، معه.

بعض الأعضاء علموا باختيار ملعب شهداء بنينا على صفحات الصحف والمواقع، ذلك أن الملعب المذكور كان خيارا فقط، تم تداوله في واحد من اجتماعين عقدهما المجلس، غير أن أيمن وأسامه عبد الجليل وقعا في شرك أسامه عطا المنان، الذي كان واثقا من موافقة الهلال، واستغل ضعف أسامه عبد الجليل وحداثة عهد أبجيبين بكرة القدم وإدارتها، فتلاعب بهم، حتى قبل ساعتين من المهلة التي حددها كاف لاختيار الملعب، بحسب مصادر موثوقة، فاجبر أيمن واسامه على خيار الساعات الٱخيرة، بعد أن وصلت الموافقة من الاتحاد الليبي خلال ساعة واحدة بعد أن داهم الوقت مجلس الإدارة ودخل في سباق مع الزمن، ليكون اختيار ملعب بنينا الاختيار الأسوأ الذي قد يدفع فريق الكرة ثمنه باهظا.

بعض الأعضاء لم يكونوا على علم بسفر وفد المقدمة إلى ليبيا للترتيب لوصول البعثة، بعد أن اخطر أيمن موفداه بالسفر دون العودة إلى مجلسه، كما أن سفر المدير التنفيذي بنفسه وهو يحتل منصبا يفترض أنه رفيع في النادي للترتيب والإعداد للبعثة أمر يخالف المنطق، وهى مهمة يمكن أن ينجزها أيا من أفراد المكتب التنفيذي لا أن يغادر إليها مدير المكتب بنفسه، بينما ليس من اختصاص منسق اعلامي بالنادي السفر للترتيب للبعثة، وهو الذي عجز عن إنجاز مهمته الأساسية، وما انفراد أحد المواقع الإلكترونية بتشكيلة الفريق في مباراته أمام الترجي التونسي، إلا دليل دامغ، فالمكتب الإعلامي هو أقرب وسيلة إعلامية لمجلس الإدارة، وظهور التشكيلة في المواقع الإلكترونية وغيرها قبل نزولها في الموقع الرسمي، يكشف عن خلل واضح وتقصير شديد، لا يمكن أن يحدث في أي مؤسسة تنصنف أنها كبيرة، إذ أن الأساس أن المواقع والصحف تستقي أخبارها من المواقع الرسمية للأندية وليس العكس، بينما كان خبر انفراد أحد المواقع بالتشكيلة وظهورها بعد ذلك في الموقع الرسمي للنادي يوحى وكأن مصدر الاخبار المواقع الإلكترونية، فضلا عن أن الموقع الرسمي ذاته لا يحوى مفيدا وليس هناك تميز فيه سوى الصور، فمصور المكتب يعد أفضل من يعمل به،

البعض يتحدث عن استئثار أيمن واسامة بالقرار، وميلهما للترضيات، وقيادة الشلليات، ما يؤكد أن المؤسسية غائبة تماما عن المجلس، الأمر الذي يشير لخطر داهم قادم،
الإجتماعات لا مكان لها في مجلس المريخ، وكان الإجتماع الأول تعريفي، بينما كان الثاني للترتيب فقط، بعدها تم تغييب أعضاء المجلس، وفقا لمصدر موثوق من داخل مجلس إدارة النادي.

وهو أمر مثبت، ومؤكد، وآفة كل المجالس التي انهارت كان الصراع الإداري، وفعليا بدأت الخلافات والصراعات تتمدد داخل مجلس المريخ، الذي لم يمضى على ظهوره النور سوى شهر وبضعة أيام.
المؤسسية تمثل أساسا لأي مجلس إدارة، والإنفراد بالقرار يتسبب في الصراعات، والصراعات تقود لإنهيار المجلس وتصدعه، وتضعف فريق الكرة، وتلحق به أضرارا بالغة على نحو ما حدث خلال فترة ٱدم سودكال ومن بعده حازم مصطفى، وحاليا يكرس أيمن مبارك واسامة عبد الجليل لظاهرة جديدة، تتمثل في الشلليات،وتتحكم الصداقات في مفاصل المجلس، ليكون معرضا لخطر الإنهيار، أو قد يؤدي لتراجع مريع لفريق الكرة، وهو ما حدث فعليا إذ أن اختيار ريكاردو لتدريب فريق الكرة يمثل أحد أسوأ القرارات، وما كان ليحدث إن كان المجلس قد اهتم بتكوين لجنة فنية لاختيار المدرب، فقطعاً لن يقع اختيارها على البرازيلي الذي شاهد الجميع كيف تسبب في هزيمة الفريق أمام الترجي بأخطأ ساذجة وبدائية.