زووم
ابوعاقلة اماسا
المريخ المحبط..!
* لم تزعجني سيناريوهات الجمعية العمومية، وتفاصيل ما حدث يوم السبت بنادي المريخ، فقد أرهقتني محاولات التنبيه من قبل، عندما لخصت تلك العبارات في جملة واحدة كانت عنوان سلسلة مقالات وهو (الأسوأ في المريخ لم يأت بعد)… وربما كانت الأحداث في ذلك اليوم غاية في السوء، ولكن.. دائماً هنالك ماهو أسوأ من تطورات في المستقبل طالما أن القراءات الخاطئة مستمرة لأصول الأزمة، وطالما أن الكل يصرخون في وجوه بعضهم ولا أحد يكلف نفسه بالإستماع للآخر، وقد يتطور الأمر إلى (كارثة) حقيقية في المستقبل… في غياب صوت العقل والحكمة، وفي المقابل إرتفاع وتيرة العنف اللفظي والتعبيري في مجتمع المريخ.. حتى في الأسافير..!
* واحدة من مؤشرات التمزق والشتات في صف المريخ أن هنالك إنهيار قيمي مخيف، وتباعد في صفوف المريخاب، وبالتالي فقدوا اللغة المشتركة التي كانت توحد وجدانياتهم في السابق، تلك المشاعر التي كانت تعيدهم إلى جادة الطريق كلما ابتعدوا عن مصلحة النادي والمجتمع، وتماهت تلك العبارات التأريخية التي وضعها الرعيل الأول مثل: نحن في المريخ إخوة، مع حالة الفوضى التي تجاوزت كل المعقول لتثمر لنا تلك المناظر البغيضة.
* دليل على محدودية رؤية المعارضين وتهديفاتهم بعيداً عن المرمى، أنهم يفكرون في إنهاء مسيرة المجلس (اليوم وفوراً وحالاً)، ولو سألتهم عن التجهيزات التي حشدوها لمريخ ما بعد سوداكال ستجد أنهم يريدون نقل النادي فقط من خانة أزمة.. إلى خانة تأزيم أكبر، وإلا فأين العمل المنظم لحشد العضوية؟.. بل أين الحرص على تهدئة الأوضاع وتلطيف الأجواء بحيث تكون مهيأة لإستقبال القادم الجديد كرئيس ومجلس إدارة؟
* الواضح جداً أن الهدف الآن هو تغيير في المقاعد والأسماء فقط، ليس لنقل المريخ من حالته الراهنة المرتبطة بحالة الوطن الكبير، إلى مصاف أندية أفريقيا الكبيرة، أو على الأقل إعادته إلى فترة سنوات الوالي التي لم يخرج منها الناس – فيما يبدو – إلا بذكريات جميلة دون تقييم جاد للتجربة، بل أن ما يجري الآن ستكون نتيجته فقط أن يأتي رئيس آخر بديلاً لسوداكال، وأعضاء آخرين غير أسد والكندو ومادبو، وتتحول المواقع، من كان معارضاً لسوداكال يصبح مؤيداً للجديد، ومن كان من أنصار سوداكال نكاية في الآخرين يتحول لمعارض للقادم الجديد، وسوف يستمر التعبير بذلك العنف اللفظي السخيف الذي شاهدناه، فهي ليست المرة الأولى التي تجتاحنا مثل هذه الموجات المدمرة، فقد عانى منها محمد إلياس محجوب والمرحوم فقيري وجمال الوالي والباشمهندس أسامة ونسي، ورأينا اللافتات المسيئة ترفع في المدرجات تستهدف أعضاء المجلس بأقسى العبارات..!
* المصيبة أن كل تلك السلوكيات يجند لها من لم تحدثهم أنفسهم يوماً في نيل عضوية النادي، لذلك.. إنقلبت الموازين، وأصبح الأشخاص المناط بهم ممارسة حقوقهم في التأثير والتغيير والضغط ليسو أعضاء بنادي المريخ، وبينهم مجموعات (للإيجار) لإداء الدور العجيب من إساءات وتعكير للجو العام، لذلك لن اتفاءل بغد أفضل في المريخ، لأن القادم لإدارة مريخ ما بعد سوداكال سيكون أمام تركة ثقيلة من العداوات والتقاطعات في المصالح والوجدانيات، وبدلاً أن كان المريخ مجتمع مبدع وخلاق يتحول إلى مسرح للعنف يهرب منه كل من له قدرات مادية كانت أو فكرية..
* حقيقة.. أصبح المريخ محبطاً بمثل هذه التفاصيل الطاردة، والأدهى أن من يقودون هذا العمل يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
حواشي
* في واحدة من المباريات التي خسرها المريخ على أرضه، وبعد نهاية المباراة بارحنا مكاننا متوجهين لقاعة المؤتمرات الصحفية، وأثناء هبوطنا الدرج سمعنا صوتاً ينادي رئيس النادي وقتها (جمال الوالي) بأعلى ما أوتي من صوت، في ذلك الجو المشحون، إلتفتنا أنا وزميلي نحو الصوت… وشاهدنا الرجل يوجه إشارة قد تكون الأسوأ مما يمكنك رؤيته في أي مكان.. تمنيت حقيقة ألا يكون هنالك من شاهد ذلك غيري.. ولكن يبدو أن صديقي كان يركز هو الآخر على ما يحدث…!
* الرجل صاحب تلك الإشارة المسيئة ما يزال يمشي بين الناس بكل ماهو قبيح، وليس هو وحده.. بل أصبح مدرسة تخرج في كل يوم طالباً نجيباً..!
* ما نعرفه في كل الأندية المحترمة أن العضوية هي التي تؤطر الممارسة، والأعضاء هم أصحاب البرلمان والحق في تقويم الأحداث، وإختيار الممثلين في مجلس الإدارة، وواحدة من الصور المقلوبة في المريخ منذ عقود أن الحكومات هي التي تلعب دور الأعضاء، فتختار مجالس الإدارات وتدير إقتصاديات النادي وتحدد مصيره بالشكل الذي أدى بنا إلى هذه المحطة..!
* مشكلة المريخ في إعتقادي أكبر من مجرد مجلس مكبل وغير قادر على إدارة النادي بالمرونة المطلوبة، وبما يحقق طموحات جماهيره، بل تطورت المشكلة إلى مجتمع متناقض يخسر في كل يوم حزمة من القيم لمصلحة سلوكيات بربرية جديدة..!
* أرسل لي الصديق متوكل صالح (ود الجزيرة) خطاب السلطات الصحية بإبطال الجمعية العمومية، وكان فرحاً..معها تعليق: (عشان تعرف إنو الحراك ما فاشل).. عرفت وقتها أنني كنت على حق في وصف الحراك المريخي بالفاشل… أدركت في تلك اللحظة أنهم لم يفهموا مشكلة المريخ من أساسها لكي يقدموا لها الحلول.. لذلك فشلوا في إسقاط المجلس.
* الآن.. أصبح المريخ ورقة في يد المعارضين لإتحاد شداد، وجزء من الصراع العنيف في دهاليز (مبنى الطابا) بالخرطوم (٢).. يستخدم المريخ لتحقيق أغراض أناس لا ينفعون النادي ولا مجتمعه بشيء..!
* الخطاب الذي أرسله لي ود الجزيرة فرحاً به قبل أن يتوه في موجة من المخاطبات كان موجهاً من جهة حكومية لرئيس نادي المريخ… ومن عجب أن تخاطب الحكومة رئيس نادي رياضي مباشرة في شأن كهذا..!
* ما زلت مصراً على أن إستمرار المجلس مع كل هذا الجهد المبذول لإسقاطه يعني أن التصويب كله خارج الخشبات، وأحياناً في الكشافات.
* أحكي لكم هذا الموقف الذي عايشناه على أيام رئاسة اللواء ماهل أبوجنة.. فقد صادفه الصديق محمد موسى الضرير في حالة هيجان وصراخ في فناء النادي، وقال له: أنت رئيس فاشل و و و.. وجملة من الإحتجاجات على الأوضاع داخل النادي وقتها، وما كان من أبوجنة (متعه الله بالصحة والعافية) إلا أن وجه له سؤالاً بصوت صارم: إنت عندك عضوية؟… فغمغم الضرير قبل أن يجيب بالنفي، فقال له رئيس النادي: إذهب واكتسب عضوية النادي وعد لتتحدث معي…
غادر محمد موسى، وفي اليوم التالي بدأ إجراءات العضوية وعندما تسلم بطاقته جلس في فناء النادي منتظراً الرئيس، وعندما حضر .. أخرج بطاقته وأشهرها في وجهه قائلا: هذه عضويتي.. إنت رئيس فاشل..!
وكان رد أبوجنة عليه أنه يحق له التحدث بعد أن أصبح عضواً..!
* بالإشارة إلى هذه الحكاية فإن معظم وقود الأزمة المريخية الآن من خارج عضويته، يتعللون بسيطرة المجلس الحالي وإقصاءه للناس، علماً بأن عضوية النادي مفتوحة لسنوات طوال ليل نهار ومقابل عشر جنيهات كإشتراك شهري، ومع ذلك نعيش هذا الوضع المؤسف والمحبط.. عضوية المريخ المؤهلة لدخول الجمعيات العمومية لا تتجاوز (٦٧٠) عضواً…!
* المريخ عالم محبط..!!
يا استاذ ابوعاقله ( عاااااقل جدا ) اماسا ( فعلا انت ماسة الصحافه الرياضيه ) واخذت من اسمك نصيب وافر
كلام عقل وانسان حادب علي مصلحة ناديه ويدعو لمعالجة جذور المشكلة مش زي ناس زعيط ومعيط الذين يسيرون خلف الكاهن الكبير اليخماو كما يسير القطيع خلف الراعي ويعلقون اي فشل علي شماعة التحكيم والاتحاد. مفروض تتطوع وتعطي الاعلام السالب محاضرات من هذا النوع علها تصلح نفوسهم الخربة.