* أشرت في الجزء الأول من هذا المقال، إلى أن التونسي أمين المسلمي قدم في الفترة القصيرة الماضية مؤشرات إيجابية لامتلاكه قدرات جيدة يمكن أن تساعده على تحقيق النجاح في تجربته مع المريخ، غير أنني أشرت في ختام الجزء الأول إلى أن نجاح أي فريق كرة قدم يحتاج لعمل متكامل من قبل المنظومة، وأن يؤدي كل قطاع دوره كما ينبغي ليجني الفريق ثمار عمل الطاقم الفني.
* وبطبيعة الحال، يبقى الدور الإداري الأهم في توفير معينات النجاح للطاقم الفني، وعندما نشير لأن المريخ يفتقد في لقاء اليوم خدمات حمزة داؤود، والثنائي الصيني وجدو كومر بسبب إصابات متفاوتة، في وقت استعد فيه رمضان عجب للقاء اليوم بتدريبات فردية بسبب شكواه من تأثير أرضية الأكاديمية على إصابته القديمة، فإن تلك النقطة تقود للتوقف عند ثلاثة من أهم المعينات التي ينبغي أن توفرها الإدارة للطاقم الفني.
* الأول، مساعدته على العمل مع مجموعة مكتملة من اللاعبين، وهو أمر لن يتأتى ما لم تجتهد الإدارة لـ(الإيفاء بمستحقات اللاعبين أول بأول) والشق الذي يكمل هذا البند يتمثل في (تطبيق لائحة الجزاءات عليهم حال أي تقصير في واجباتهم) لمساعدة الطاقم الفني على تطبيق الانضباط بصرامة على فريق الكرة.
* أما الثاني وهو الأكثر أهمية فيتمثل في ضرورة توفير (معسكر مغلق) للفريق حتى نهاية الموسم، لأن المدير الفني وضع برنامجاً غذائياً يمثل جزءاً مهماً من البرنامج التدريبي ومكملاً له، وهو برنامج بطبيعة الحال لا يمكن تنفيذه ومتابعة تطبيقه إلا بتواجد الفريق بمعسكر مغلق، مع الإشارة لحاجة الطاقم الفني لخلق روح أسرية في محيط الفريق لن تتأتى ما لم يتواجد كل الفريق في مكان واحد، إلى جانب نقطة مهمة وهي حاجة المدرب للعمل بشكل فردي مع اللاعبين لتطوير الجوانب الذهنية والنفسية والمعنوية إلى جانب التكتيكية، وهو أمر لا يمكن أن يتم من خلال لقائه باللاعبين لساعتين فقط في اليوم (زمن التدريب)، وإنما يتطلب قضاء ساعات طوال مع المجموعة، وبالتالي ضرورة التواجد في معسكر، دون إغفال أهمية هذه الخطوة في جانب خلق الانضباط.
* أما الثالث، فيتعلق بضرورة العمل على تجهيز ملعب الفريق بسرعة (القلعة الحمراء) لأن أضرار اللعب المستمر والمتواصل على أرضيات النجيل الصناعي الرديئة والسيئة والصلبة الموجودة في السودان أضرار لا تحصى، وعلى رأسها تفشي الإصابات وسط اللاعبين، لذا ينبغي أن يسرع المجلس من وتيرة العمل في تجهيز القلعة الحمراء مع ضرورة أن تجتهد لجنة الكرة بقدر الإمكان في توفير ملاعب نجيل طبيعي للتدريبات حتى لو أدى الأمر لأداء الفريق تدريباته بصورة راتبة في الفترة الصباحية، لأن الابتعاد عن النجيل الصناعي يؤدي للحد من تفشي الإصابات وسط لاعبي الفريق.
* قلت من قبل في زاوية سابقة، أن بناء فريق قوي لا يمكن أن يتم بـ(المزاج والقطارة) وإن التعاقد مع طاقم فني أجنبي لا يعني بأي حال جدية الإدارة في امتلاك فريق قوي وقادر على الظفر بالبطولات، لأن بناء الفريق يحتاج لعمل مستمر ومتواصل دون انقطاع وفي مختلف الملفات، وهو أمر ظل سوداكال وما زال عاجزاً عن توفيره وربما استيعابه أو أنه غير جاد من الأساس في بلوغ ذاك الهدف، وإلا كان أكثر حرصاً على توفير تلك المعينات حتى لا تذهب الأموال التي تدفع لطاقم تدريب أجنبي ولاعبين أجانب هباءً منثوراً.