صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

المريخ بين العقل والعاطفة…!!

587

زووم

ابوعاقلة اماسا

المريخ بين العقل والعاطفة…!!

 

* عندما تحتدم الأزمات وتشتد، وتبلغ الروح الحلقوم، ويسيطر الفزع والإنفعال على كل شيء.. قليل جداً من الناس من يتريث ويفكر في الفترة الزمنية الضيقة المتاحة ليتخذ القرار الصحيح ولكي لا يندم مع مرور الوقت، وقد بلغ سيل المريخ الذبى وأصبح الأمر قريب جداً من الإنفلات، أو الإنهيار.. لأننا اعتمدنا على عواطفنا وأعملنا معها غريزة الإنتقام في وقت كنا فيه أحوج ما نكون للعقل والحكمة.
* كتبت كثيراً في أزمة المريخ مستعرضاً أسبابها والحلول الممكنة، وفي الوقت المناسب، ولكن طبيعة الجمهور المريخي.. خاصة تلك الفئة التي تدفعها عواطفها لمصارعة الفراغ، يرفضون الكلم الحق ويهرعون مباشرة لتصنيف الناس (هذا معنا وذاك ضدنا)، وقد مرت سنوات على هذا الوضع غير المعقول.. حيث يرفضوا ما نكتب ونقترح ويفضلوا الركض خلف السراب، حتى إذا بلغ منهم الرهق مبلغاً يقبلوا على بعضهم يتلاومون.
* دعوتهم من فجر ظهور هذا المجلس بقيادة سوداكال إلى التعامل مع الموضوع كأمر واقع والتركيز على المحافظة وصون قيم مجتمع المريخ وموروثاته، لأن مجلس الإدارة هو المتغير دائماً بينما الثابت والراسخ هو مجتمع المريخ، وطالما هنالك ترابط وإلتقاء والتفاف حول حزمة المباديء سيكون إدراك أي إخفاق ممكن وسهل، ولكن… إذا إنهارت قيم المجتمع وموروثاته فلا ينفع أن يأتي مجلس إدارة نادي بايرن ميونيخ للإشراف على نادي المريخ.
* مازلت أرى أن المخرج المثالي للمريخ من أزمته الإدارية هو التركيز على الجمعية العمومية بهدف الحصول على مجلس قوي ومحمي بإرادة جماهيرية قوية، وقبل ذلك تعظيم عملية العضوية وتسهيلها والحرص على نيلها، وعندما نوصل مرحلة يعقد فيها المريخ جمعية عمومية بكامل إجراءاتها واستحقاقاتها (عضوية غير محشودة، وإجراءات سليمة، فعاليات قوية من خطاب دورة وميزانية وإنتخابات حرة نزيهة) نكون بذلك قد عبرنا إلى بر الأمان، ولكن كيف السبيل إلى ذلك ونحن نريد إدارة المعركة بالعواطف والعضلات؟
* إذا صبر أهل المريخ ما تبقت من أشهر أو أيام وركزوا على الجمعية العمومية والإنتخابات وتجاوزوا عن الصغائر والكبائر في عهد هذا المجلس فسوف يكون الحصاد عظيماً في المستقبل القريب، من إستقرار وأجواء محفزة للإبداع.. أما إذا اتبعنا نداءات البعض الداعية للعنف اللفظي والبدني من وقفات إحتجاجية وغيرها فإن باباً من أبواب الجحيم ستفتح في المريخ، وقطعاً سيكون الأسوأ قادماً في مقبل الأيام والشهور والسنوات، وسيكون نادي المريخ بؤرة صراعات تهرب منه الكفاءات، وببساطة سيكون من حق الغير تنظيم الوقفات الإحتجاجية ورفع اللافتات المسيئة لمجرد أن الوضع الإداري لم يعجبهم، وبدلاً أن تكون الجمعيات العمومية هي الحاكمية والإطار العام نكون قد إبتدعنا وسائل أخرى همجية وغير منطقية.. أضرارها أكثر من منافعها على المريخ المجتمع.
حواشي
* كلنا حانقون على الوضع الإداري المذري في هذا النادي، ولكن لو اتبعتنا إنفعالاتنا سيكون الناتج وخيماً على مستقبل المريخ.
* أخشى أن نكون قد (تطبعنا) على العيش في ظل دولة ونظام بوليسي.. فالذي لا يعلمه معظم قادة الحراك الجماهيري الآن أن المريخ والهلال كانا عبارة عن ملفين مهمين في أمانة الشباب بالمؤتمر الوطني الحاكم.. وملفات ساخنة كذلك في إدارة أمن المجتمع التابعة للأمن الوطني، وهناك من يحصي نبضات هذه المجتمعات ويحسم فيها الفوضى حال ظهور ملامحها الأولية… ولكن ما حدث من تغيير على المستوى الحكومي أعاد الكرة إلى ملعب جمهور المريخ.. فإما أنه إستوعب الدروس وارتقى بوعيه إلى الحد الأدنى الذي يمكنه من تنظيم صفوفه وانتخاب مجالس إدارات قادرة.. أو أنه سيكون طوفان الفوضى التي لا تبق ولا تذر..!
* الإتحاد الدولي (فيفا) لا يعرف كيزان أو شيطان من المسميات السياسية ولا علاقة له بالأمر، بل يهمه مجتمع كرة القدم وعملية الإختيار الديمقراطي لممثلي مكوناته وأعضاءه..!
* يهتم الإتحاد الدولي بمبدأ إستقلال عضويته ويعترف بالجمعيات العمومية… بمعنى: يجب على المنتمين له أن يمارسوا حقهم من خلال الجمعيات العمومية والإنتخابات وليست عبر الوقفات الإحتجاجية والمليونيات.. فهذه لغة جديدة في عالم كرة القدم..!
* ما يدعو للقلق أن مجلس المريخ بشكله الحالي.. يفتقر تماماً للمصداقية.. كما أن جدار الثقة بينهم وجماهير النادي قد انهار تماماً.
* مجلس المريخ فشل في إدارة ملفات الجماهير نسبة لأنه يضع في حساباته تلك المجموعات التي تستأجر لتنفيذ أجندة بعض الإداريين.. والذين يتكسبون من هذا العمل، ويجمعون المال بغير وجه حق.. ولكن الذي يفوت عليهم أن هؤلاء لا يمثلون نسبة ١،.% من جماهير النادي الحقيقية، والتي تستحق الإهتمام والإحترام.
* غادرت كافة قروبات المريخ في الوقت الراهن بسبب الإستقطاب العاطفي العنيف، والتصنيف غير المنطقي والخروج المتكرر عن النصوص.. وكذلك التنطع المبالغ فيه وإدعاء البعض بأن ما يقولونه هو الصحيح.. وكذلك بسبب تعمد بعضهم الإحتكاك واستفزاز الزملاء من حملة الأقلام والإعلاميين.
* إن غداً لناظره قريب..!!
* أتمنى أن يفلح سوداكال في إدارة ملف من الملفات بشكل صحيح دون أن يلجأ للإبتزاز العاطفي (بما دفع)..!
* هنالك أقطاب عاديين لا يعرفهم الناس تجاوزت مساهماتهم وتبرعاتهم للمريخ حاجز ال٦٠ ملياراً.. ومع ذلك لايحتفون بذلك ولا يمنون ولا يؤذون..!
* المحبط أنك دعمت ووفرت ٦٠ ملياراً وقد يثير هذا الرقم الشكوك والقيل والقال.. ولكنك فشلت في أشياء مجانية لا تكلف مالاً.
* كمال عبدالوهاب.. عبدالله أبوسن، صلاح مشكلة، الملك النعمان، صلاح حمزة، استاذ الأجيال أحمد محمد الحسن والعشرات من فقداء المريخ.. لم يكن واجب العزاء فيهم يكلف مالاً ولا مليارات ولا حتى شجاعة أدبية كالظهور في الفضائيات للإجابة على أسئلة الجمهور..!
* منذ خروجك من محبسك لم تزر إستاد المريخ غير مرة واحدة فقط.. برغم أن ما يجري فيه من صيانات وأعمال تشكل محور نقد مستمر لمجلسك.. وقد أوكلت الملف لأضعف أعضاء مجلسك والحصاد فيه هشيم.
* في هذه الحالات نرفض مقارنة سوداكال كرئيس بأي من السابقين لأنه سيكون الأضعف من حيث العطاء بدون شك..!
* منصب الرئيس برمزيته مهم.. ليس مالياً فحسب وإنما أدبياً أيضاً.. فهنالك معنى كبير عندما يقال: أن سوداكال يقدم واجب العزاء في فقيد أمة المريخ كمال عبدالوهاب مثلا…. هنا تتكامل الأشياء..!
* كمال عبدالوهاب الذي كان يتنازل من حافزه المالي لعمال النادي لم يكن بحاجة لمن يتفضل عليه بعد وفاته، ولكن من حقوقه هو وبقية الفقداء علينا أن نطيب ذكراهم بتأبين يليق بهم..!
* شئنا أم أبينا سيكمل هذا المجلس (المشلهت) دورته، والسبب المباشر في ذلك ضعف المعارضة وإصرارها على التسديد خارج الخشبات وبرعونة متناهية..!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد