صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

المريخ في عهد الرئيس الغامض..!

890
زووم
ابوعاقلة اماسا
المريخ في عهد الرئيس الغامض..!

 

* عندما عاد سوداكال لرئاسة المريخ بأمر المحكمة وقرار المجلس بتنصيبه لم يكن أمام أهل المريخ وأنصاره سوى القبول بالأمر الواقع، لأن التفريط كان قد حدث من قبل الإنتخابات، عندما أحجم كل أقطاب المريخ عن الترشح وبدا الكل وكأنهم قد تركوا الجمل بما حمل، حتى إذا فاز بالتزكية نشط البعض لإقصائه.. وكان ذلك النشاط متأخراً للغاية لذلك باءت كلها بالفشل.
* شخصياً لم أكن أعرف عنه سوى الشيء اليسير مما يروى في الشارع ومجالس المدينة، وكان بعضها قابل للتصديق وبعض الروايات لا تخلو من التضخيم وإضافات الناقلين، إذ أن آفة الأخبار رواتها، ولكن ما لفت نظري وأنا أدقق في مواقف الناس، خاصة كبار المريخ وأعضاء مجلس الشورى والزملاء من حولي وأعضاء نادي المريخ من أقطاب إداريين ومشجعين، وأنا أتابع ذلك بتركيز شديد وتدقيق إعتدت عليه، شعرت أن البعض قد جنح لتعبيرات عنصرية وتعصب غير مبرر لرفض الرجل، وكنت أشعر أن تلك التعبيرات الدخيلة على الرياضة والمجتمع ستضر بالقضية والمريخ، ومعها لن يفيد أجندة المعارضة الرافضة لسوداكال بقدر ما ستخدم موقفه في إستدرار وحشد العواطف لمساندته، وهذا ما حدث بالضبط، وشهدنا أمواج العنصرية والجهوية والقبلية تضرب مجتمع المريخ بعنف للمرة الأولى في تأريخه المعاصر على الأقل، وكانت من علامات ذلك بعض الهتافات المسجلة عندنا بدقة، والتسجيلات والبوستات، وكان الأسوأ على الإطلاق ما قاله أحد أعضاء مجلس الشورى وتفوه به أمام مجموعة من الشباب كانوا قد زاروه بمنزله، وكانت العبارات عنصرية صريحة وبلغة صبت الزيت على نيران المريخ وكله موثق.. وكنت أحد الذين طلبوا من الشباب عدم تصعيد ردود الأفعال، لقناعة أن بجسد المريخ ما يكفي من جراحات والأمر لا يحتمل.
* سوداكال كان أكثر المستفيدين من هذا الإنحراف، واستغل الأمر بذكاء خارق لخدمة قضاياه وموقفه ولتغطية القصور الإداري الواضح والذي أدخل النادي في محنة حقيقية، ولأول مرة نشعر بأن هنالك من يريد إدارة نادي المريخ بالغش والإستهبال واللف والدوران، وشهدنا الكثير من البدع وبعض السلوكيات الإدارية الجديدة على مجتمع المريخ، واطلعنا على بيانات وإفادات مخجلة من أشخاص تعاملوا مع سوداكال وتحدثوا عن أسلوبه الغريب، وأنه غشهم وخدعهم وجوعهم.. نعم جوعهم.. فهذا ما قاله التونسي أمين وبعده شخارم وقبلهما الزلفاني الذي قال بالحرف أنه تعرض لعملية إحتيال وشكا أمره إلى الله.. ولا أظن أن هنالك ماهو أسوأ من أن يشكوك المظلوم إلى الله.. والفضيحة الكبرى أن يعيش بيننا أجانب ويغادروا وفي أنفسهم أشياء لأنهم عانوا وجاعوا وخدعوا… فهذه الصفات ليست صفات السودانيين المشهورين بالكرم والجسارة.
* ما فعله سوداكال بالمريخ يحتاج لسنوات طويلة من العمل الجاد حتى نستطيع أن نمحو آثار ذلك.. ليس شرخاً في بناء المجتمع فقط وإنما تعميق لجراحات ومصائب ستظهر لاحقاً.
* لنتوقف عند الإستاد فقط، هذه القلعة التي كانت قبل سنوات فقط مفخرة وقبلة لإحتفالات البلاد، وصالوناً فخماً يستضاف فيه زوار السودان، ووجهاً حضارياً نفاخر به، وكيف أحيل إلى مكان منفر وموحش ينفر منه حتى البوم والخفافيش، وبلا خجل يريد سوداكال أن يحمل البصري عيسى التوم وزر ذلك، مع أنه لم يسهم بفلس واحد لصيانة الملعب وعودة الفريق إلى ملعبه، نعم.. سوداكال لم يسهم مادياً في صيانة إستاد المريخ وكان البصري يجتهد لإنجاز بعض الأشياء بطريقته الخاصة ولدينا أسماء بعض من كان يسهم معه.. فضلاً عن الموارد الذي استحدثها لدعم جهود الصيانة.
حواشي
* طيلة مسيرتنا المتواضعة مع النقد الرياضي لم يسبق لنا إنتقاد شخص وطالبناه بالرحيل وبالإستقالة.. ولكن سوداكال أجبرنا على مطالبته بالإستقالة لحفظ ماء وجه الكيان… وليس كل ما يعرف يكتب..!
* المكان يضيق عليه في كل يوم أكثر.. والخيارات تتراجع بصورة حتمية ومصيرية… إستقيل يارجل..!
* كنا نراهن على حكمة مهدي الفكي وقوة شخصية ماهل أبوجنة وشجاعته، وخبرة محمد إلياس ومصداقية وإخلاص وروح جمال الوالي ومصداقيته… ولكن سوداكال لم يحصل على شيء من كل هذا… ومع ذلك يصر على الإستمرار..!!
* يصر على الإستمرار برغم أنه تسبب في إستقالة وابتعاد عدد كبير من الناس.. حتى الذين كانوا سبباً في وصوله لكرسي الرئاسة..!
* أراهن على أنه سيواصل في زراعة الألغام… ولن يهدأ له بال إلا بعد أن يحول المريخ إلى حقل من الألغام يمشي فيه الناس على الأمشاط…!
* العبرة هنا ليست في من يدفع أكثر..!
* سنعود لموضوع السمسار حافظ عوض… فهو أحد ظواهر الإنهيار الإداري في المريخ..!
* لم نر شخصاً من السابقين والحاليين يحب المريخ ويخلص له بمستوى الراحل سيف الكردفاني والحبيب الأستاذ فتح الله إبراهيم.. وكنا شهوداً على أنهما أنفقا مايوازي إنفاق القيادات الآن، ومع ذلك لم يدخلا مجالس الإدارات.
* فتح الله إبراهيم متعه الله بالصحة والعافية كان يرعى المواهب لموسمين وثلاثة حتى يقوى عودها، وعندما يأتي وقت التسجيل ويفرضوا أنفسهم نجوماً للتسجيلات يختاروا المريخ بسهولة وإصرار..!
* لنقارن ما كان يقوم به ذلك الرجل بما يفعله حافظ عوض الآن..!
* ما تكبده المريخ من خسائر في عهد سوداكال يفوق ما أنفقه بالأضعاف… بلغة الأرقام لا العواطف..!
* في السابق كان الخوف على من يخلف جمال الوالي.. أن يجد نفسه في مقارنة معه في إنجازاته على صعيد الطفرات وثورة المنشآت وفي الجانب الإجتماعي، عندما كنا نندهش دائماً أنه أول الواصلين إلى مكان العزاء والفرح.. ولكننا الآن نشفق على القادم الجديد لأنه سيبذل جهداً مضاعفاً لإزالة آثار أكثر رؤساء الأندية السودانية غموضاً وإثارة للشبهات..!
* نعول على طموحات اللاعبين فقط في فك عقدة الخروج من التمهيدي… فهم أبطال الهاتريك في الدوري السوداني ولا يليق بهم الخروج على طريقة الأعوام السابقة.
* نجوم المريخ نكبر فيهم ونشكرهم على إحترافيتهم العالية وتركيزهم على مهنيتهم.. وإلا لكن رد الفعل عنيفاً.
قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. عوض احمد خليفة يقول

    متعك الله بالصحة والعافية يا استاذ ابوعاقلة ! لقد اسديت وياليت كلامك هذا يجد اذان صاغية ويتحد شعب المريخ الصفوة على كلمة سواء للعبور لبر الامان ‘ وحفظ الله المريخ 🤲

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد