المخرج الفاتح البدوى: اسماء في حياتنا هو شيخ البرامج التوثيقية في الفضائيات وقدم لى الكثير..
( )
وضع بصمته على عدد كبير من البرامج بالتلفزيون القومي تجربة جذرتها
الخبرة وعمق الرؤية هو شيخ المخرجين ويعتبر من رواد التجربة الاخراجية
على شاشاتنا السودانية المخرج الفاتح البدوى قاد ركب برنامج (اسماء في
حياتنا) لثلاث مراحل ,مرحلة اولى ثم مرحلة ثانية ثم مرحلة ثالثة من العام
1999 والى اليوم لخمسة عشر عاما متصلة مع المعد والمقدم الدكتور عمر
الجزلى فشكلا ثنائية وثقت للتجربة الحياتية السودانية بماء الذهب لتحفظ
ذاكرة سردية لاجيال ستاتى يوما باحثة عن تاريخ الامة السودانية وعن ملامح
شخصياتها ونجومها ,قلبوا الاوراق مع عدد من الشخصيات ابرزهم المك يوسف
حسن عدلان وفيليب غبوش , جوزيف لاقو ,دكتور كامل ادريس,عبد المحمود عبد
الحليم ,حسن ابو سبيب ,.حواء الطقطاقة ,نفيسة المليك,نفيسة احمد
الامين,فاطمة احمد ابراهيم ,شريف التهامي,عبد الرحمن الجعلي ,عبد الكريم
الكابلي ,على عبدالله يعقوب اضافة لشخصيات عربية من خارج الوطن كالامير
محمد الفيصل وغيرهم والقائمة تطول,,التقيناه في هذه السانحة وحديث حول
تجربته مع البرنامج تابعوا معنا افاداته…
* اين تظهر اللمسة الاخراجية في البرامج التوثيقية ك(اسماء في حياتنا)
وهى ذات قوالب سردية ترتكز على الحكى؟
في كل عناصره تبدو فيه اللمسة مسيطرة ومحكمة اولا كرؤية ثم كعمل فني
تحكمه ادوات الوسيلة ولذا يبدو سلسا بالرغم من انه سرد وحوار ويلعب
الاخراج هنا في كسر الايقاع الرتيب من خلال التدافع والتنوع المرئي
*ماالجديد الذي اضافه الفاتح البدوي للبرنامج عن المخرجين الذين سبقوه؟
حاولت ان اعتمد المحافظة على طبيعة البرنامج وابراز اهدافه ورؤاه بمذيد
من الايضاح وبعث الحركة فيه وقتل السكون ورفع الايقاع من خلال التنوع في
الفواصل المصاحبة ثم الاحتفاء بالضيف بمزيد من الزوايا في حياته وتأكيد
حضوره التاريخي بواسطة معارفه واصدقائه وزملاء المهنة والتأكيد على دوره
بمزيد من الوثائق التى تخدم وجوده كأسم يستحق البحث والتنقيب في مسيرته
وسيرته فكانت المداخلات من الاخرين ثم انطلاق الضيف نفسه وخروجه من
الاستديو لاهم المواقع التى لها اثر في حياته كمدينته او قريته او مكان
عمله ثم نحتفي في الختام مع اسرته ومعارفه والمقربين منه من الاصدقاء في
حلقة يقدمها ويديرها بنفسه من بيته دون حضور المقدم يظهر فيها مالم يقال
ونحن نحاول كسر هذه الخصوصية لتحقيق المتعة والمشاهدة العالية ,وطبعا
لاننكر فضل الاخرين من المخرجين الذين تعاقبوا على هذا البرنامج وكل وضع
بصمته الاخراجية واضاف للبرنامج
*هل تقف علاقتك بالبرنامج في حدود الرؤية الاخراجية؟
اعتبر نفسي الشريك الاصيل لمعد ومقدم البرنامج احب البرنامج واحب ضيوفه
اغوص معهم في التفاصيل واستمع اليهم بسياسة النفس الطويل احترمهم واحس
بابوتهم وفضلهم علينا
*مايشاع في وسط العامة (على طريقة الطرفة) ان كل من يستضاف في البرنامج
يرحل ويغادر الدنيا..كيف تعاملتم مع هذا الحديث وهل ساهم بشكل ما في
اداءكم؟
ضاحكا..اتعجب من هذا الحديث و اقول ببساطة شديدة ان الموت مصير الاولين
والاخرين وهو اجل وقدر وفي مسيرة اربعين عاما في برنامج انه لاشك سيموت
اناس ويولد آخرون اننا نسجل العطاء بعد مسيرة عمر طويل للضيف وانها
الحياة لايعيش الناس للابد, وسجلنا اول حلقة مع محمود ابو العزائم وعاش
بعدها بيننا عمرا طويلا ,وسجلنا منذ وقت طويل لشخصيات لازالت تمشي بيننا
..لا ادرى ان لم يسجل الناس للبرنامج لايموتون مثلا!! هذه اقدار!! واذكر
في ذات مرة طلبت من شخصية تحمل تاريخا مهما ان نسجل له ونستضيفه قال لي
(خلوني شوية انا جاي يادوب من برة البلد لما امسك اولادي المهمة ويجيهوا
حالهم واطمئن عليهم) وكان جادا في حديثه
* هناك اتهام من البعض ان كثير من البرامج التوثيقية تعكس الوجه المشرق
للضيوف وتغض الطرف عن جوانب اخرى وهذا يتنافي مع مصداقية التوثيق ماهي
دفوعاتكم؟
رسالة برنامج (اسماء في حياتنا) اضافة الى انها توثيقية هي احتفائية
ايضا بالنماذج المشرقة في الحياة ورغما عن ذلك يلحظ المشاهد عددا من
الاسئلة والمداخلات صبت في حقائق اختلف حولها مع الضيف مثلا فيليب غبوش
ذكر انه هو صاحب فكرة العلم السوداني الحديث وطرحنا الامر لاصحاب الشان
فثبت العكس,وفي حلقات اخرى وجهت اسئلة للسيد الصادق المهدى اجاب عليها
وجعفر نميري كذلك وجوزيف لاقو الذي الجمه الحديث لدقائق من زمن البرنامج
وغيرهم , لكل ضيف هنالك اسئلة وجوانب نطرح عليه فيها قدر من اتهام اما
يؤكده او ينفيه بالوثائق وهي دائرة لايكتمل حديث البرنامج الابها اما
الجوانب الخفية في الحياة الخاصة يصبح شان حياتي لايسمن ولايغني من جوع
ان لم يخدم القيم الانسانية
*مارأيكم في اتجاه لجنة تكريم البرنامج عبر مشروع تكريم المبدعين الذي
تقوده منظمة اروقة الثقافية في تحويل (اسماء في حياتنا ) الى مؤسسة
توثيقية ؟
فعلا حان الوقت لتكريم البرنامج في شخص الدكتور عمر الجزلي واعتقد ان
فكرة تحويل البرنامج الى مؤسسة توثيقية يدعم ويحافظ على هذه الذاكرة
المرئية التى تدون تاريخ السودان وستساهم المؤسسة بفتح آفاق ارحب خاصة في
ظل تطور وسائل الاتصال وايصال المعلومة بطريقة مواكبة والمؤسسة ستفتح
الباب لمزيد من التوثيق وتفريغ كل الذاكرة على اقراص او كتيبات او غيرها
من الوسائل سهلة التداول
*ماذا اضاف برنامج (اسماء في حياتنا) للفاتح البدوى؟
اضاف لي اني اسبوعيا اتلقى محاضرة ممتعة من تجارب حياتية قل ان يجود بها
الزمان على المرء واشارك في صناعتها لمتعة الاخرين ,اسماء في حياتنا هو
شيخ البرامج الوثائقية في الفضائيات ويصعب ان تجدي برنامج يصمد لكل هذا
الوقت فهو رائد ومدرسة متفردة صاحبة طعم خاص يشبهنا كسودانيين في التنوع
والايقاع اخذت منه بعض الفضائيات مما يعني ان طريقتنا سبقت وغلبت
استاذ الفاتح
البرنامج شاخ وفكرته عفا عنها الزمن حتى اوبرا ونفري اوقفت اشهرا برامجها للتقادم ارجو ان يعتزل عمر الجزلي هذا البرنامج ويقتدي بجورج قرداحي في الافكار الجديدة لانه قامة كبيرة ونخشى عليه من عدم التجديد